صفر مشاكل لتأمين انتقال هادىء لن يقف تيمور بوجه السعوديّة رئاسياً… لا مع فرنجية ولا ضدّه
صنع رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، الذي سيصبح رئيساً سابقاً خلال أيام، الحدث بإعلان نيته الاستقالة من رئاسة الحزب، ليستكمل بذلك ما كان بدأه منذ سنوات، يوم أقنع نجله تيموز بدخول العمل السياسي، رغم ما كان يُنقل عن الاخير رغبته الكبيرة بالبقاء خارجه. منذ فترة نُقلت أملاك وليد جنبلاط العقارية، وقريباً تُنقل «أملاكه» السياسية، فتنتهي حقبة وتبدأ أخرى.
قرار وليد جنبلاط ليس مفاجئاً ، بحسب مصادر مطلعة، فالكل داخل الحزب كان ينتظر توقيت القرار، المُتخذ سابقاً، فما كان يجري داخل «الإشتراكي» منذ عام واكثر، عبارة عن ورشة تغييرات وتعيينات استبدلت فريق جنبلاط الأب بتيموز جنبلاط، فأصبحت الأرضية الحزبية مهيّأة لاستلام الشاب دفة الحزب كاملة، بعد استلامه العام الماضي دفة «اللقاء الديموقراطي» النيابي.
تقول المصادر ان هناك اكثر من سبب مباشر دفع جنبلاط لاتخاذ قراره في هذا التوقيت بالتحديد:
– السبب الأول: نتائج الانتخابات النيابية في الجبل وتسرّب أعداد كبيرة من «دروز» الحزب «التقدمي» الى صفوف «الثورة»، إذ كان لافتاً أن الصحن السياسي الدرزي كان الصحن الأكبر الذي أكلت منه «الثورة»، لذلك بدأ جنبلاط بحملة جدية لإدخال روح جديدة في الحزب، عمادها الجيل الشاب، وكان متوقعاً ان تُتوج بترؤس تيمور.
السبب الثاني: يقرأ وليد جنبلاط التغيرات بشكل جيد، ويعلم أنه منذ العام 2005 حتى اليوم ذهب بعيداً بخيارات سياسية كان أساسها سقوط النظام في سوريا، الذي لم يسقط رغم سنوات الحرب الطويلة، لا بل عاد النظام على وقع الزغاريد الى الجامعة العربية، وعادت الدول العربية كافة الى دمشق، فيما جنبلاط لا يُريد، ولم ولن يتمكن من العودة، وهذا التغيير بالواقع السياسي الإقليمي ليس شيئاً عابراً بالنسبة لوليد جنبلاط.
– السبب الثالث: عودة سوريا الى الحضن العربي لها تداعيات داخل لبنان أيضاً، و»التقدمي» كان أول من بدأ يتلمّس التبدل السعودي بالموقف الرئاسي، وتحديداً الموقف من سليمان فرنجية الذي لا يُريد تيمور انتخابه، ولا يمانع جنبلاط الأب ذلك بل يفضّله، إنما انطلاق تيمور بحياته كرئيس للحزب، لا يمكن أن تكون بـ»كسرة» من والده، لذلك قرر جنبلاط ترك الملف الرئاسي لنجله، فكان يقول بسياق الإجابة على التساؤلات الرئاسية: «سأتحدث مع تيمور ونقرر بعدها».
لن يقف الحزب «الإشتراكي» بوجه السعودية أو التسوية التي تدخل فيها المملكة، لكنه بحسب المصادر قد لا يسير فيها ناخباً رئاسياً، إنما يبدو أن التوجه سيكون للعب دور حيادي، فنواب «اللقاء الديموقراطي» يعارضون تعطيل النصاب، وقد لا يصوتون لأحد في حال كانت الجلسة جدية لانتخاب رئيس للجمهورية، ولو كان سليمان فرنجية، وهكذا يكون تيمور نفذ ما ردده مؤخراً بأنه لن يبدأ مسيرته بانتخاب فرنجية، نظراً لما يمثله الرجل من مرحلة سابقة يُريد تيمور تخطيها.
قد لا يبقى وليد جنبلاط بالصورة بشكل مباشر بعد استقالته، لكنه بالتأكيد لن يحظى بالإعتزال الذي كان يخطط له منذ سنوات، فما تزال أمامه وامام نجله مرحلة دقيقة، سيكون فيها الأب الموجّه لإبنه، لمحاولة نقل خبرته إليه، تقول المصادر المتابعة.
بعد قرار جنبلاط الإستقالة، يمكن فهم توجهات رئيس «الإشتراكي» الأخيرة، لا سيما على مستوى الإستحقاق الرئاسي، حيث كان من الواضح أنه لا يريد الدخول في مواجهة مع فريق سياسي، الأمر الذي فُسر من قبل الكثيرين، خصوصاً بعد قرار الإستقالة من رئاسة الحزب، بأنه يعكس رغبة في إنتقال هادئ، وبالتالي عدم وضع نجله في قلب صراعات جديدة في هذه المرحلة.