Site icon IMLebanon

كاغ تلمّح إلى رغبتها بلقاء نصرالله

تقرير ديبلوماسي ممثلة الأمم المتحدة تنتظر موعدها في السعودية

كاغ تلمّح إلى رغبتها بلقاء نصرالله

لعبت منسّقة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ دورا في تقليص ردّ «حزب الله» ضدّ إسرائيل واقتصاره على عملية شبعا التي جاءت ردّا على اعتداء الدولة العبرية على دورية عسكرية للمقاومة في القنيطرة مطلع السنة الحالية. وقامت كاغ بعد ردّ المقاومة بالاتصال فورا بأحد المسؤولين الإيرانيين «الأمر الذي كان له وقعه الكبير على تطوّرات الأمور».

ويبدو بأنّ كاغ تحظى بتقدير القيادة الإيرانية وكذلك النظام السوري بسبب طريقة إدارتها لملفّ نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا ونجاحها في كسب ثقة الأطراف المعنيين بعد مقاربتها الملفّ من زاوية فنية بحتة بلا خلفيات سياسية.

وتقوم كاغ بمبادرات عدّة من أجل التحفيز على استمرارية عمل المؤسسات اللبنانية والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وحثّ الدول الفاعلة على المساعدة في ازمة النازحين السوريين. ولعلّ زيارتها الى إيران في حزيران الفائت شكلت محطة بارزة من ضمن المساعي التي تقوم بها بغية التعرّف الى «الأجندات» المختلفة لدول الشرق الأوسط وهي لا تزال تنتظر موعدا من المسؤولين في الرياض لم يحدّد حتى الآن.

وكان لافتا للانتباه دخول كاغ على خط الحراك المدني في لبنان، وهي قدمت مساء يوم الأربعاء الماضي ملخصا حول أبرز التطورات اللبنانية أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، وبدا أنها تعول على زيارتها إلى السعودية وعلى فرصة اجتماعها بالأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، إذ إنها سبق لها أن تقدمت بطلب لعقد اللقاء، وتمنت في طهران على الإيرانيين دعم رغبتها.

«منارة الأمل» هي العبارة التي رددتها سيغريد كاغ أكثر من مرة في الملخص السياسي أمام أعضاء مجلس الأمن الذي تمحور حول العناوين الآتية:

التطورات الجديدة التي يشهدها لبنان أضرت باستقراره الهش، خصوصا في ما يتعلق بمؤسسات الدولة، وهذا لا يمنع من التركيز على ما أسمتهما نقطتين ايجابيتين للأزمة الحالية:

أولا، إن التظاهرات التي قام بها المجتمع المدني قد أحيت جهودا متجددة لرئيس البرلمان نبيه بري عبر دعوته إلى حوار سياسي لمناقشة أزمات مستديمة مثل رئاسة الجمهورية، قانون الانتخابات النيابية ومسائل أخرى.

ثانيا، التظاهرات تؤشر إلى البروز الايجابي للمجتمع المدني غير الطائفي الذي من المحتمل أن يمثل شريحة أوسع من الطبقات والمناطق في لبنان. إن هذا الأمر يشكل حافزا مهما للتغيير في البلاد. لقد شجعنا كل المجموعات السياسية للتواصل مع ممثلي مجموعات المجتمع المدني من أجل التوصل إلى الطريقة الفضلى لتحقيق المطالب المحقة بشكل فوري، وانتهاز الفرصة لتعزيز الحوار المثمر، ولكن، تبقى هناك مخاطر من العنف تمت رؤيتها في التظاهرات، مع احتمال حصول مخاطر جدية. إن الإحباط من عدم قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات سيستمر في التصاعد إذا لم يتم التوصل إلى حلول للقضايا المطلبية.

وشددت كاغ على أهمية بذل جهود مشتركة تؤدي إلى حل فوري لأزمة رئاسة الجمهورية، وبالطبع يبقى هذا شأن لبناني من دون تدخل خارجي.

رحلة طهران

وفي انتظار مواعيدها السعودية، اكتفت سيغريد كاغ في رحلة طهران التي استمرت يومين بالإصغاء إلى وجهة النظر الإيرانية حول ملفات لبنان وسوريا واليمن ولم تحمل اية مبادرة محدّدة، لكنّها سمعت كلاما إيرانيا صريحا حول ما اثارته من مواضيع وخصوصا الوضع الأمني بين لبنان وإسرائيل ودور إيران في استتباب الأمن وفي المساعدة في ملف النازحين السوريين.

ولعل أبرز ما لفت أنظار مستقبليها هو اعلان كاغ بوضوح عن قلق الأمم المتحدة من احتمال نشوب نزاع مسلح جديد بين «حزب الله» وإسرائيل، وهذا الأمر ناقشته مع كل من وزير الخارجية محمّد جواد ظريف، مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية السيد د.علي ولايتي، ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية د. حسين أمير عبد اللهيان.

وتطرقت كاغ الى ضرورة أن يدعو طابخو الحلول الإقليميون والدوليون إيران الى طاولة الحوار حول سوريا، ودعت المسؤولين الإيرانيين الذين التقتهم الى الإسهام عبر الأمم المتحدة في المساعدة في ملف النازحين السوريين والى المشاركة في إعادة بناء ما تهدّم في سوريا متحدثة عن «مشروع مارشال جديد».

لبنانيا، عبّرت كاغ عن مخاوف الأمم المتحدة من الوضع الأمني الهشّ في لبنان، واصفة إياه بأنّه ليس مستقرا تماما معتقدة بأنّ وهج الأزمتين السورية والعراقية يصل الى لبنان، ولفتت الانتباه الى اتصالاتها الجيدة مع نواب «حزب الله» ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا.

وحذرت كاغ ايضا من الحساسية المفرطة للوضع الأمني في الجنوب بين «حزب الله» وإسرائيل وقالت لمسؤول ايراني إن أي خطأ صغير في الحسابات يؤدي الى «كارثة كبرى لا يستطيع لبنان تحمّلها».

وفي الموضوع الرئاسي اللبناني، لم تطلب كاغ مساعدة إيران في حل هذه الأزمة الداخلية، مكتفية بالحديث عن ضرورة أن يتحمّل اللبنانيون مسؤوليتهم حيال انتخاب رئيس للجمهورية وأن القرار «يجب أن يكون لبنانيا بحتا».

وتبلغت كاغ تقييما ايرانيا إيجابيا لعملها في سوريا عندما كانت مسؤولة ملف نزع الأسلحة الكيميائية ولمقاربتها المتوازنة للأمور في لبنان، الأمر الذي جعل القيادة الإيرانية تأخذ اتصالها بشكل جدي في أعقاب عملية القنيطرة.

الخارجية الفرنسية: مع الحوار والحكومة

أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال أنّ «فرنسا تؤيد الحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري»، مشيرا الى ان بلاده «تؤكد دعمها لحكومة الرئيس تمام سلام وتثني على أدائه الوطني».

كما تمنى أن «يسارع المسؤولون الى انتخاب رئيس جمهورية وإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية وانتظام الحياة السياسية في البلاد».

وعن حراك الشارع المدني، أكّد نادال أن «فرنسا تقف الى جانب لبنان دائماً وتتابع كل ما يجري على الساحة الداخلية»، مذكراً بـ «موقفها المؤيد لاستقلاله وسيادته وسلامة أراضيه».