بعد اغتيال شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري وفي جلسة خاصة مع صديقي المسؤول الكبير قلت له: الجرائم السياسية يكون القاتل معروفاً فيها ولكن لا يمكن إلقاء القبض عليه لأسباب سياسية، ولأنّ الذي يرتكب جريمة سياسية تكون وراءه دولة ما، لذلك من الصعب، وفي بعض الأحيان من المستحيل، أن يكون هناك دليل ملموس على مرتكب الجريمة بالرغم من أنك لو سألت أي مواطن في الطريق: مَن قتل فلاناً؟ فسوف يجيبك بسرعة: الجهة الفلانية.
أجابني المسؤول الكبير: سوف أقول لك يا صديقي هذه المرّة إنّ الذين اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري سوف ينكشفون وسوف تظهر الحقيقة، وزاد قائلاً: ستكون المرة الأولى في لبنان وأقول هذا الكلام لسبب بسيط هو إنّ أعمال الخير التي حققها الشهيد الكبير لوطنه ولأهله كبيرة لا بل كبيرة جداً، وهذا الخير كله الذي تحقق على يده… لا بد أنّ ربّ العالمين سيكشف الذين اغتالوه مهما طال الزمن…
ومن ناحية ثانية، ما هو لافت أنّ عدداً كبيراً من الذين تشير أصابع الإتهام إليهم قد قتلوا، وللتأكيد (ونحن هنا نذكر فقط الذين قتلوا في ظروف غامضة): ابتداءً: اللواء غازي كنعان وزير الداخلية السوري الذي انتحر بمسدسه بأن أطلق على نفسه 3 رصاصات(؟!.)
ثم اللواء آصف شوكت الذي قتل في الانفجار الكبير الذي حدث في مكتب الأمن القومي في منطقة ابو رمانة ومعه اللواء هشام باختيار ومجموعة من الضباط.
من ثم اللواء رستم غزالي (ابو عبدو) والذي أثير الكثير من الكلام والروايات حول غموض عملية موته: هل قُتل؟ هل سُمّم؟ هل انتحر؟ هل نُحر؟(…) لا تزال علامات استفهام كبيرة مرسومة حول موته.
وكذلك اللواء جامع جامع الذي قُتل في دير الزور وأيضاً في ظروف غامضة.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية عملية اغتيال عماد مغنية أيضاً تطرح علامات استفهام كبيرة من أنّ سوريا سوف تجري تحقيقاً يبيّـن أنّ إسرائيل اغتالته، علماً أنّ موقع ارتكاب الجريمة يعج بمراكز المخابرات السورية الرئيسية من أمن الدولة الى الامن القومي الى المخابرات العسكرية الى فرع فلسطين الى فرع المنطقة الى فرع المخابرات الداخلية الخ… أي أنّ معظم الأجهزة الأمنية مراكزها الرئيسية في تلك المنطقة.
وأخيراً اغتيال مصطفى بدرالدين القيادي أيضاً في «حزب الله» والذي تربطه صلة قرابة بعماد مغنية فالأخير متزوّج من شقيقة بدرالدين والذي تتعدّد الروايات حول اغتياله أهو بالقرب من مطار دمشق بعدما ودّعه اللواء قاسم سليماني أم في «خان طومان» في حلب، ولأوّل مرة لم يتحدّثوا عن إسرائيل بل عن الجماعات التكفيرية، وهناك كثير من علامات الاستفهام حول اغتياله…
ولا ننسى أنّ جهاد ابن عماد مغنية أيضاً قُتل في الجولان.
باختصار إنّ الذين تردّدت أسماؤهم في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقتلون في سوريا تباعاً في ظروف غامضة.
هل هذه مصادفة؟ العلم عند ربّ العالمين.
نعود الى خطاب السيّد حسن نصرالله البارحة حول تأكيده على الاشتراك بالحرب في سوريا وأنّه على استعداد لزيادة العدد هناك من القادة والمقاتلين لأنه كما يدّعي يحارب الارهاب.
نقول له إنّ هذه الاسطوانة لم يعد أحد يصدقها، والصغير والكبير يعلمان أن وجود «حزب الله» في سوريا جاء بأوامر من اللواء قاسم سليماني الذي لا يترك مناسبة تعزية لمسؤول في «حزب الله» إلاّ ويقوم بالواجب.
أمّا لماذا لا يسمح «حزب الله» للنواب بانتخاب رئيس للجمهورية فهذا موضوع غير مهم، ولماذا إقفال المجلس النيابي؟ وهذا أيضاً غير مهم…
أمّا بالنسبة للحكومة فإنه مسموح لها أن تجتمع ولكن ممنوع اتخاذ القرارات المهمة.
وأخيراً نريد أن نقارع الاميركيين وتحديداً الدولار الاميركي لأنه هو بطل المؤامرة.