تبدو كل السبل سالكة أمام انتخاب أحمد قمر الدين رئيساً لبلدية طرابلس، في الجلسة التي تعقد بعد ظهر اليوم في سراي طرابلس برئاسة محافظ الشمال رمزي نهرا أو من ينوب عنه، في حال تأخره في العودة من الخارج بعد سفره لتلقّي العلاج.
ويعود اطمئنان قمر الدين وزملائه الـ15 من لائحة قرار طرابلس المدعومة من الوزير أشرف ريفي إلى التوافق المسبق بينهم حول هذا الأمر. وتذهب التوقعات إلى حدّ ترجيح فوز قمر الدين بالتزكية، مع استبعاد ذهاب الاعضاء الثمانية الباقين من لائحة «لطرابلس» إلى حدّ القيام بمغامرة خاسرة سلفاً، بترشيحهم رئيس لائحتهم عزام عويضة لمنصب الرئيس.
وكان قمر الدين قد بادر الى كسر الجليد مع أعضاء اللائحة المنافسة ومع داعميهم؛ فزار عويضة في منزله، بعد بزيارة مماثلة للرئيس نجيب ميقاتي. وقد نقل عن الأخير استنكاره ما يشاع عن محاولات يقوم بها وحلفاءه لاستمالة أعضاء من اللائحة المنافسة لانتخاب عويضة رئيساً للبلدية.
وما يزيد من اطمئنان قمر الدين أن علاقات وثيقة ربطته سابقاً بآل كرامي ثم بآل الحريري قبل تحوّله إلى آل ميقاتي، ويتحالف بعد ذلك مع ريفي، ما يجعل «الجميع يشعرون أن لهم حصة فيه» بحسب مصادر مطلعة. وهو قال لـ»الأخبار»: «أعرف كيف يفكر الجميع، وماذا يريدون من البلدية، كما أعرف جيداً ماذا يوجد في البلدية (قمر الدين عضو دائم في البلدية منذ عام 1998) وماذا ينتظرني داخلها. علاقاتي جيدة مع الجميع، وأنا متفائل بأنهم سيضعون أيديهم في يدي لما فيه خير المدينة».
لكن السهولة النسبية التي ترافق التوافق على قمر الدين رئيساً للبلدية، لم تنسحب على منصب نائب الرئيس الذي جرى العرف أن يكون من نصيب المسيحيين في المدينة. وبسبب عدم فوز أي مرشح مسيحي، اشتد التنافس حوله بين أعضاء اللائحة الفائزة، ما يهدّد بتصدّع بينهم قد تظهر تداعياته وآثاره في المرحلة المقبلة، إذ إن «لائحة قرار طرابلس» مكوّنة أصلاً من تحالفين، الأول يشمل أعضاء «هيئة الطوارئ لإنقاذ طرابلس»، والثاني يشمل أعضاء لائحة القرار. وبعد النتائج التي أسفرت عن فوز الطرفين مناصفة، اتفقا على تقاسم المنصبين: الرئاسة لقمر الدين من لائحة القرار، ومنصب نائب الرئيس لخالد الولي من هيئة الطوارئ. لكن هذا الأمر بقي موضع تجاذب كاد يؤدي إلى فرط التحالف وتطيير نتائج الانتخابات، نتيجة بروز أكثر من طامح إلى المنصب، وبعدما هدد بعض الأعضاء من «الطوارئ» بقلب الطاولة والتحالف مع اللائحة المنافسة. وقد تدخّل ريفي لحل الأمر، ودعا كل أعضاء لائحة قرار طرابلس، الفائزين والخاسرين، مساء الأحد، إلى منتجع بالما، حيث جرى تصويت داخلي أسفر عن فوز الولي بعشرة أصوات، وخالد تدمري بتسعة أصوات، ورياض يمق بثلاثة أصوات، بعدما انسحب أحمد المرج من السباق.