برّي يُعلِن من صُوْر اليوم تمسّكه بالسلّة الكاملة ويدعو القوى السياسية لاغتنام الفرصة
«الكتائب» أمام حائط مسدود.. ونصائح دبلوماسية لعون بالتراجع عن التصعيد
لقاء بين سليمان وميقاتي بعيداً عن الأضواء سبق لقاء الأول بالجميّل
صحيح أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي لن يُطلق في مهرجان الإمام الصدر في صور اليوم مبادرة محدّدة حيال الاستحقاقات الداخلية كونه ما زال يعوّل على القوى السياسية القبول بطرح السلّة الكاملة للخروج من المأزق السياسي القائم، غير أن الخطاب الذي سيُلقيه لن يخلو من مواقف مسؤولة حيال التطوّرات السياسية في الداخل وما يجري على مستوى المنطقة.
فالرئيس برّي سيدق حتماً ناقوس الخطر والإنذار للمسؤولين اللبنانيين بأن استعجلوا في تفعيل عمل مجلس النواب وحافظوا على الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة، وهو سيضعهم جميعاً أمام مسؤولياتهم تجاه الاستحقاق الرئاسي حيث سيعتبر أننا أمام فرصة أخيرة وعلى المعنيين إلتقاطها قبل فوات الأوان.
أما بالنسبة للأوضاع في المنطقة فالرئيس برّي سيؤكّد على الثوابت التي سبق أن أطلقها في ما خصّ الأزمة السورية في ظل «الخبيصة» الحاصلة والتي تُضيّع اللاعبين الكبار الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ومعهما إيران وتركيا، وهو سيؤكّد على أن لا مخرج للأزمة في سوريا إلا من خلال الحل السياسي في ظل التحذير من مخاطر التصعيد الشامل في سوريا بعد التدخّل التركي على خط هذه الأزمة.
في موازاة ذلك وفي الوقت الذي يتعزّز فيه الجمود السياسي يوماً بعد يوم، وتغيب المبادرات بشأن الاستحقاقات المعلّقة على حبال الخلافات، رصد بعض التحركات في اتجاه تحريك المياه السياسية الراكدة كانت هذه المرة من قبل الرئيس ميشال سليمان الذي التقى أمس الرئيس أمين الجميّل، بعد أن كان التقى مطولاً قبل ذلك وبعيداً عن الأنظار وفي أحد مطاعم العاصمة الرئيس نجيب ميقاتي، وقالت مصادر وزارية أن هذه اللقاءات مقدّمة لنواة تحرّك لسليمان تجاه أكثر من فريق سياسي علّ ذلك يؤدي إلى تبادل للأفكار وتقريب للمسافات حيال حلحلة العقد من طريق الاستحقاقات المطروحة.
وإذا كانت الأزمة الحكومية التي ظهرت إلى العلن الأسبوع الفائت، لم تبرز بعد أية معالم لحلّها، فإنه سُجّل عامل مهم في رأي مصدر وزاري هو أن الطرفين اللذين سبّبا المشكلة الحكومية شعرا أنهما وصلا أمام حائط مسدود، الأول حزب الكتائب الذي أقدم على الاستقالة من الحكومة واشتبك مع وزير العمل سجعان قزي، ونزل إلى برج حمود حيث أقفل مطمر النفايات قد كشف اليوم أن خطواته هذه لم تلقَ استحساناً لدى الرأي العام، وهو وجد نفسه مُحرجاً إلى حدّ كبير في خطوته الأولى ولم يعثر على مخرج ملائم مما أوقع نفسه فيه، وفي الثانية يلجأ اليوم إلى مخرج لموقفه من النفايات من خلال البلديات التي يعوّل عليها في إيجاد مخرج ملائم للأزمة في اجتماع لجنة المال في مجلس النواب.
وفي مقابل ذلك فإن «التيار الوطني الحر» لديه شعور بأنه تخطى حدوداً معينة في موضوع انسحابه من جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وما تبع ذلك من تصعيد كلامي واعلامي أثار أيضاً حفيظة الرأي العام في داخل التيار الوطني الحر، والمحيطون بالوزير جبران باسيل ابلغوه بأنه من خلال مواقفه التي أطلقها عقب انسحاب وزراء عون من جلسة الحكومة بأنه يتخطى التقاليد السياسية اللبنانية.
وبرأي المصدر الوزاري ان التيار «الوطني الحر» و«الكتائب» هما امام أزمة في الموقف السياسي، ولا يجدان المخرج الملائم للمأزق الذي اوقعا نفسيهما فيه، وهذا الأمر ربما يؤدي في اليومين المقبلين إلى وقف التصعيد ضد الحكومة لإعطاء الفرصة للحوار المتجدد في الخامس من أيلول في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة.
ويكشف المصدر الوزاري ان عدداً من سفراء الدول الكبرى ابلغوا إما مباشرة أو غير مباشرة قيادة التيار العوني، بأن التصعيد الحاصل يضر بشكل كبير بحظوظ العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية حيث يفترض بأي مرشّح للرئاسة ان يترك شعوراً لدى القوى المعنية بأنه عنصر استقرار وليس عنصراً لضرب المؤسسات، وهذه الرسالة بالتأكيد قد قرأها الجنرال عون جيداً وفهمها وهو سيعمل حتماً بالنصيحة التي تضمنتها.
وفي مقابل ذلك فإن المصدر الوزاري يُؤكّد بأن الرئيس نبيه برّي يقوم بمروحة من الاتصالات واللقاءات بعضها معلن وبعضها الآخر يبقى طي الكتمان في سبيل إيجاد المخارج للأزمة، وهو سيضمن خطابه في صور اليوم ثمرة هذه التحركات، لا بل انه سيوجه رسالة واضحة وشديدة اللهجة للقوى السياسية كافة بأن عليهم اغتنام الفرصة والذهاب في اتجاه خيار حلحلة العقد من امام الاستحقاق الرئاسي، كون ان الفرصة المتاحة اليوم قد لا تتكرر في الأيام المقبلة في ظل «العصفورية» السياسية والأمنية التي تضرب المنطقة.
ويتوقع المصدر حصول لقاء بين الرئيسين برّي وسلام بعد عودة الأخير من الخارج لتبادل الآراء حول ما استجد من تطورات سياسية، خصوصاً على المستوى الحكومي حيث أكّد الرئيس سلام بأنه ليس بصدد الاتصال بأي فريق حكومي بشأن ما جرى في الجلسة الأخيرة وأن على كل الأطراف تحمل المسؤولية.