Site icon IMLebanon

بقرادوني لـ “الديار”: بقدر ما سيفشل نتنياهو سيُطيل الحرب لبنان أمام فرصة مثالية لانتخاب رئيس للجمهوريّة 

 

يقرأ الوزير السابق كريم بقرادوني في المشهد الداخلي أن “لبنان في حالة حرب، ومنطقة الشرق الأوسط في حالة حرب، لكنها حرب غير معلنة، بدليل أنه من اليمن إلى العراق وحتى لبنان، نعيش نصف حرب وليست حربا كاملة”، معتبراً أنه “ما لم يتمّ إيجاد حل لمسألة الشرق الأوسط، فإن المنطقة مقبلة على حرب شاملة”. وأعرب بقرادوني لـ “الديار” عن اعتقاده أن “الحل الوحيد للحروب في الشرق الأوسط هو قيام دولة فلسطينية، أي حلّ الدولتين، فإيهود باراك عندما طرح حل الدولتين، رفضه الفلسطينيون و”إسرائيل”، لكنه الحل الوحيد”.

 

وما إذا تبدّل السيناريو بعدما كان الحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة، أشار إلى أن “وضع نتنياهو الشخصي يقضي بأن تستمر “إسرائيل” في حروب متتالية، لأنه عندما تتوقف الحروب ستتم محاكمة نتنياهو بالفساد لأنه ملاحَق، فبين الحرب في المنطقة والسجن لشخصٍ واحد، الحرب هي أسهل لنتنياهو”، معتبراً أن “حديث نتنياهو أولاً عن سحق حماس شيء غير ممكن وهو حاول وفشل، وبالنسبة للأمر الثاني، وهو تحرير الرهائن بالقوة، فقد فشل أيضاً، وتبيّن أن تحرير بعض الرهائن جرى بالتفاهم، ومجموعة الرهائن الأميركيين الكبرى لا تزال في أيدي حماس، وثالثاً، لا شك أن مخطط نتنياهو هو تهجير الفلسطينيين من غزة، وبذلك يكون قد انتهى من الوجود الفلسطيني على حدود “إسرائيل”، لكنه فشل في كل هذه المهمات، وهو بقدر ما سيفشل سيطيل الحرب”.

 

وعن الوضع اللبناني، كشف أنه “ليس بإمكانه البقاء في نصف حرب، فإما يأتي الحل لينهي كل الحروب، وإما لبنان سيدخل حرباً كاملة”.

 

وحول ارتباط الملف الرئاسي بالحرب الحاصلة اليوم، قال إنه “منذ 40 أو 50 سنة تعلمت منذ أيام الرئيس الياس سركيس، أنه عندما يتوافق اللبنانيون في ما بينهم يخفّ تأثير الخارج على لبنان، وعندما يختلف اللبنانيون في ما بينهم فإن تدخل الخارج يكبر، والخارج لديه مشاكله واهتمام لبنان نزل في سلم الأولويات، وهذه هي الفرصة الجيدة للبنانيين لكي يختاروا رئيس جمهوريتهم، بدل انتظار الخارج لتعيينه، فهم قادرون اليوم في حال تفاهموا على إنتاج رئيس الجمهورية، فالحالة الحاضرة تسمح للبنانيين أن يتفاهموا وأن يقرّروا النزول إلى المجلس النيابي وانتخاب الرئيس بعدما يكونوا قد توافقوا على مرشح معين، وحتى إذا لم يتمّ التوافق لدينا فرصة كبيرة أن نختار نحن مرشحنا، ولتكن هناك معارضة وموالاة، وقد مارسنا هذا الشيء كلبنانيين وهذا ليس بأمر جديد، ونذكر يوم فوز سليمان فرنجية على الياس سركيس بصوت واحد، ما يدل أنه بإمكاننا أن نكون ديموقراطيين ونحترم اللعبة الديموقراطية، وبرأيي نحن في أفضل وقت ليلعب اللبنانيون لعبة الديموقراطية في انتخاب رئيس الجمهورية”.

 

وعن الحراك الرئاسي الحاصل، أجاب:” أنا لا احب التوقعات، لكن في هذا المجال أنا أتوقع أن يكون هذا العام عام انتخاب رئيس الجمهورية، الأمر الآخر أن أهمّ صفة لرئيس الجمهورية أن يبقى الأمن مضبوطاً لأن المنطقة في حالة حرب، وقد يدخل لبنان في حالة حرب، ولذلك فإن الأمن الداخلي يصبح هو الأولوية، ولهذا السبب أعتقد أن الشخصية القادرة على توفير الأمن هي من يجب انتخابها، وفي حال عدم توافق السياسيين على مرشح توافقي فقائد الجيش هو المرشح الطبيعي”.

 

وحول ما طرح بالأمس وبعد الشغور الرئاسي الطويل، عن ضرورة إجراء مناظرة بين المطروحين في اللوائح التي سبق وقدمها البطريرك بشارة الراعي والنائب غسان سكاف ووليد جنبلاط، وقراءته لهذا النموذج، إعتبر ” أنه طرح مهم، وقد قصد منه الدكتور حبيب الزغبي اعتماد أسلوب جديد في لبنان، ولكن يجب أن يتضمن الدستور مهلة ترشيح، وهذا الأمر يفتح المجال لإبقاء لعبة الرئاسة حتى ربع الساعة الأخير. وبالتالي، المناظرات السياسية بالمبدأ جيدة، وفي الواقع ليس من المفهوم من هو مرشّح، ولكن أخشى أن يرتفع صوت الطائفية ويتقدم على الوطنية، لأن الأسهل في لبنان أن تكون زعيماً طائفياً على أن تكون زعيماً وطنياً. لذا الفكرة جيدة، ولكن تطبيقها في لبنان صعب لأنه يصطدم بمفهوم المرشح لأن لا مهلة للترشيح، والأمر الآخر طالما ليس هناك ترشيحات، فالمناظرات قد تتّخذ طابعاً طائفياً”.

 

وعن كثافة الموفدين الغربيين إلى لبنان قال:” كلما ارتفع عدد الموفدين كلما تضاءلت حظوظ الحل، وكلما تراجع عددهم كلما زادت حظوظ الحل، وكثرة الديبلوماسيين لا تريحني، وأتحدث عن تجربة، لأن أي ديبلوماسي خارجي لا يفتش عن مصلحة لبنان، إنما عن مصلحة بلده في لبنان”.

 

وبالنسبة لارتياحه إلى مستقبل لبنان، ذكّر بقرادوني أن “الذي مرّ على لبنان في السنوات الخمسين الأخيرة، يدلّ على أن لبنان هو من أكثر الدول ثباتاً في المنطقة خلافاً لكل ما يحكى، فتاريخ لبنان ثابت وجغرافيته ثابتة، ومما لا شك فيه أن الوضع الإقتصادي والمالي سيشكل الإهتمام الأول لرئيس الجمهورية القادم، والذي يجب أن يوفِّر الأمن أولاً ليحرِّك الإقتصاد ثانياً، فلا إقتصاد من دون أمن. وباعتقادي أننا أمام سنتين بالغتي الصعوبة أمام رئيس الجمهورية المقبل، ومن ثم سيسلّم بعد انتهاء ولايته لبنان معافى، وأنا مقتنع انه بعد حل مشكلة الدولة الفلسطينية، سيصبح لبنان من الدول المستقرّة أمنياً وإقتصادياً ومالياً، ويصبح نموذجاً للعيش المشترك، وأفضل نموذج حل للأقليات هو لبنان”.