يأخذ الوزير السابق فيصل كرامي، في مجالسه الخاصة والعامة، على الرئيس سعد الحريري أنه يقدم «تنازلات كثيرة على حساب موقع رئاسة الحكومة، لو قدّم غيره قدراً بسيطاً منها لاعتبره مُفرّطاً بالموقع الأول للطائفة السّنية».
ويسأل «أفندي» طرابلس: «هل الخشية من خسارة بضعة مقاعد نيابية تبرر هذا الأداء السياسي الذي يقود الطائفة إلى المجهول؟».
ويذكّر كرامي بأن الحريري «برّر قبوله انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بالتزام الأخير اتفاق الطائف. ومن أبرز بنود هذا الاتفاق إجراء انتخابات نيابية على أساس النسبية، وأن تكون المحافظة دائرة انتخابية. لكن الحريري، فعلياً، يعارض هذا الاتفاق بسبب معارضته النسبية التي يعتبر أنها لا تناسبه، ويصرّ على قانون عجيب غريب هو المختلط».
ويبدي الوزير السابق «ثلاثة مخاوف حيال الاستحقاق النيابي المقبل، الأول الإبقاء على قانون الـ 60 كأمر واقع تحت حجّة أن الوقت لا يسمح بإقرار قانون انتخابي جديد؛ والثاني التمديد للمجلس النيابي الحالي، وهو أمر يرفضه أغلب اللبنانيين، ويجعل الطبقة الحاكمة تفقد صدقيتها؛ والثالث هو الوصول إلى الفراغ». والاحتمال الثالث هو «الأخطر» لأنه «قد يذهب بنا حتماً إلى مؤتمر تأسيسي، وبالتالي سنخسر الكثير من الصلاحيات التي دفعنا ثمنها الكثير من النضال والجهد وحتى الدم».
ويلفت كرامي إلى أنّ زعيم تيار المستقبل «عندما يكون مأزوماً وخارج السلطة يتواصل معنا، تحت شعار يا غيرة الدين، ومن أجل توحيد الطائفة السّنية والدفاع عن مواقعها وصلاحيات رئاسة الحكومة، فنفتح باب الحوار معه حرصاً على مصلحة الطائفة والمصلحة الوطنية. لكنه حين يصل إلى السلطة وتنتهي أزمته يدير لنا ظهره، ويتجاهل الجميع، وأكثر من ذلك يُفرّط بمقام رئاسة الحكومة وصلاحياته».
ويشدد كرامي على أن «تصوير الطائفة السّنية على أنها أقلية ومستهدفة أمر خطير للغاية، فهي أمّة وليست مذهباً، وهي أم الصبي وليست فريق فوتبول». ويناشد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، باعتباره «المرجعية الدينية للطائفة السّنية»، بـ «عقد لقاء موسع لفاعليات الطائفة في دار الفتوى لحماية مواقع الطائفة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان».
وفي ما يتعلق بالانتخابات النيابية في عاصمة الشمال، يؤكد كرامي تحالفه الوثيق مع الرئيس نجيب ميقاتي. ويبدي ارتياحه لحلوله بالمرتبة الثالثة في أغلب استطلاعات الرأي التي أجريت في طرابس، ما يؤكد «رسوخ قواعدنا الشعبية والسياسية، رغم قلة إمكاناتنا المادية مقارنة بغيرنا، ورغم كل الظلم السياسي الجائر الذي تعرضنا ونتعرض له». ويوضح أن «الظلم السياسي مورس بحق والدي ويمارس اليوم بحقي. فهم اتهموه من أجل إبعاده بأنه حليف النظام السوري وحزب الله، لإقصاء أي صوت وطني وقومي وعروبي وداعم حقيقي للمقاوم، فإذا بهم اليوم يتحاورون ويتحالفون معهما من فوق الطاولة ومن تحتها».