IMLebanon

حرب الجرود والقلمون؟!

 

اين اصبح حزب الله  من حرب جرود عرسال خصوصا ومن حرب القلمون السورية عموما، بعدما تبين ان ما سبق الاعلان عنه تراجع حربيا ليس لانه ربح المعركة، بل لان الحرب في جانبها السوري اقتصرت على بيانات لم تأت على ذكر «داعش» و«النصرة» بقدر ما ركزت على الاصوليين الذين لم يعد يصدر عنهم ما يفيد انهم لا يزالون في صلب المعركة هناك لاسيما ان جرود عرسال ليست صحراء نيفادا الاميركية ولا الربع الخالي في السعودية؟

كان حزب الله يركز في اعلامه الحربي اليومي على معارك في جرود عرسال – بعلبك الى ان تبين ان المعركة قد انتهت من غير ان تنتهي ومن دون الافادة عما يمنع الانتهاء منها، بما في ذلك القول ان الحزب ومعه جيش الاسد لم يعد قادرا على حسم المعركة التي دخلت شهرها الثالث من دون ان تحسم في هذا الاتجاه او ذاك، بما في ذلك ما يسمع بالقول اين وصلت  وهل بامكان حزب الله الاعتراف بانه فشل في معركة تنظيف الجرود من الارهابيين وكي يقال مثلا ان معركة القلمون هي واحدة من المعارك التي تسمح باثبات الوجود العسكري؟!

في خلاصة العملية التي شنها حزب الله على الاصوليين لم يعد احد يسمع جديدا عن المعركة هناك، من غير حاجة الى اعطاء تفسير منطقي يقول ان الحزب ربح المعركة او نصف المعركة، فيما ربح الجيش الاسدي النصف الاخر، حيث لا مجال للمكابرة، لان الواقع يقول ان لا شيء في المرتفعات، لا بالنسبة الى السلاح ولا بالنسبة الى المقاتلين، اي ان كل شيء لا يزال على حاله، كي لا نقول ان الحزب ومعه الجيش العربي السوري قد خسر المعركة والا اين الذين سبق لهم قول عكس ذلك؟!

المهم في نظر  البعض هو معرفة مصير الحرب التي بدأها حزب الله واعلن عنها صراحة لافهام اللبنانيين عموما والطائفة الشيعية خصوصا انه بصدد ابعاد الخطر عنهم. كما قصد الحزب افهام السوريين انه رأس حربة في حربه ضد الاصوليين، من غير ان يقدر على اثبات وجوده، حيث لا يزال الاصوليون منتشرين في المرتفعات (جرود عرسال وبعلبك ورأس بعلبك) كما في جرود القلمون ما يعني صراحة ان الحزب قد فشل في حربه المعلنة ومثله جيش الاسد حيث لم ينجحوا في القضاء على «الدواعش» وعلى «النصرة» على رغم تجييشها قوات قتالية فضفاضة!

من هنا يصح القول تكرارا ان حزب الله لم ينجح في حربه بل انه فشل في تنظيف المرتفعات من المقاتلين على رغم تخصيص المعارك هناك قوات قتالية اكبر من تلك التي كان يضعها في مواجهة العدو الاسرائيلي، قياسا على ما تم حتى الان حيث كان يقال ان مجالات تحرك العدو محسوبة بدقة متناهية!

قد يكون هذا الكلام من نوع التشكيك بقدرات حزب الله وكذلك  بالنسبة الى قدرات الجيش السوري النظامي، لكن لا يعقل ان تصل الامور الى حد تجنب اعطاء معلومات دقيقة عما وصلت اليه الحرب عبر الاعلام الحربي او من خلال تسريبات اعلامية تقليدية درج الحزب على الاعلان عنها من لحظة بدء حربه على الاصوليين لكن كل ذلك توقف من غير تحديد النتائج وما إذا كانت الحرب قد إنتهت.

هذه الأسئلة ستبقى مطروحة، باستثناء تلك المرتبطة بما يقوم به الجيش اللبناني الذي يحافظ علي مواقعه، ومن غير ان يزعم انه يهاجم بعدما اعلن صراحة انه في موقع المتصدي للهجمات ليس الا (…) وهذا من الامور التي يفهمها المواطن العادي على اساس نقل الحقائق والوقائع بدقة متناهية من دون حاجة الى اعلام حربي، يتحدث عن تكبير حجم ما يحصل؟!

ومن الان الى حين معرفة ماذا يجري في سوريا من معارك، ستبقى الامور العسكرية – الحربية عالقة بالنسبة الى ما يحصل في جرود عرسال وفي مرتفعات القلمون التي سبق لها ان تعرضت لغارات جوية لم تسفر عن اسكات المقاتلين الاصوليين بقدر ما زادت من حجم تصديهم الناجح للمهاجمين من مختلف الجهات في اوقات متقاربة؟

السؤال يطرح على حزب الله: اين اصبحت المواجهة ضد الخوارج التي كلفت العشرات من الضحايا والمئات من الجرحى، من غير حاجة الى الافصاح عن حقيقة ما تكبده الحزب من خسائر مادية، بالتزامن مع خسائر الجيش العربي السوري الذي يتكتم  على خسائره البشرية والمادية من ضمن استراتيجية الحفاظ على سرية الحرب وسرية ما تحصد به من خسائر، خصوصا عند القول ان الحرب لا تزال ناشطة وكأنها في اوائل ايامها التي ترشحها لان تستمر طويلا؟!