IMLebanon

مجموعات الانتفاضة تتّحد في معركة نقابة المهندسين

 

خلاف مع “الكتائب” يؤجّل إعلان اللوائح

 

نجحت مجموعات الانتفاضة في التوحّد استعداداً لخوض انتخابات أعضاء هيئة المندوبين في نقابة المهندسين في بيروت، نهار الأحد المقبل، في ظل الخلاف الجديد القديم، الذي يقع في كل انتخابات حول إشكالية التحالف مع حزب الكتائب “حديث المعارضة”. وفيما يقترب موعد الانتخابات، لم تنشر بعد اللوائح بصيغتها النهائية، فهي عرضة للتغيير حتى آخر لحظة. وستعمل مجموعة منفصلة عن مجموعات بيروت على تشكيل لائحة الانتفاضة في طرابلس. ويبدو أن أحزاب السلطة هي الأخرى لم تعلن بعد عن تحالفاتها. ويرجّح عضو هيئة المندوبين في نقابة بيروت، عارف ياسين، أن يتحالف الأخصام في السياسة في ما بينهم، كما فعلوا سابقاً، بهدف التضييق على المرشحين المستقلين.

 

وسيجرى الأحد انتخاب 253 مندوباً، يشكلون نصف عدد أعضاء هيئة المندوبين في نقابة المهندسين في بيروت، كما سيتم انتخاب أعضاء مجلس النقابة عن الفرعين المدني والزراعي، وعددهم 5 في كل فرع. وفي حديث إلى “نداء الوطن” تصف المرشحة لعضوية هيئة المندوبين، جنى نخال، معركة المندوبين بالأساسية “لأنه لا يمكن للنقيب العمل بمفرده من دون لجان، فهو يواجه مافيا، ولكسرها يجب أن تشكل لجان داخل النقابة وهيئة مندوبين”. وبسبب انخفاض نسبة التصويت سابقاً، كان يمكن للمرشح الفوز بفارق عدد قليل من الأصوات. ما يعني إمكانية فوز قوى الانتفاضة بعدد كبير من المقاعد في حال أقنعت المهندسين بوجود أمل بالتغيير. وهو ما يبدو ياسين مقتنعاً به، إذ يرى فرصة كبيرة بالفوز: “المهندسون راغبون بالتغيير، والنقابة لم تتطور بسبب تقاسم النفوذ بداخلها بين 8 و14 آذار”.

 

اشكالية التحالف مع “الكتائب”

 

وتكشف المرشحة عن مجموعة “مهنيات ومهنيون هندسة” عبير سقسوق، لـ”نداء الوطن” أن تحالف المجموعات المنتفضة قد تمكّن من ترشيح 200 مهندسة ومهندس، لكن العدد تراجع إلى 150 بعد انسحاب 50 مرشحاً من مجموعات الانتفاضة في جل الديب. إذ كان بين هؤلاء 8 كتائبيين، فطرحت المجموعات اشكالية القبول بالتحالف مع حزب “الكتائب”، وبعد نقاش دام أياماً، رفضت المجموعات التحالف مع هذا الحزب. ونتيجة للخلاف تأخرت مجموعات الانتفاضة في إعلان لائحة مرشحيها.

 

ووفق سقسوق فإن “رفض التحالف مع الكتائب مبدئي، فنحن نعتبر أنه شكّل جزءاً من المنظومة الحاكمة آخر ثلاثين عاماً، وكان جزءاً من فريق المحاصصة داخل النقابة. وجودهم سيجعلنا نخسر أناساً آخرين”.

 

وتكمن أهمية انتخاب هيئة المندوبين بقدرتها على التغيير والإصلاح في المشهد العام في البلد في حال فاز مهندسون غير خاضعين للسلطة السياسية. ويؤكد عضو هيئة المندوبين ياسين، والمرشحتان للمنصب نخال وسقسوق، أن الانتخابات لا تهدف لاستعادة حقوق المهندسين فحسب، بل تتعداها لتطال الصالح العام. إذ يجمع هؤلاء على أن استعادة النقابة سيعني مواجهة مشاريع الفساد التي تدمر البيئة وتعتدي على الأملاك العامة، كمشروع سد بسري وفندق الإيدن باي. وترى نخال أن “السيطرة على النقابة جعلت منها أداة بيد المجموعة الصغيرة الحاكمة وجعلتها عاجزة عن مواجهة المخالفات المؤذية وتدمير الأراضي الزراعية والمباني التراثية والحرائق والطوفان، فالهندسة مهنة اساسية لتحقيق مطالب الناس”. ومن هنا يشكل تحريرها من الهيمنة السياسية أحد أوجه التغيير في البلاد.