«نحن نلتقي دائماً على الايجابية ولما فيه خير لمصلحة لبنان»، هكذا يختصر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية عناوين لقاءاتهم المتكررة كل فترة، فتأتي الزيارات بين زغرتا وبكفيا لتشديد روابط الانفتاح والعلاقات الشخصية المتينة بين الطرفين، خصوصاً ان رئيس الكتائب لطالما ابدى تعاونه وانفتاحه السياسي على كل الاطراف خصوصاً المسيحية منها، وبدوره رئيس المردة لا يقفل بابه امام اي حوار او لقاء في هذا الاطار ايضاَ. وكل هذا يصّب في خانة مصلحة المسيحيين المتعطشين الى الوحدة، اقله في الملفات الجوهرية المتعلقة اولاَ بسيادة لبنان .
وآخر هذه اللقاءات كانت يوم السبت على أثر تفقد الجميّل اقليم زغرتا – الزاوية في بلدة أرده مع وفد كتائبي رفيع، فكانت بعدها زيارة الى بنشعي للقاء النائب فرنجية، حيث بُحثت المستجدات والملفات الاساسية. وفي هذا الاطار يشير عضو المكتب السياسي الكتائبي المحامي منير الديك الذي كان من ضمن الوفد المرافق لرئيس الكتائب خلال حديث لـ«الديار» الى ان الزيارة إتسمت بالايجابية لان كل الابواب كانت مفتوحة لتسهيل اللقاء، ومن الطبيعي جداَ ان نزور بنشعي خلال وجودنا في المنطقة، واصفاً الحفاوة التي لقيها الوفد الكتائبي هناك، بحيث أراحت محازبي ومناصري الطرفين، خصوصاً حين جال الجميّل سيراً على الاقدام في ساحة الميدان بإهدن، وصافح المواطنين فرداً فرداً ولقي ترحيباً لافتاً من الاهالي. وفي هذا الاطار ذكّر الديك بالزيارة التي قام بها الرئيس المؤسس لحزب الكتائب الشيخ بيار الجميّل في العام 1970 الى زغرتا، لتهنئة الرئيس سليمان فرنجية بفوزه بالرئاسة، وحينها إستقبل بترحيب لا مثيل له من الزغرتاوييّن الذين حملوا سيارته على الاكف.
ونقل عن فرنجية ترحيبه بالوجود الكتائبي في زغرتا أي كإقليم واقسام كتائبية وقوله: «نحن نؤمن بالديموقراطية ولا توجد لدينا أي مشكلة في هذا الاطار». وكشف الديك بأن الحزب بصدّد فتح اقسام كتائبية جديدة في المنطقة.
وعن الملفات التي طرحت خلال الزيارة، لفت الى ان اللقاء تناول كل الملفات الراهنة، وخصوصاً الانتخابات الرئاسية التي لا يربطها الجميّل بالعلاقة الشخصية مع فرنجية، فنحن نختلف معه في العديد من الملفات السياسية لكن تهمنا العلاقة الشخصية التي تقرّب وجهات النظر ايضاً بين الفريقين، ناقلاً عن المجتمعين تأكيدهم بأن الاستحقاق الرئاسي لم يعد لبنانياً، لانه مفروض من الواقع الخارجي الاقليمي، وقد إستبعدوا إمكانية حصوله في وقت قريب، في حين ان تمنيات الكتائب والمردة تصّب في خانة ضرورة وصول رئيس الى قصر بعبدا، لانه الموقع الوحيد المتبقي للمسيحيين في الشرق الاوسط، وهنالك مخاوف من خسارته في حال إستمر الوضع على هذا المنوال . ومن هذا المنطلق لفت الديك الى ان موقف رئيس الكتائب ثابت لا يتغيّر، لانه مع برنامج المرشح وليس مع الشخص، واشار الى تصميم النائب فرنجية على المضيّ في ترشحه للرئاسة ، إلا في حال حصل إجماع على مرشح من قبل كل الاطراف.
وحول طرحهم التحالف في الانتخابات النيابية ، قال الديك: «لم نستبعد كحزب وتيار تأجيل الانتخابات النيابية بسبب عدم الاتفاق على قانون انتخابي لغاية اليوم، أي ان التوقيت الزمني يمّر من دون حدوث أي خرق ايجابي، خصوصاً انها تتعلق كالانتخابات الرئاسية بمدى وجود إنفتاح ايراني – سعودي، لان معظم الكتل السياسية ترتبط بأجندات خارجية، وهذا ما يعرقل إقرار قانون انتخابي يوصل طاقماً جديداً الى المجلس النيابي، اما في ما يتعلق بإمكانية حصول تحالف انتخابي بيننا والمردة ، فلكل حادث حديث. معتبراً بأن المسيحيين بحاجة اليوم الى التفاهم ضمن اطار تعدديتهم السياسية، والمهم اطلاق دينامية نقاش مسيحي بعيد عن منطق السلبية، واصفاً العلاقة بين الكتائب والمردة بالنموذجية لانها مبنية على الاحترام المتبادل والصراحة الشفافة.
وختم بأن زيارة يوم السبت كان شمالية بإمتياز، اذ شملت ايضاً لقاءَ مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، وإختتمت مساءً بعشاء اقامه رئيس اقليم زغرتا – الزاوية ميشال الدويهي على شرف الجميّل بحضور الوزير روني عريجي والنائبين اسطفان الدويهي وسليم كرم، وفاعليات المنطقة ومسؤولين في الكتائب والمردة وحشد من المحازبين ، ما ساهم في توطيد العلاقة والتقارب اكثر فأكثر…