IMLebanon

كرامي يرعى مصالحة «من تحت» بيت التبانة وجبل محسن

باب التبانة وجبل محسن اللذان باعدتهما السياسة والمذهبية والدماء والرصاص، سيجتمعان في منزل الوزير فيصل كرامي الخميس المقبل. إذ ينتظر أن يرعى الأخير مصالحة طرابلسية تجمع فعاليات المنطقتين «في محاولة تهدف إلى كسر جليد الاحتقان السياسي والمذهبي التاريخي والمتراكم بين أبنائهما وتثبيت ركائز الخطة الأمنية والاستقرار في المدينة».

عصر الخميس، ستشهد منطقة الضم والفرز لقاء أكثر من 200 شخص من باب التبانة وجبل محسن والقبة والمنكوبين والحارة البرانية وسواها من مناطق النزاع التقليدية في المدينة. وبحسب المنظمين، سيكون اللقاء هو الأول الذي يجمع هذا العدد، وسيحضره مخاتير ورجال دين وفاعليات وناشطون من مختلف الأطراف. من المقرر أن تلقى ثلاث كلمات، واحدة للناشط السياسي والاجتماعي محمد طرابلسي حول أهداف اللقاء، وأخرى للمحامي عبد الناصر المصري الذي سيعرض خطة العمل التي ستترجم على الأرض في وقت لاحق كتوصيات. أما الكلمة الرئيسية، فستكون لكرامي.

وأوضحت أوساط كرامي لـ»الأخبار» أن اللقاء «سيعقد تحت عنوان عودة الحياة الطبيعية الى طرابلس التي هي لجميع أبنائها، وسيضم نخبة فاعلة من أبناء المدينة، وسيكون بلا شك حدثاً طرابلسياً ووطنياً بامتياز يهدف إلى إظهار صورة طرابلس الحقيقية، ونزع صفة التطرف عنها وليست مسرحاً للعنف والاشتباكات».

وكشف المنظمون أن اللقاء الذي «طرحت فكرته منذ نحو 5 أشهر، بعد بدء تطبيق الخطة الأمنية، بدأنا فعلياً العمل عليه منذ قرابة أسبوعين». لقاءات تحضيرية مصغرة عقدت لهذا الغرض بين أشخاص من المنطقتين وجوارهما بالتنسيق مع أكثر من 50 شخصية في طرابلس، من مختلف الاتجاهات «نتعاون معها بهدف إنجاح اللقاء والبناء عليه مستقبلاً وتعزيز التواصل بين جميع أبناء طرابلس والمنطقتين».

أما كرامي فقد قال لـ»الأخبار» إن الغاية من اللقاء «تحصين طرابلس في وجه المخاطر التي تهددها، وتهدد معها لبنان كله»، مشيراً إلى أن «اللقاء طبيعي، لأنه يجمع بين أناس متجاورين ويكسر الحواجز النفسية بينهم، وكي لا يكونوا في كل مرة وقوداً في صراعات عبثية».

فهل يكون اللقاء المرتقب نسخة جديدة من مصالحة عام 2008 التي جرت برعاية مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وبحضور سياسي رفيع يومها، تقدمه كل من الرؤساء عمر كرامي وفؤاد السنيورة وسعد الحريري ونواب ومشايخ وشخصيات؟

ينفي كرامي، مشيراً إلى أن «المصالحة هذه المرّة نسعى لأن تكون من تحت، أي بين أبناء المناطق المتنازعة، لأن المصالحة من فوق، أي بين السياسيين، لا تعطي النتائج المرجوة، فهؤلاء يبحثون عن مصالحهم، وعندما يختلفون يترجم خلافهم سلباً في الشارع».

كرامي لفت إلى أن «الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي أبديا دعمهما للخطوة واستعدادهما لتقديم ما يلزم من مساعدة لإنجاح اللقاء». وإذ يراهن على أجواء التهدئة والحوار السائدة في لبنان بين أكثر من طرف لإنجاح لقاء «الأخوة الأعداء»، فإنه يؤكد في هذا المجال أن «على الدولة مساعدتنا، لأننا وحدنا لا نستطيع تحقيق كل شيء. فالمشاريع الإنمائية وتأمين فرص العمل وتثبيت الخطة الأمنية، كلها عوامل ضرورية لتحصين المدينة، وقدرتها على مواجهة التحدّيات والمخاطر».