IMLebanon

دقائق معدودة كتبت لنا النجاة

 

«الله نجّانا أول مبارح»… بهذه العبارة يمكن اختصار ما حدث مع الوفد الإعلامي اللبناني مساء أمس الأول. بفارق بسيط كاد أن يتحوّل «ناقلو الحدث» إلى الحدث بحدّ ذاته بعد استهداف مطار «أتاتورك» في تركيا من قبل إنتحاريَّين إثنين.

ما حدث لم يكن لننجو منه، لولا توافر عوامل عدة، أهمها القدرة الإلهية، فبعدما أنهينا زيارة إلى اسطنبول تلبية لدعوة شركة تركية، وعند عبورنا نقطة التفتيش الأولى في المطار التي استهدفها الإنتحاري الأول لاحظنا ضعف الإجراءات الأمنية.

وخلافاً لمعظم الزملاء فعند نقطة التفتيش الثانية خضعت لتفتيش دقيق جداً، من «البابوج للطربوش»، ما يشير إلى امتلاك السلطات التركية مؤشرات عن عمل أمني محتمل. ومن نقطة التفتيش إلى السوق الحرة المقابلة لمكان التفجيرين، توجّهت برفقة بعض الزملاء، فلولا قدرة الله لحصل العمل الإرهابي في ذلك الوقت وحلّت الكارثة لا محالة.

إنتقلنا بعدها إلى الطائرة حيث أصبحنا معزولين تماماً عن العالم الخارجي، وغادرنا متأخرين 40 دقيقة بسبب الزحمة في المطار، فبفعل الصوت المرتفع للمحركات لم نستطع سماع أي صوت من الخارج ولا حتى معرفة ما إذا كان التفجيران وقعا ونحن ما زلنا على الأراضي التركية. لم يشعر أحد منا أنّ الموت قريب إلى هذا الحد، فقد زهقت أرواح أشخاص كنا على تماسٍ معهم قبل دقائق معدودة.

مرت ساعة ونصف الساعة المخصّصة للرحلة على الأهل والزملاء في لبنان طويلة… وفي النهاية وصل الوفد الذي كنت ضمنه برفقة مديرة الوكالة الوطنية للإعلام السيدة لور سليمان، والزملاء نخلة عضيمي، بسام أبو زيد، يمنى فواز، عمر الراسي، جورج غرة، رائد الخطيب، ليليان مقبل، غريس مخايل، ونادر صباغ، وكادر من المنظمين سالماً الى مطار بيروت.

غادرنا على وقع تفجيرات القاع، وعُدنا على وقع تفجيرات مطار أتاتورك… لحظات مخيفة «زمطنا» منها. الرحمة لمن سقط ضحية الإرهاب، على أمل أن يتوقف هذا المسلسل الدموي المخيف يوماً…