Site icon IMLebanon

الإشتراكي التزم الحياد في حادثة الكحالة وغاب عن السمع: لا للفتن الطائفيّة

 

جنبلاط ناشد برّي إجراء اللازم… وباريس دخلت على الخط عبر اتصالات عاجلة

 

بعد مصالحة الجبل التي كان الحزب “التقدمي الاشتراكي” احد الموقعين عليها في الثالث من آب العام 2001 ، لإنهاء حرب دموية طائفية قضت على الجبل على مدى عقود من الزمن، بين المسيحيين والدروز في العام 1983، وما نتج عنها من قتل وتهجير ودمار لا احد يتمنى إستذكارها، بسبب ما خلفته من ويلات على لبنان وعلى الطائفتين المذكورتين، الى ان اتت مصالحة الجبل بعد مباحثات ومفاوضات دخل ضمنها نواب ومسؤولون من الطرفين، انتهت بتوقيع البطريرك الراحل نصرالله صفير والنائب حينئذ وليد جنبلاط على وثيقة، تؤكد على ثوابت العيش المشترك بين المسيحيين والدروز، لإنهاء مشاهد تلك الحقبة الاليمة.

 

من هنا، باتت اي حادثة امنية تحمل في طياتها ملامح طائفية او مذهبية، تثير المخاوف والهواجس، على غرار ما جرى يوم الاربعاء الماضي في منطقة الكحالة، بعد انقلاب شاحنة لحزب الله، وما تبعها من إشتباك ادى الى سقوط ضحيتين ، كاد الوضع ان يتطور الى ما لا يحمد عقباه، لولا تحكيم العقل وتخطي الاحتقان والحد من تطوره وإنتشاره في مناطق اخرى.

 

الى ذلك، وبالتزامن مع المواقف التي اطلقت في تلك الليلة، بدا الحزب ” التقدمي الاشتراكي” غائباً عن السمع كلياً في ما يخص حادثة الكحالة، ما دفع ببعض الافرقاء السياسيين ورواد التواصل الاجتماعي، الى طرح اسئلة ما زالت تتردّد على تلك المواقع، لماذا كل هذا السكوت؟ الامر الذي حمل تفسيرات عدة، منها انّ المختارة ارادت إتباع سياسة النأي بالنفس، ولا تريد ان تكون طرفاً الى جانب أحد، اي لا حزب الله ولا الاحزاب المسيحية المعارضة، مفضّلة إتباع الحياد الذي يتوافق مع الظروف الخطرة والتداعيات التي ظهرت في تلك الليلة، فيما على خط الاطراف السياسية الاخرى، فموقف ” الاشتراكي” لم يكن صائباً ، ولا يتماشى مع المرحلة التي تتطلب توحيد الصف المعارض.

 

في السياق، اشارت مصادر “التقدمي الاشتراكي” لـ” الديار” الى انّ النائب السابق وليد جنبلاط كان على السمع طوال الوقت، كذلك الامر بالنسبة الى رئيس “اللقاء الديموقراطي” ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط، اللذين وضعا المسألة على عاتق الرئيس نبيه بري لإجراء الاتصالات، وكانا على اتصال دائم به للحد من تداعيات تلك الحادثة وإنهائها بأقل الاضرار، منعاً لتمدّد الفتنة وتفاقمها، وهذا ما جرى، لذا فضلنا إلتزام الصمت، وهذا هو الخيار الصحيح بالتأكيد، ضمن تلك الاجواء الخطرة التي كادت ان توصل البلد الى مصيبة اخرى، ولفتت المصادر “الاشتراكية” الى انّ بري اجرى اتصالات مكثفة بالمراجع السياسية والأمنية، لتطويق ذيول تلك الحادثة بأسرع وقت ممكن منعاً للانجرار الى فتنة مسيحية – شيعية.

 

وعادت المصادر المذكورة للتذكير بتغريدة لرئيس الحزب تيمور جنبلاط ، كتبها قبل ايام قليلة تعليقاً على الحادثة، جاء فيها: ” الرجاء أن لا يتكرر سقوط الضحايا بين اللبنانيين، والتعزية بالذين قضوا في الكحالة، المطلوب عدم السماح باستغلال الأمر لإثارة الفتنة ونبش الماضي، اذ يجب التلاقي مع كل موقف حكيم وعاقل، نتمسك بالوحدة الوطنية، وننتظر نتائج التحقيق ليبنى عليه بدون الطعن بالمؤسسات، لاسيما الجيش”. ووصفت المصادر التغريدة بالحكيمة وبالنداء العاقل في اصعب الظروف، التي تتطلب الوعي والادراك، وليس صبّ الزيت على النار.

 

وبموازاة الاتصالات المذكورة ووفق المعلومات، دخلت باريس على الخط ايضاً، وحثت المسؤولين اللبنانيين خلال اتصالات عاجلة، على ضرورة نأي لبنان عمّا جرى خلال الاسبوعين المنصرمين، من تفلت امني وخلل بالاستقرار وتهديد للسلم الاهلي، الذي كان ان يتزعزع بدقائق معدودة، مع تشديدها المتكرّر على ضرورة الاتفاق على رئيس، والموافقة على الحوار قبل قدوم موفدها الرئاسي جان ايف لورديان، منتصف الشهر المقبل الى بيروت.