قبل ايام أطلق حزب الكتائب حملة تحت عنوان «بإسم التغيير» لمطالبة الحكومة بإقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية وإحالته الى مجلس النواب. فإشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بحيث تفاعل المواطنون بمختلف شرائحهم مع الحملة، وسط رفع عدد من اللافتات على الجسور وفي الساحات بمختلف المناطق اللبنانية.
وهذا التغييّر يسعى اليه الكتائبيون بهدف إيصال وجوه جديدة، ورفضاً لعودة قانون الستين اوالتمديد وعودة الطاقم السياسي عينه، لذا حان الوقت لرؤية جيل من الشباب يكافح من اجل الافضل، وبالتالي بروز قيادات جديدة شابة في مجلس النواب. مع تأكيد الكتائبييّن بأنهم على عكس كل الاحزاب لانهم يراهنون على الرأي العام، فيما الآخرون يراهنون على التحالفات والثنائيات والتمويل والدعم الخارجي، لافتين الى انهم لن يربحوا اي معركة من دون الشعب الذي يجب ان يتحمّل مسؤوليته من خلال هذا التغيير.
وفي هذا الاطار يشير عضو المكتب السياسي الكتائبي الياس حنكش الى ان حزب الكتائب يعمل من اجل الناس، وهو يدفع ثمن إصطفافه الى جانبهم، فيما الآخرون يهمهم تفصيل قانون على قياسهم، بينما نحن قررنا العمل من اجل مصلحة اللبنانيين ككل، وقال: «لا ننال ثقة الناس إلا من روحية خطابنا ومقاربتنا للشأن العام، وهذا الجو بدأ منذ ان ُطرح ملف الضرائب الذي طاول جيوب المواطنين الذين انتفضوا على الظلم، والامر عينه سيحصل في حال تم الالتفاف على قانون انتخابي لا يمثّل صوت الناس، ولا يفسح المجال لوصول طبقة شبابية او ناس مستقلين او ناس يبذلون جهدهم لبناء لبنان الجديد الذي نطمح اليه جميعاً».
واشار حنكش الى إلتفاف عدد كبير من الشباب حول رئيس الكتائب النائب الشاب سامي الجميّل الذي يتحدث بإسمهم دائماً، وهم ليسوا فقط من الحزبيين بل من المناصرين الطامحين الى لبنان جديد يحوي دولة القانون والقيم الانسانية. مشدّداً على ضرورة الحدّ من هجرة الشباب وخلق جو استثماري بمختلف الاصعدة، تسمح للشباب بتبيان طاقاتهم ومواهبهم وبالتالي إستغلال شهاداتهم، مع خلق فرص اعمال وشركات انتاج لإبقاء هؤلاء الشباب في بلدهم. ورأى ضرورة عودة لبنان الى خارطة العالم كي تستفيد هذه الطاقات التي نصدّرها، والتي تنجح دائماً في الاغتراب لان هنالك دولة تضمن حقوقهم. معتبراً بأن ملف النازحين السوريين أثّر كثيراً على وظائف اللبنانيين، لان العمال السوريين اخذوا الوظائف من درب اللبنانيين.
ورداً على سؤال حول مدى إستطاعة حزب الكتائب إستمالة مختلف الشرائح اللبنانية، اعتبر حنكش بأن الالتفاف حول حزب الكتائب وقيادته خلق مناصرين من جميع الطوائف، فهنالك مناصرون لنا في الشارع السنيّ البيروتي والطرابلسي حيث نلاقي تجاوباً وتعاطفاً مع خطاب الشيخ سامي، وهنالك البيئة الشيعية ومن ضمنها يساريون وشيوعيون عندهم تعاطف معنا اليوم، إضافة الى شباب من الطائفة الدرزية ينتمون الى الحراك المدني، لافتاً الى ان حزب الكتائب يخاطب جمهور الطوائف الاخرى خصوصاً الشبابية منها، لاننا نمثل طموحاتهم بالنظرة الى لبنان الجديد.
وحول الاجراءات التي يمكن ان يتخذونها كحزب في حال إعتمد قانون الستين او التمديد، قال حنكش: «أي قانون سيصدرعلى الارجح سيعيد الطبقة الحاكمة عينها، فهنالك سبعة اشخاص يحكمون لبنان ويقرّرون مصير ملايين اللبنانيين في الداخل والاغتراب، من خلال المحافظة على مصالحهم وابقاء نهج الفساد والهدر، وهذا ما لمسناه باليد في المناقصات المشبوهة واهتراء الدولة اللبنانية ومؤسساتها، لكن من الان وحتى موعد صدور هذا القانون دورنا سيكون الضغط مع الناس، وإطلاق الصرخة بوجه الوقاحة وفجور السلطة غير المهتمة إلا بإعادة انتاج نفسها».
وعن مرحلة ما بعد 20 حزيران، رأى انه مهما كان القانون والتقسيمات الادارية وشكل احتكار التمثيل، سيخوض حزب الكتائب معركته الانتخابية مع الناس والوطنييّن والمستقلين بوجه ديناصورات السلطة الفاشلة، وبالتالي مع الناس التي رفضت ان تكون جزءاً من الصفقة السلطوية والتحالفات المستجدة.
وحول مدى ثقتهم برئيس الجمهورية في ما يخص رفضه لقانون الستين والتمديد، إعتبر حنكش انه من الصعب ان نصدّق بأن رئيس الجمهورية يمكن ان يساوم في بداية عهده على صحة التمثيل في القانون الانتخابي، وهوالذي بنى هويته الوطنية على الاصلاح في الادارة ومكافحة الفساد وإعادة الشراكة الى السلطة، من خلال صحة التمثيل في قانون الانتخاب، وما زلنا ننتظر الاصلاح في الادارة، لذا لا نصدّق بأن عون سيخذل اللبنانيين.
وعن الثنائية المارونية ونظرة حزب الكتائب اليها، اشار الى انهم كحزب ينظرون الى الثنائية كجزء من السلطة السياسية القائمة حالياً، في حين ان الانسجام بالافكار والنظرة الى المستقبل سيبقيان مع المجتمع المدني الفاعل اليوم.
ورداً على سؤال حول مدى وجود خوف لدى الكتائب من تحالف الثنائية المارونية في الانتخابات النيابية، اكد حنكش بأن لا احد يستطيع تحجيم حزب الكتائب او عزله طالما ان تحالفنا قائم مع الناس، وبالتالي فطالما يستمد الحزب قوته ونبضه من الناس فهو سيبقى صوتهم الصارخ، لذا فلا احد ومهما علا شأنه قادر على ان يعزل الكتائب، وختم: «فليُجرّبوننا ويروا…»