تتّجه العلاقة بين «التيار الوطني الحر» والحزب التقدمي الإشتراكي إلى المزيد من الإنفراج والتقدّم على كل المستويات، وهو ما برز من خلال مواقف رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي أشاد بدور وحكمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبالتالي، فإن رئيس التقدمي الذي كان متابعاً أولاً بأول لزيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى الجبل عندما سُجّلت بعض الشوائب على خلفية ما تطرّق إليه باسيل بالنسبة للمصالحة في الجبل، تحرّك شخصياً لمواكبة ومتابعة تداعيات هذه الإشكالية، الأمر الذي ساعد على تبريد الأجواء في مرحلة أولية، وعلى إقامة تواصل في المرحلة الثانية.
وفي هذا الإطار، تحدّثت معلومات على أن جنبلاط كان حاسماً في اللقاءات التي جمعته بكتلته النيابية ومجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي، حيث تمنى عليهم عدم التعرّض للرئيس عون أو لـ«التيار الوطني الحر»، كما حضّهم على ضرورة المشاركة في كل المناسبات التي يدعوهم إليها «التيار الحر».
وانطلاقاً من هذه المعطيات، تسأل أوساط سياسية عن نتيجة هذا التناغم بين الطرفين، خصوصاً وأن معلومات المواكبين لمسار التواصل بين «التيار الوطني» والحزب الإشتراكي، يلاحظون أن جنبلاط، ومن خلال ما يملكه من معلومات حول الأجواء الإقليمية الضبابية والخطيرة، يسعى إلى تمتين موقعه الوسطي والإنفتاح على جميع الأطراف السياسية بما فيها «التيار الوطني الحر».
وفي هذا السياق، أضافت المصادر نفسها، أن اللقاءات التنسيقية تسير في خط متوازٍ أيضاً مع تيار «المستقبل»، حيث يتولى النائب وائل أبو فاعور، وبشكل مباشر مع رئيس الحكومة سعد الحريري، بحيث بات التحالف الإنتخابي بينهما أمراً محسوماً في إقليم الخروب والبقاع الغربي، وصولاً إلى عودة العلاقات السياسية بين الطرفين إلى سابق عهده رغم بعض التباينات.
أما على صعيد الأحزاب المسيحية، فإن هذه المصادر لفتت إلى أن جنبلاط يحبّذ أن يتم التوافق مع «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني» والكتائب سياسياً وانتخابياً، وبمعنى آخر، فهو يصرّ على حصول ائتلاف إنتخابي واسع باعتباره حاجة وطنية في هذه الظروف الإستثنائية، كما أنه ضرورة لتخفيف التوتّرات بين الناس، ولتحصين مصالحة الجبل.
وأضافت المصادر ذاتها، انه من المتوقّع، وتحديداً بعد عطلة الأعياد، أن تعقد لقاءات بين الإشتراكي و«التيار الوطني الحر» لبحث الملف الإنتخابي، وكيفية التعاون والتحالف، وذلك بصرف النظر عن عدد النواب المرشحين، إذ أن جنبلاط لا يتوقّف عند «نائب بالزايد أو نائب بالناقص»، بل يركّز على الإستقرار، وعلى وجوب تمرير هذه المرحلة المفصلية بالحدّ الأدنى من الأضرار، لا سيما وأن الإنتخابات النيابية محطة عابرة أمام ما هو أكبر بكثير مما ينتظر لبنان والمنطقة من تحوّلات هائلة.
وخلصت المصادر عينها، إلى أن التناغم السياسي والتحالف الإنتخابي سيقود إلى المزيد من التقارب في الشارع، حيث لم تستبعد المصادر حصول لقاء بين جنبلاط وباسيل، في ضوء المواقف الأخيرة المعلنة من التطوّرات الإقليمية، ومن خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.