IMLebanon

طبول حرب القلمون لن تقرع في عرسال  

ماكينة إعلامية ضخمة تواكب جديد القلمون وعرسال، وتُكمل ما بدأه الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابيه الاخيرين. ضخ هائل من المعلومات والتحليلات والمقابلات تصب في اتجاه واحد: «حُسمت معركة القلمون لصالح الجيش والمقاومة، وحُشِرَ الارهابيون في جرود عرسال، وبات على الدولة ان تتحمّل مسؤولياتها… والّا»!

قرْع طبول الحرب بأقلام كتّاب «الممانعة»، وخطاب السيّد الذي اكد خلاله ان «اهالي البقاع لن يتخلوا عن مسؤولياتهم اذا تقاعست الدولة، امر رأى فيه فيه العديد من العراسلة تحريضاً لاهالي البقاع الشمالي على عرسال واهلها. استدعى هذا رداً صريحاً وواضحاً من الرئيس سعد الحريري: « الاصوات التي تهدد عرسال بالويل والثبور وعظائم الامور لن تحقق غاياتها مهما ارتفعت، وكل المحاولات لزج الجيش اللبناني في معارك يحدد زمانها ومكانها حزب الله لن تمر، ولن نسكت عنها».

اسئلة كثيرة يطرحها اللبنانيون عامة والعراسلة خاصة: هل نحن امام «عرسال2»؟ لماذا يحشد نصرالله عسكرياً واعلامياً من اجل معركة جرود عرسال؟ هل يخشى حزب الله فعلاً على الداخل اللبناني من الجماعات المسلحة في القلمون، ام ان للموضوع علاقة بخارطة سوريا المستقبلية؟

مصادر مطلعة توقفت عند الاهتمام «الشرس» لمحور الممانعة بمعركة جرود عرسال، في وقت يتراجع هذا المحور ويتهاوى في الشمال والجنوب السوريَين. وبرأيها، فإن المشروع الايراني، الذي فقد الامل بسوريا موحدة تحت حكم حليفها الاسد، ذهب الى خياره الاخير، الى الدفاع باستماتة عن الشريط الممتد من دمشق الى الساحل مرورا بجبال القلمون وحمص، وذلك من خلال 3 خطوات: الخطوة الاولى تكمن في شراء ايران لاراضٍ واسعة وعقارات ضخمة في كل من دمشق والسويداء وطرطوس واللاذقية. والخطوة الثانية عسكرية، في محاولة للسيطرة على جرود القلمون بشكل كامل لحماية التواصل بين دمشق والساحل. والخطوة الثالثة، هي في العمل على تغيير الواقع الديموغرافي والعقائدي والمذهبي في دمشق والساحل، من خلال «ابتلاع» بيئة الاسد المذهبية ».

ولكن ماذا عن عرسال؟ «عرسال هي الخاصرة الرخوة للدويلة التي تسعى ايران لتشكيلها»، تقول المصادر. وتعزز وجهة نظرها وخشيتها على عرسال بالقول: « هذه البلدة اصبحت فعليا في قلب المشروع الايراني المفترض. فجبال القلمون باتت في الخارطة الايرانية المنوي رسمها من جهة، والبقاع الشمالي هو الذي يشكل الخزان الشعبي المفترض لبيئة حزب الله وايران من جهة اخرى «، متوقعاً ان يعمل حزب الله على تغيير ديموغرافيا البقاع الشمالي، من خلال تهجير العراسلة عن المنطقة، متسائلاً:« ما الذي يمنع ايران التي هجرت ميليشياتها مئات العائلات من بانياس والساحل السوري، من التعامل مع عرسال والبقاع الشمالي بالمثل «؟!

وهذا ما يسعى اليه حزب الله بمحاولاته المتواصلة لجر الجيش اللبناني الى معاركه، ليس لحاجته الى دعم عسكري فحسب، بل لينتزع صفة شرعية لعملياته المرتقبة في عرسال وجرودها، ولينفذ المخطط الايراني تحت ستار الدولة اللبنانية. وهذا ما لن يحظى به الحزب الذي خاطبه الرئيس الحريري بالتأكيد على «ان عرسال ليست مكسرا لعصيان حزب الله على الاجماع الوطني».

هكذا يدخل «حزب الله» في معارك القلمون وجرود عرسال لتنفيذ المشروع الايراني، متلطيا خلف شعار «محاربة الارهاب» حينا و«الاستعداد لاقتحام الجليل من القلمون» حينا اخر! مشروع ايران بات شبه مكتمل: مساحات واسعة من اراضي دمشق باتت قانونيا بيد طهران. محاولات «ابتلاع» بيئة الاسد المذهبية مستمرة، ومن يقف من هذه البيئة بوجه الطموحات الايرانية يُقتل. وهذا ما جرى بالفعل في الاسابيع الماضية، حيث قُتل كبار بعض ضباط النظام الرافضين للذوبان في البيئة الايرانية. ومشروع استحداث «عبد الملك الحوثي» من جديد على طول هذا الشريط يُعمل على انجازه. ولم يبق سوى عقبة عرسال، التي لن ينجح «حزب الله» في إزاحتها عن خارطته المأمولة.