مرة جديدة يخرج علينا الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على الشاشات للاعلان عن “انتصار الهي” جديد يضاف الى سلسلة طويلة من الانتصارات “الإلهية” يضخها عبر طقوس خطابية غيبية في عقول بيئته التي ما انفكت منذ ثلاثة أعوام ونيف تستقبل مئات النعوش القادمة من سوريا. في البدء كان الدفاع عن المقامات الدينية الشيعية السبب في التورط في قتل السوريين، ثم قدم نصرالله مبرر حماية قرى سورية قريبة من الحدود يسكنها لبنانيون شيعة يعملون في المقلب الآخر من الحدود. ثم كان حديث عن السيطرة على قرى مثل يبرود وفليطا ورنكوس يجري فيها تحضير السيارات المفخخة التي جرى تفجيرها في لبنان، واليوم السيطرة على مرتفعات جرود القلمون التي تشرف على مرتفعات السلسلة الشرقية لجبال لبنان في اطار المعركة الكبرى بين “محور الممانعة” والمؤامرة الاميركية – العربية – الصهيونية، وحماية سوريا “المقاومة” و”الممانعة”.
كم من الانتصارات الوهمية تحققت في اطلالات السيد حسن نصرالله؟ فلو قام عاقل واحد بإحصاء عدد القتلى الذين سقطوا لـ”حزب الله” في سوريا (1300 الى 1400) لاكتشف حجم الوهم الذي يضخه نصرالله في جمهور مخدوع ومخدر يساق الى سلسلة حروب لا نهاية لها مع محيط بات يرى في “حزب الله” العدو الاول قبل اسرائيل وقبل اميركا وقبل الشياطين! انها الجريمة الكبرى التي يرتكبها “حزب الله” بحق بيئته التي يرفض معظمها ان يرى الامور على حقيقتها: لا وجود لانتصارات. ولا وجود لمقاومة. ولا وجود لممانعة. انها البيئة التي حولها “حزب الله” أحد أذرعة النظام الايراني الى وقود لحروب الغير على أرض العرب.
يقال إن “حزب الله” يمتلك فائضا من القوة يضعه في مصاف الدول في المنطقة. هذا وهم آخر. فالحزب وآلاف الصواريخ التي خزنها في لبنان في اطار “البازار الكبير” بين ايران واسرائيل والاميركيين، لا ولن يكون لها دور حاسم في المواجهة في سوريا. اننا نرى ويا للأسف ان اعداد الشبان الذين يضحي بهم الحزب على مذبح المصالح الايرانية سوف يتزايد. وتلك التلال التي سيعرضها علينا نصرالله ستشكل اضافة الى سلسلة المصائد التي يدفع فيها منذ ثلاثة اعوام اثمانا باهظة في الارواح .
بالامس شاهد اللبنانيون تسجيلات بالصوت والصورة لاحد وجوه “الممانعة” ميشال سماحة يعطي أوامر بقتل لبنانيين من دون ان يرف له جفن. وقد انتفض كثيرون ضد حكم المحكمة العسكرية الشائن. وزار بعضهم ضريحي رفيق الحريري ووسام الحسن في قلب بيروت: لكن هل لنا ان نذكر بأن ميشال سماحة ليس أكثر من أداة صغيرة عاملة عند قتلة كبار في لبنان وسوريا؟ هل لنا ان نذكر بأن قتلة رفيق الحريري ووسام الحسن وجبران تويني ووليد عيدو وبيار الجميل وباسل فليحان وجورج حاوي وسمير قصير وانطوان غانم ووسام عيد ومحمد شطح “قديسون” في الضاحية الجنوبية و”ممانعون” في المهاجرين في دمشق؟ في اختصار، نحن نعيش مع قتلة.