أخرج السجال الذي نشب نهاية الأسبوع الماضي بين الوزيرين، المستقيل أشرف ريفي، والسابق فيصل كرامي، العلاقة المأزومة بينهما وأخرجتها إلى العلن، بعدما بقيت لسنوات ضمن الصالونات الضيقة.
وقد باعدت بين الرجلين التحالفات والقناعات السياسية، وبقيت العلاقة رسمية حفاظاً على خيط رفيع يربط بينهما وبين عائلتيهما يعود الى أيام الرئيس الراحل رشيد كرامي الذي دخل ريفي بواسطته إلى سلك قوى الأمن الداخلي. إلا أن التأزم طفا على السطح بعدما دخل ريفي أخيراً على خط الخلاف العائلي بين كرامي وعمّه معن، داعماً مواقف الأخير، ومتحالفاً مع نجله وليد في مواجهة ابن عمه الذي يُعدّ الوريث السياسي لعائلة آل كرامي.
ورغم أنه كانت تصل الى مسامع «الأفندي» أصداء انتقادات ريفي له، إلا أنه آثر تجنّب السجال مع وزير العدل المستقيل، إلى أن دعا الأخير، في حديث إلى موقع «الانتشار» الإلكتروني، كرامي إلى «إعادة النظر في نهجه وخطابه السياسي حرصاً عليه». وردّ كرامي على ريفي بالقول: «لكي يطمئن قلبه، أبلغه أنني ثابت على نهجي القومي والوطني ضد إسرائيل وكل أدواتها في لبنان والعالم العربي، وفخور بخطابي السياسي المنفتح والمعتدل والبعيد عن الاستثمار المذهبي والطائفي الرخيص». وختم: «أنا لا أدعوه الى شيء يتعلق به. لكنني أتمنى عليه أن ينزلني عن ظهره مشكوراً».
مصادر مقربة من كرامي تساءلت عن «الأسباب الحقيقية التي دفعت ريفي إلى التهجم علينا بلا مبرر»، وأكدت لـ»الأخبار» «أننا لن نرد عليه، ولن ندخل معه في سجال إلا عند الضرورة، لأنه ليس في فكرنا». وأضافت: «فسرنا كلام ريفي وقلبناه على أكثر من تأويل، أغلبها ليس إيجابياً، ورأينا في بعض منها أنه يحمل تهديداً مبطناً، مفاده إما العودة عن مواقفنا السياسية، أو مواجهته في طرابلس».