تؤكد المعلومات المحيطة برئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، أنه يتخوّف في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد من الحراك الحاصل في الشارع بالرغم من أنه يؤيّد كل الشعارات التي تنادي بها هيئات المجتمع المدني، مشيرة إلى هاجسه اليوم من بعض الحراك المسيّس الذي يحاول الإصطياد في الماء العكر لتنفيذ أجندات خاصة، وهو على هذه الخلفية دعا إلى اجتماع لـ«اللقاء الديمقراطي» النيابي في كليمنصو، واجتماع آخر لكوادر الحزب التقدّمي الإشتراكي، وهذا الأمر يحصل لأول مرة منذ فترة طويلة، وعُلم أن أبرز الأمور التي تمّ التطرّق إليها في هذين اللقاءين، عدم التعرّض لأي مكوّن سياسي في البلد، وعدم فتح أي معركة جانبية الحزب الإشتراكي في غنى عنها، وهو لذلك أوفد الوزير وائل أبو فاعور إلى الرابية، وهو بذلك يكون قد بعث برسالة إيجابية إلى «حزب الله»، في الوقت الذي تخاض فيه معارك بالجملة بين «التيار الوطني الحرّ» من جهة، والمكوّنات السياسية والحزبية والنقابية والمجتمع المدني من جهة أخرى.
وتابعت المعلومات المحيطة برئيس الحزب الإشتراكي، أن التواصل قائم وجيد ومستمر مع معراب، فيما الإتصال يومي بين جنبلاط والرئيس نبيه بري، ومن خلال الوزير أبو فاعور، إضافة إلى تنسيق يومي مع «حزب الله» في كل الملفات وكل الأحداث الحاصلة. أما بالنسبة للعلاقة مع المملكة العربية السعودية، فتؤكد المعلومات نفسها، أن زيارة الوزير أبو فاعور الأخيرة إلى الرياض كانت إيجابية، بحيث التقى خلالها برئيس الإستخبارات السعودية، وبالتالي، فإن التواصل قائم وخصوصاً مع السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري.
أما بالنسبة للوضع في جبل الدروز، فتقول مصادرمقربة منه، أن زعيم المختارة لم يتطرّق إلى موضوع الدروز في سوريا لا من قريب أو من بعيد، وذلك درءاً لأي هزّة في العلاقة على مستوى القيادات الدرزية التي يعتريها بعض الإختلاف جراء التباعد الحاصل في النظرة لمجريات الأحداث الحاصلة في سوريا، ومواقف جنبلاط الثابتة ضد النظام السوري، إلا أنه وبسبب علاقته مع «حزب الله» يحاول في هذه المرحلة عدم إحداث أي ثغرة تسبّب أي إحراج لأي فريق لبناني.
وبالنسبة لموضوع المبادرة الحوارية التي أطلقها الرئيس بري، فتكشف المعلومات المحيطة برئيس الإشتراكي، أن جنبلاط كان أصلاً في أجواء هذه المبادرة وشجّع عليها، وقد أرسل النائب غازي العريضي لتمثيله في الإحتفال الذي أقيم في الذكرى السنويةالـ37 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وهو انتقى العريضي لتمثيله، كونه تربطه علاقات وثيقة بالفاعليات الجنوبية إن في «حزب الله» أو في حركة «أمل»، ولأن حضوره إلى جانب السفير السوري علي عبد الكريم علي لا يشكّل أي حساسية أو مشكلة، وذلك على خلاف ما هو حاصل بالنسبة للوزير أكرم شهيّب وأبو فاعور وآخرين، ولا سيما بالنسبة لنجله تيمور أو أي مسؤول حزبي آخر. وشدّدت المعلومات ذاتها، أن جنبلاط متفائل جداً من المبادرة الحوارية للرئيس بري، كونها تكسر الجمود السياسي القائم، وهو كان أول من علّق عليها إيجاباً، إلا أنه يتخوّف من الوضع القائم في سوريا والمنطقة بشكل عام، ويتوجّس من استعار المعارك الحاصلة في سوريا، ويترقّب تطوّرات ميداني وعسكرية كبيرة في المنطقة، ويردّد في مجالسه أن أهم موضوع يمكن الركون إليه في لبنان هو انكباب جميع التيارات السياسية إن في 8 أو في 14 آذار، على معالجة القضايا الحياتية اليومية والإجتماعية والإقتصادية، لأنه لم يتفاجأ أبداً من انفجار الشارع اللبناني، وهنا تدعو أوساط محيطة به، وعلى بيّنة من مواقفه وإشاراته إلى ضرورة قراءة ما قاله بالنسبة لفساد الأحزاب في لبنان، والتي شاركت في السلطة، وهو يلمّح إلى الداخل في حزبه، في سياق الجرأة التي يتمتّع بها دائماً.