Site icon IMLebanon

تأكيد جنبلاطي على حماية المصالحة

 

من جديد عادت الساحة اللبنانية عرضة لكل التطورات الداخلية والإقليمية، لا سيما استمرار تداعيات أحداث الجبل، والتي وفق المتابعين للأوضاع، فإنها غيّرت الأمور رأساً على عقب، وثمّة مرحلة جديدة بعد هذه التطوّرات في الجبل، أكانت على صعيد التحالفات والإصطفافات السياسية، أو من خلال ما ستكون عليه الحالة الدرزية ـ الدرزية ربطاً بالوضع المسيحي، وعلى وجه الخصوص مصالحة الجبل التي تبقى من المسلمات كما يقول عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمه لـ «الديار»، إذ يشير إلى أن هذه المصالحة هي من الثوابت التي لا يمكن تجاوزها، لا سيما وأنها حصلت بين المتخاصمين والمتقاتلين في مرحلة ما طوينا صفحتها إلى الأبد، وسبق لرئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط أن اعتبر كل الشهداء لأي حزب وتيار انتموا إنما هم شهداء كل لبنان وكل دافع عن قضيته في ظروف معينة، لذا، يضيف النائب نعمة، من غير الجائز وبعد اتفاق الطائف الذي هو السلم الأهلي والدستور في آن، وكذلك بعد المصالحة التاريخية بين وليد جنبلاط ومثلّث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وكل الخيّرين، أنه وكلما «دقّ الكوز بالجرّة» ينبري البعض لنبش القبور ونكء الجراح، فهل هذه اللغة والأساليب تحصّن وحدة المسيحيين والتعايش الدرزي ـ المسيحي وبين سائر المكوّنات الروحية في الجبل، وعلى المستوى الوطني، أم أنها تحمل في طياتها مواقف شعبوية ومصلحية؟.

 

ويضيف النائب طعمه، مؤكداً بأن «رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، ضنينين على المصالحة وحمايتها وترسيخها، على الرغم من كل العواصف السياسية أو التعرّض لها لأنها فعل إيمان، فالمختارة حريصة على كل عائلة مسيحية وعلى التعايش بين أبناء الجبل لما يجمع بين عائلاته من عادات مشتركة وتقاسم لقمة العيش، لذلك، لا يحاول أحد المسّ بهذه المصالحة التي نعتبرها أمانة في أعناقنا».

 

وفي سياق آخر، فإن المعالجات لأحداث الجبل، باتت وفق مصادر الحزب التقدمي الإشتراكي في عهدة القضاء، وبالتالي، فإن لقاء رئيس الحزب مع اللواء عباس ابراهيم كان ممتازاً وصريحاً، لذا ليُترَك القضاء وشأنه بعيداً عن التهديدات وحملات الشتائم والسباب، فنحن الأحرص على الجيش والمؤسّسات الأمنية بعيداً عن المزايدات الشعبوية وعن المواقف المعروفة الأهداف التي تصب الزيت على النار، مشيرة إلى أن التواصل مستمر مع الجهات المعنية بغية إعادة الأمور إلى نصابها في سياق قانوني، وليس من خلال تزوير أفلام واختلاق روايات لم تعد تنطلي على أحد، فنحن نحرص كامل الحرص على أهلنا وكل عائلات الجبل، بمعزل عن الإنتماءات السياسية والحزبية.

 

ويبقى أخيراً تابعت المصادر، أن ما جرى في الجبل سيحتاج إلى وقت للمعالجات نظراً للإحتقان السياسي والتصعيد والإنقسام بين القيادات الدرزية، ولا سيما بين المختارة وخلدة، في حين أن الأمور باتت في عهدة قيادات سياسية وأمنية مشهود لها في لجم أي تصعيد وإعادة الأمور إلى طبيعتها، ولا سيما من خلال دور رئيس المجلس النيابي نبيه بري والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي أخذ على عاتقه حلّ هذه المشكلة، وبالتالي الأيام القليلة المقبلة ستوضح مسار الأمور واتجاهاتها وإلى أين تصب، ولكن يبقى الحذر قائماً في ظل حرب الشائعات وحملات التصعيد المستمرة إعلامياً وعلى مواقع التواصل الإجتماعي.