لا يريد كمال الخير تفويت فرصة أن يفوز بمقعد المنية النيابي. فاتخذ القرار بأن يردّ على لائحة جهاد الصمد ــ فيصل كرامي ــ تيار المردة، بتشكيل لائحة مستقلة. الفريقان المحسوبان على 8 آذار يتنافسان حالياً على «البلوك العلوي» وأصوات الحزب السوري القومي الاجتماعي
لم «يبلع» رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير فكرة أن «يتبرّأ» منه كلّ من النائب السابق جهاد الصمد، والوزير السابق فيصل كرامي، وتيار المردة، ويُقصونه عن اللائحة التي ينوون تشكيلها في دائرة الشمال الثانية. المُرشح عن قضاء المنية، قرّر أن ينضم بنفسه إلى نادي مؤلفي اللوائح الانتخابية، «وتشكيل لائحة لوحدنا. هذا أفضل لنا»، وفق أحد المُقربين من الخير. وعلى ذمّة «المصدر»، انطلقت الاتصالات «مع عددٍ من المُرشحين في دائرة طرابلس ــ المنية ــ الضنية، سعياً لتأليف اللائحة، التي نُريدها أن تكون مكتملة».
ليس بالضرورة أن يتمكن الخير من تشكيل لائحة من 11 مُرشحاً. وحتّى لو حقّق هذا الهدف، هناك احتمال بأن لا تحصل اللائحة على الحاصل الانتخابي، الذي يُخوّلها الفوز بمقعد أو أكثر. فأغلبية الشخصيات السياسية «الوازنة» في طرابلس، حدّدت خياراتها التحالفية، بحيث لم يعد يتبقى أمام الخير سوى المُرشحين الذين لم يجدوا لأنفسهم مكاناً على اللوائح «الأساسية»، ومعظمهم لا يملك قوة تجييرية وازنة. إلا أنّ الخير سيُسدّد في حال تشكيله لائحة «ضربة موجعة» لأصدقائه السابقين، وتحديداً الصمد وكرامي. أولاً، لأنّه يتواصل مع شخصيات قريبة منهما وكانت تؤدي أدواراً رئيسة في حملات الصمد وكرامي الانتخابية، كخالد رومية (من الميناء ومحسوب على كرامي)، وعلي هرموش وأحمد شندب (من الضنية). وثانياً، لأنّ ثلاثي الصمد ــ كرامي ــ الخير، يغرف من الصحن الانتخابي نفسه، وهم يستميلون ناخبين يؤيدون الخطّ السياسي للمقاومة و8 آذار.
لماذا لم ينسحب كمال الخير، ويُجنّد قدراته لمصلحة لائحة حلفائه؟ «هل نقف شابكين أيدينا مُتفرجين عليهم؟ نحن أصلاً لسنا في موقع الهجوم، بل نُدافع عن أنفسنا»، يقول المُقرّب من الخير.
«الحاج كمال»، مُرشح دائم إلى الانتخابات، في المنية، «مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري». نال في انتخابات الـ 2009، 10.3% من نسبة أصوات المقترعين في المنية ــ الضنية. وفي الانتخابات الفرعية التي جرت في المنية عام 2010، نال 14 ألف صوت، مقابل 20 ألفاً لنائب تيار المستقبل «المخدوع» كاظم الخير. يوجد في المنية، بحسب عددٍ من الخبراء الانتخابيين، قوتان تجييريتان: تيار المستقبل وكمال الخير. وهنا لُبّ الموضوع لفهم عدم رغبة حلفاء الخير في التحالف معه. فهم يعتبرون أنّ حظوظ الرجل للفوز بمقعد مرتفعة، ولا سيّما بعد التشرذم داخل البيئة المستقبلية. وبالتالي يتخوف الصمد وكرامي، من أن يكون فوز الخير على حساب أحدهما، وتحديداً مقعد كرامي في طرابلس، علماً بأنّ حجّة حلفاء الخير العلنية هي أنّه «يُخسّرهم أصواتاً في الشارع السنّي». فهو في عزّ الخلاف بين 8 و14 آذار، لم يخجل من رفع رايات المقاومة في المنية، ولا بالتبرع بالدم والمال للجيش السوري في حربه ضدّ التكفيريين. صريح ولا يخجل بمواقفه السياسية. ومع ذلك، يشكّل حالة في «بيئته»، عمادها الأساسي الخدمات التي قدّمها لأهل المنطقة.
يوجد في الشمال الثانية «تنافسٌ» بين كرامي ــ الصمد من جهة، والخير من جهة أخرى، حول من منهما يحصل على دعم كلّ من الحزب القومي و«بلوك» الطائفة العلوية. ففي حين يؤكد المُقرّب من الخير أنّه «حصل على وعدٍ بأن تكون الأصوات العلوية لمصلحته، وكذلك الحزب القومي»، يقول أحد المُتابعين للملف الانتخابي في الشمال إنّ «موقف الحزب العربي الديموقراطي وأمينه العام رفعت عيد، مُرتبط بموقف النائب سليمان فرنجية». ومن المتوقع أن يكون جلال الأسعد هو المُرشح العلوي على لائحة حلفاء 8 آذار، «رغم أنّ كرامي كان يريد ترشيح محمد طرابلسي». أما الحزب القومي، «فالأرجح أن يدعم لائحة الصمد ــ كرامي ــ المردة».
حتى الآن، لم تظهر نواة لائحة كمال الخير، ولم يتمكّن الصمد ــ كرامي ــ المردة (ومعهم مرشح «الأحباش» طه ناجي) بعد من إنهاء تشكيلتهم الانتخابية، وثمة محاولة لضمّ مُرشح محسوب على الإسلاميين (سالم فتحي يكن أو صفوح يكن). ويومياً، يخلق خصوم نجل عمر كرامي «شائعات» لإلهائه عن معركته، كتوزيع أحد المحسوبين على الوزير السابق أشرف ريفي، أول من أمس، خبراً أنّ كرامي موجود في دمشق، ما اضطرّ «الأفندي» إلى نشر فيديو يُظهره في لندن!