Site icon IMLebanon

المقاومة تقول لمن يطالبها بالاستسلام وتسليم السلاح انتظرونا بقرادوني لـ “الديار”: السؤال حول نهاية الحرب وهل ستشبه غزو 1982 

 

 

استحضار الغزو الاسرائيلي للبنان صيف 1982، وهدفه العسكري والسياسي، وربطه بالحرب الاسرائيلية التدميرية على لبنان، وقبله على غزة، وهي مستمرة، ولا يريد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وقفها، الا ليحقق اهدافه منها، والتي بلغت اقامة “شرق اوسط” مختلف عما هو حالياً، ولم يتمكن بعد من السيطرة على غزة، التي ما زالت المقاومة فيها تقوم بعملياتها ضد الاحتلال الاسرائيلي، وتقصف غلاف غزة، وتصل صواريخها الى تل ابيب، وبقي 132 رهينة اسرائيلية مع الفصائل الفلسطينية، ففتح الحرب الواسعة على لبنان منذ منتصف ايلول الماضي، ووضع لها هدفا هو القضاء على “حزب الله” وتدمير ترسانته الصاروخية، وتسليم سلاحه، واستثمار الانتصار العسكري اذا حققه في السياسة، وتلاقيه قوى سياسية في طرحه وهو هنا يستعيد مرحلة الغزو في العام 1982 الذي وصل الى محيط بيروت ثم دخلها كاول عاصمة عربية يحتلها، ليخرج منها الاحتلال مندحراً ومذعوراً، ويدعو المقاومة التي كانت ظهرت الا تطلق النار على قواته لاننا راحلون، حيث كان لعمليات المقاومة التي انتشرت في اكثر من شارع وحي في بيروت الدور الاساسي، في جعل الاحتلال الاسرائيلي ينسحب منها، وكانت ابرز العمليات في مقهى “الويمبي” في شارع الحمراء، التي نفذها القومي الاجتماعي خالد علوان، وسبقه حبيب الشرتوني في 14 ايلول 1982، باغتيال بشير الجميل الذي كان انتخب في 23 آب 1982 رئيسا للجمهورية، وظهرت صوره مع رئيس حكومة العدو مناحيم بيغن ووزير الدفاع ارييل شارون وضباط اسرائيليين يخططون للحرب على لبنان، على خرائط امامهم، واشرف بشير الجميل مع شارون، على الغزو الاسرائيلي، وعلى قصف بيروت ومحاصرتها، من على مبنى شركة كهرباء لبنان قرب مرفأ بيروت، لاخراج فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، وهو المشهد نفسه الذي يحاول نتنياهو ان يكرره في لبنان، بتدمير اكبر وتهجير اكثر، واخراج “حزب الله” من الشريط الحدودي الى شمال الليطاني، وهو ومع الاسبوع الثاني للحرب، لم يتقدم برياً بعد، فينتقم باستهداف المدنيين وتدمير القرى والبلدات والمنازل والمباني والمؤسسات، لتكون “الارض محروقة” امامه، فيتقدم جيش الاحتلال دون مقاومة امامه، التي وعد مسؤول وحدة العلاقات الاعلامية في “حزب الله” محمد غفيف، العدو الاسرائيلي، بان الحرب ما زالت في بداياتها، والمقاومة بخير، وقدراتها العسكرية كثيرة، واسلحتها النوعية لم تستخدم بعد، وان المقاومين باقون، حتى في مواقع عسكرية تعبتر ساقطة عسكرياً، لكنهم قرروا ان يبقوا فيها، ولو استشهدوا دفاعا عن ارض لبنان.

 

فبمثل هذا الزخم العسكري تعمل المقاومة، بالرغم من الضربات التي تلقتها بقادتها وعلى رأسهم الامين العام لـ “حزب الله” السيد الشهيد حسن نصرالله، وهي تواجه الثقل العسكري للعدو الاسرائيلي، الذي زج به على الجبهة الشمالية، ولم يحرز اي تقدم، لا بل ان المقاومة وسعت من قصفها الى حيفا وما بعد حيفا وصولا الى تل ابيب التي استهدفت بعد ان قصف العدو بيروت ثلاث مرات في قتل ثلاثة مسؤولين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة الكولا، ثم قصف مقر “الهيئة الصحية الاسلامية” في الباشورة، وقبل ايام مبنيين سكنيين في النويري والبسطة.

 

ففي العام 1982 وصل الغزو الاسرائيلي الى بيروت واندحر منها، وسقط هدفه السياسي في رئاسة الجمهورية، وان حربه كانت مع المقاومة الفلسطينية، وهنا لا تصح المقارنة، لان المقاومة الحالية التي تواجهه لبنانية، ومنذ العام 1982، وحررت الجنوب في 25 ايار 2000، وصمدت في وجه العدوان الاسرائيلي صيف 2006، التي حاول فريق سياسي ان يستفيد منه بفرض شروطه السياسية، كمثل تسليم “حزب الله” لسلاحه وتطبيق القرار 1559، ونقل اي قرار يصدر عن مجلس الامن الى الفصل السابع، ورحيل العماد اميل لحود من رئاسة الجمهورية لانه كرس معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

 

وفي هذا الاطار، فان المفكر السياسي ورئيس حزب الكتائب الاسبق الوزير كريم بقرادوني، لا ينفي لـ “الديار” ان تكون هناك مقاربة سياسية للغزو الصهيوني 1982، والحرب الحالية، وهو السؤال الذي يُطرح عن النهاية التي ستنتهي اليها الحرب، وهل ستكون مشابهة سياسيا لما حصل في العام 1982، وهذا السؤال لا يمكن الجواب عنه، والمعركة العسكرية قائمة، يقول بقرادوني الذي يؤكد ان كل حرب تستثمر في السياسة، وهذا ما حصل عام 1982 وهو صحيح، وفرضت ذلك الظروف السياسية الداخلية وموازين القوى اثناءها، اضافة الى ما كان يجري في المنطقة وزيارة الرئيس المصري انور السادات الى الكيان الصهيوني وتوقيع اتفاق كامب دايفيد بين مصر و “اسرائيل” برعاية اميركية في العام 1978.

 

وربط نتائج الميدان العسكري برئاسة الجمهورية، لا يخفي ذلك بقرادوني، وما كانت من مواصفات قبل الحرب ليست ما بعدها، وبدأت الشروط تظهر، والاستفادة من اللحظة العسكرية بالسياسة، اذ يوجد فريق لبناني يرى ان “حزب الله” خسر الحرب وعليه ان يستسلم ويسلم سلاحه للدولة، ولم يعد بامكانه فرض شروطه وقوة سلاحه على الداخل، وهذا الفريق قد يكون بكّر في القراءة، والحرب ما زالت مستمرة يقول بقرادوني، وهنا يلتقي هؤلاء مع المطلب الاميركي بانتخاب رئيس للجمهوية لا يكون دور “لحزب الله” في ترشيحه.

 

فرئاسة الجمهورية وقد مضى عامان على الشغور فيها، فان الدعوة بالداخل او الخارج الى اجراء الانتخابات فيها، يحاول البعض ان يسقطها على ما حصل في غزو 1982، في حين ان فريق المقاومة يقول لهؤلاء انتظرونا، فما زالت الحرب في البدايات، وسيصرخ العدو وينصح من يراهن عليه، ان يفكر باكراً، لانه سيصرخ معه.