Site icon IMLebanon

“معركة القلمون” على وقع حوارات جنيف محاولة لإعادة توازن وسط المقترحات الانتقالية

على رغم ان الموفد الدولي الى سوريا ستيفان دوميستورا خفض كثيراً سقف الحوارات التي يجريها مع افرقاء الأزمة السورية في جنيف هذا الاسبوع كما مع الدول الاقليمية والدولية المعنية، وتالياً لم يرفع الآمال بامكان وصوله الى اي نتيجة في المدى المنظور، وهو خسر معنويا على المستوى الشخصي جراء فشل مساعيه او اقتراحه لتجميد النزاع انطلاقا من حلب، فان ثمة رهاناً على اعطاء هذه الحوارات بعض الصدقية انطلاقا من التطورات الميدانية التي حصلت اخيرا في مناطق سورية لمصلحة المعارضة. ثمة حاجة للامم المتحدة لرعاية امكان اقامة حوار او اجراء الاتصالات لرصد احتمالاته في ظل تراجع القدرة الاميركية – الروسية المباشرة على التقدم على هذا الصعيد. فيما ترى مصادر سياسية ان النظام ومعه ” حزب الله” قد يكونان مجبرين على خوض ما سمي معركة القلمون مجددا على عتبة بدء الحوارات في جنيف من اجل السعي الى اعادة بعض التوازن في ميزان القوى باعتبار ان انتصارات المعارضة تحقق مطلبا مزمنا لجهة الضغط على النظام من اجل ان يحاور المعارضة ويقبل بتقديم تنازلات. فيما تنقل هذه المصادر ان روسيا لم تخف استياءها من تعنت النظام قبل شهرين لدى انعقاد موسكو 2 بعدم تجاوبه من اجل تقديم اي شيء في الحوار ما ساهم في افشال جهودها واعطائها دورا محوريا في الجمع بين النظام والمعارضة الامر الذي ربما تفيد منه روسيا راهنا من خلال مكاسب المعارضة، لممارسة مزيد من الضغط على النظام خشية ان يفقد مزيدا من المواقع فضلا عن حال الانهيار الكامل الذي يتهدده على صعد اخرى.

وتكشف معطيات تملكها مصادر سياسية متعددة ان هناك تعويلا على مساعي دوميستورا على قاعدة ان الدعم الجزئي الذي قدم للمعارضة حتى الان ادى الى النتائج التي تحققت وان مزيدا من الدعم قد يساهم في تراجع النظام وسط وضع كارثي للمناطق الخاضعة له، وهذه ورقة يتم السعي الى توظيفها من اجل اجباره وداعميه على الحوار في ظل شكوك ان تؤدي المحاولات من اجل السيطرة على القلمون في اعادة بعض التوازن الذي فقده والذي يقارب الانهيار الذي اضطر في ضوئه الرئيس بشار الاسد الى الخروج الى العلن من اجل تخفيف وطأته شأنه شأن الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطابه قبل ايام والذي أظهر ورطة صعبة لايران من اليمن الى العراق حيث توجه الاتهامات للولايات المتحدة بالسعي الى تقسيم العراق عبر قرار الكونغرس مساعدة السنة والاكراد مباشرة فسوريا حيث خسر النظام مواقع استراتيجية وصولاً الى لبنان حيث التخبط من اجل تبرير معركة لم تعد تبريراتها قوية. ويراهن بعض المطلعين على امكان الدفع في هذا الاتجاه انطلاقا من ان دعم الاسد بات مكلفاً جداً واستنزافياً ايضاً على رغم الاعتقاد السائد ان ايران قد تصبح اكثر دعما له متى رفعت عنها العقوبات الدولية بعد توقيع الاتفاق النهائي حول الملف النووي. ويجرى الحديث عن تداول افكار ومقترحات بعيدا من الاضواء من اجل التوصل الى حل ينهي الازمة على قاعدة جنيف واحد أي تأليف حكومة انتقالية لها كامل الصلاحيات التنفيذية، في الوقت الذي يتم السعي الى المحافظة على مصالح ايران وروسيا عبر اقتراحات بعضها يتحدث عن ابقاء الاسد رئيسا لفترة محددة انما من دون صلاحيات نتيجة انتقال الصلاحيات الى حكومة شاملة تمثل الجميع، او العمل على انهاء وجوده في السلطة بناء على طمأنة العلويين عبر تأمين مشاركتهم في الحكومة الانتقالية الشاملة على قدم المساواة مع الآخرين واقناعهم انهم يمكن ان يتمثلوا عبر اشخاص آخرين. وثمة من رأى ان كلام وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الرياض بالامس لجهة قوله ان لا مستقبل للاسد في سوريا على المدى البعيد انما يعكس اتجاهاً الى البحث في اقتراحات تبقي الاسد رئيسا من دون صلاحيات في الفترة الانتقالية، وهي بمثابة رسالة موجهة الى كل من روسيا وايران كحلفاء وداعمين للاسد استنادا الى اعلان كيري ذلك من الرياض ما يشير الى تناوله هذا الامر مع المسؤولين السعوديين، على رغم توافر معطيات عن ان ما قاله كيري في وقت سابق من انه لا بد من التفاوض مع الاسد في نهاية الامر قد تم سحبه من التداول السياسي. فزيارة كيري الى الرياض لا تنفصل عن الاعداد لقمة كامب ديفيد المرتقبة الاسبوع المقبل بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ودول مجلس التعاون الخليجي للبحث في استراتيجية التعاون ما بعد توقيع الاتفاق النهائي حول الملف النووي في ظل توقعات يذهب اقصاها الى القول ان اوباما قد يورط دول الخليج للتدخل عسكريا في سوريا من اجل دفع النظام للقبول بالحوار وعدم المراوغة، فيما يعتبر البعض ان ايران قد لا تكون مرتاحة ما دام الاتفاق النووي سيحفز في المقابل استراتيجية دولية اقليمية لمواجهتها اقليميا في كل الدول التي تسعى الى المحافظة على بعض النفوذ لها فيها بعدما بات هذا النفوذ مهدداً في بعض الدول، لا سيما منها سوريا بعد زوال أي أمل بالحصول على أي تأثير في اليمن حتى لو لم تنجح المملكة السعودية في تسجيل الانتصارات سريعا وفقا للمعركة التي قادتها ضد الحوثيين. فالعراق يبدو المجال الوحيد المضمون للنفوذ الايراني فيما تراجع كثيرا المنطق الذي عممه سابقا المسؤولون الايرانيون عن سيطرتهم على اربع عواصم عربية.