منذ دخوله معترك الحياة السياسية مروراً بساحات النضال الحزبية، وصولاً الى دخوله الندوة البرلمانية، لا يزال النائب سامي الجميّل، بحسب مصادر كتائبية، مطلقاً الثورة على اداء الدولة السياسي، والفساد المبني على الكذب والإعوجاج، وعلى الوضع الامني المتدهور الذي نشهده بسبب اختراع مقولة «الأمن بالتراضي»، إضافة الى رفضه للنظام الذي يضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم، من دون ان ننسى الثورة على الاقتصاد اللبناني الخالي من الارقام. فكيف يمكن بناء الإقتصاد من دون أرقام؟ سؤال يردّده سامي الجميّل دائماً من دون ان يحظى بأي رّد، لكن كل هذا لن يجعله يتراجع عن ثورته التي بدأت ولن تنتهي الا بلبنان الذي تحيا فيه كل الطوائف بسلام.
واكدت المصادر ان سامي لم يأتِ من الباب الوراثي بل من باب النضالات، ضمن مشروع كبير قادر على نقل الحزب الى نوعية افضل واكثر شباباً، لان نظرته الحزبية ليست محصورة بمنطقة او فئة، بل برؤية شاملة ومستقبلية لكل لبنان. وفي الاطار الداخلي سيكون بالتأكيد العنوان الابرز لإستقطاب الجيل الجديد، من دون ان ينسى الجيلين القديم والمخضرم اللذين إستذكرهما خلال اعلان ترشيحه، واكد على حضورهما في القيادة الجديدة للحزب، مع دعوة بارزة اطلقها لغير المسيحيين للانتساب الى الكتائب، واضعاً الرئيس صائب سلام والامام محمد مهدي شمس الدين في خانة المسؤولين المسيحيين الكبار، امثال الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل والعميد ريمون اده، للتذكير بتلك الحقبة التي جمعت المسلمين والمسيحيين تحت شعار استقرار لبنان اولاً.
وفي اطار نهج القيادة الجديدة المرتقبة في 14 الجاري، يشير الوزير السابق والمرشح الى منصب النائب الثاني في حزب الكتائب سليم الصايغ في حديث لـ«الديار» الى ان الحزب يسعى الى ربط الاصالة والعراقة بمتطلبات الحداثة والعصر، والى ان يكون مدرسة في النهج السياسي، والفضل يعود الى ارادة التجدّد الدائمة، ويقول: «سيأخذ الحزب دفعاً جديداً مع وجود قيادة على رأسها سامي الجميّل، مع الاشارة الى ان الرئيس امين الجميّل رئيس تاريخي، انما اليوم هنالك منظومة سياسية ضمن الحزب ستكون مؤتمنة عليه، من خلال وجود قائد شبابي يرتكز الى مشروع واضح المعالم، ومن ناحية اخرى فهو قادر على الحشد والتعبئة ولن يستطيع ان يقوم بذلك من دون هذه المنظومة التي تحدثنا عنها»، معتبراً ان الكتائب نهج ومشروع لتوحيد كل الطاقات الموجودة في الحزب، وهو مساحة مفتوحة لكل اللبنانيين من أقصى الشمال الى اقصى الجنوب، ومن كل الطبقات والطوائف، نافياً وجود صراع أجيال داخل الكتائب، بل تكامُل واندماج لما فيه مصلحة الحزب، ويستشهد ببعض ما جاء في خطاب سامي الجميّل خلال إعلان ترشحه الى رئاسة الكتائب، بأن «الحزب سيكون المكان الذي يجتمع فيه كل الذين يحبون لبنان للعمل والنضال لبناء دولة أفضل، وسيكون العنوان الابرز في مخططه محاربة الفساد كممارسة يومية للكتائبيين».
ويذكّر الصايغ بأن الرئيس كميل شمعون اسسّ حزب «الوطنيين الاحرار» بعد توليه منصب الرئاسة، وبأن العماد ميشال عون اسسّ «التيار الوطني الحر» بعد ترؤسه الحكومة الانتقالية، لافتاً الى وجود نضال وتاريخ ومقاومة انتجت شخصية مثل شخصية سامي الجميّل، بما معناه انه ليست هنالك مظلّة اتى بها الجميّل كدخيل على السياسة، انما مخاض طويل وعصارة جهود ونضالات، له سنوات وسنوات في النضال، وهو ينتمي الى حزب له ثقله التاريخي لكي يحقق هذه النقلة النوعية، ومن ضمنها الحق في الاختلاف وواجب التلاقي مع الاخر في هذا الوطن، مشيراً الى أن النائب الشاب في خطابه الاخير مدّ يده الى الشريك في الوطن، أي الى اللبناني المسلم لكن لم يتم التعليق على هذه المسألة بما فيه الكفاية، مؤكداً «بأننا لا نريد بناء «غيتو» مسيحي او «غيتو» ماروني بل نريد من كل المسلمين ان يقتنعوا بأنهم معنيون وبأنهم اصدقاء للكتائبيين».
وحول ما يردّد بأن المنافسة ستكون كبيرة على مركز نائب الرئيس الثاني، قال الصايغ : «العملية ديموقراطية مئة في المئة، وهذا ما إعتاد عليه الكتائبيون فحزبنا مشهود له في هذا الاطار، والمنافسة على المنصب الثاني او على أي منصب ستكون بالتأكيد شريفة، ومن يفوز سنهنئه على الفور، لافتاً ايضاً الى وجود منافسة على عضوية المكتب السياسي بحيث ترشح 40 الى 16 مقعداً.
واشار الى «اننا نتطلع الى يوم الاثنين أي اليوم الذي يلي الانتخابات في الحزب، بحيث سيبقى شعارنا «العمل»، والمطلوب اليوم الانجاز لا الكلام فقط، وبالتالي فالانتخابات الحقيقية لن تكون لأشخاص بل لنتائج فعلية»، معتبراً ان القيادة الجديدة ستكون امام التحّدي، أي تحدي «الانجاز لاننا لسنا مشروع سلطة او تسلّط، فنحن نملك نضالاً عمره عقود وعقود ولا يقاس بنتيجة من هنا او هناك»، مؤكداً بأن القيادة الجديدة ستنبثق عن بيت دعائمه قوية بفضل حكمة الرئيس امين الجميّل.
وفي اطار العريضة التي ُقدّمت لدى قاضي الأمور المستعجلة في بيروت من قبل ثلاثة اشخاص حول ما وصفوه «بعدم قانونية ترشح النائب الجميّل لرئاسة الحزب وبأنه لم يمض على إنتسابه 15 سنة، إضافة الى مخالفته قانون الجمعيات الذي يشترط على المنتسب بلوغه سن العشرين عند التقدم بطلب العضوية، لفت الصايغ الى وجود الوثائق والسجّلات التي تثبت أن النائب سامي الجميل انتسب الى الحزب منذ 15 عاما، مؤكداً ان لبنان صادق على اتفاقية «حقوق الانسان»، بحيث كل من هو فوق الـ20 عاما له حق في الانتساب الى الأحزاب، واشار الى ان ثلاثة ممن توّلوا رئاسة الكتائب انتسبوا الى الحزب وهم دون الـ18 عاما. وختم: «واثقون من ملفنا القانوني، والغريب انه حين يقوم حزب الكتائب بانطلاقة مهمة تبدأ عملية البرمجة لإغتياله، لان هنالك اناساً يهمهم إغتيال هذا الحزب، لكن من الاجدى ان يتوقفوا عن هذه اللعبة، لذا نقول لهم كفى…، ومن المعيب ان «يتسلوا» بهذه الطريقة، ونذكرّهم بأن الكتائب تحوي نظاماً داخلياً لطالما كان عنوانه الديموقراطية، وهذا ما يميّزنا، مع الاشارة الى وجود احزاب لا تملك نظاماً داخلياً حتى اليوم».