IMLebanon

مُسلّحو القلمون.. إلى جرود عرسال

في منطقة «القلمون» اللبنانية السورية، يسجّل «حزب الله» والجيش السوري إنجازاتٍ ميدانية سترمي بثقلها على المشهد الإقليمي العام، وعلى المشهد الداخلي، مع الإعلان عن تسلّل المسلّحين إلى عرسال البقاعية.

يؤكد مصدر واسع الاطلاع في قوى 8 آذار أنّ «المرحلة الاساسية من معركة تحرير السلسلة الشرقية انتهت، وبالتالي اصبح القرار في يد السلطة السياسية في لبنان، والسؤال الآن هو كيف ستتعاطى السلطة مع «الخطر» الجدّي على حدودها». ويضيف: «سيطرت المقاومة ومعها الجيش السوري على نحو 250 كلم مربع من مساحة المنطقة البالغة 600 كلم مربع.

هذه السيطرة جاءت سريعة وبلا أكلاف عالية نتيجة التدهور السريع للمسلحين وانهياراتهم المتلاحقة منذ بداية العملية العسكرية، وغالبيتهم فرّوا في اتجاه جرود عرسال حيث تُجرى محاصرتهم من كلّ الجهات، ولم يعد لديهم خيارات سوى الانسحاب نحو بادية حمص، أو غرباً نحو عرسال، مع العلم أنّ الانسحاب نحو المناطق السورية يمكن أن يحصل إفرادياً وليس عبر مواكب ومسلحين.

وعليه، يمكن بحسب المصدر نفسه، أن يختار المسلحون تجميع انفسهم والدخول الى عرسال ومحاولة احتلال أجزاء منها والعمل على إستهداف الجيش اللبناني المنتشر في المنطقة، أو القيام بمحاولات تسلّل نحو الأراضي اللبنانية.

وهذا ما سيطرح تحدّياً جديداً على الدولة بعد التحدّي الذي واجهته أواخر العام الماضي وأفضى الى خسائر وشهداء في صفوف الجيش، إضافة الى خطف عسكريين لا يزالون في الأَسر. ولا يخفي المصدر إنزعاجه من قرار «السلطة» عدم الاستفادة من معركة القلمون، وعدم إعطاء الجيش الضوء الاخضر للمشاركة فيها.

فالمسلحون تلقّوا ضربات قاسية وهربوا نحو الجرود على أمل تنظيم صفوفهم وترتيب خياراتهم شبه المعدومة، وكان على الدولة اللبنانية إستغلال هذا الظرف لتضرب بقوة وتدخل في المعركة من أجل منعهم من استعادة قواهم ومهاجمة الأراضي اللبنانية التي يرى فيها المسلحون الحلقة الأضعف في هذا النزاع. لقد أخطأ القرار السياسي في لبنان في «النأي بالنفس» عن هذه المعركة، لأنّ الواقع يقول والمنطق أيضاً، إنّ المسلحين الهاربين من جرود القلمون نحو جرود عرسال اللبنانية، سيحاولون إستخدام هذه البلدة وجردها لإستعادة بعض قوتهم، ولن يقدروا بعد الآن على مهاجمة الاراضي السورية، وبالتالي سيصبح دخولهم عرسال حتمياً بغية استخدامها والضغط على الدولة ومؤسساتها ومحاولة الايقاع بينها وبين أهالي عرسال، وكذلك اللعب على وتر الفتنة والخلافات والانقسامات السياسية.

وفي الشقّ السوري من معركة القلمون، يرى المصدر أنّ «هذه العملية أعادت المبادرة الى يد «محور المقاومة» وسينتج عنها ارتدادات عسكرية في جبهة ريف دمشق، وجبهتي الشمال والجنوب.

وبالاضافة الى أنّ تحرير القلمون من المسلحين يترك اثراً في دمشق وريفها، من المتوقع أن يتمّ بعده تزخيم جبهة الشمال ومن المتوقع أن تعود «جسر الشغور» الى الدولة السورية قريباً وتبدأ بعدها معركة تحرير إدلب.

ويختم المصدر بالاشارة الى أنّ المسافة الفاصلة عن موعد 30 حزيران ستشهد كثيراً من الجولات بغية محاولة كلّ طرف تحسين شروطه الميدانية قبل الجلوس الى طاولة التفاوض.