Site icon IMLebanon

الكتائب على خطى الكتلة الوطنية والوطنيين الاحرار

ليس غريباً الموقف الذي اعلنه وزير العمل سجعان قزي باعلانه رفض «تنفيذ قرار لم يشارك في صناعته» بعدما ابلغ رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل رئيس الحكومة تمام سلام باستقالة وزراء الحزب من حكومة «المصلحة الوطنية» وهما قزي والان حكيم وكان وزير الاعلام رمزي جريج قد قوطب على الجميل بقوله انه لا ينتمي الى الكتائب ولم يلتزم حزبياً طيلة مسيرته في عالم السياسة والقانون وفق اوساط كتائبية معارضة، فقزي الذي عمل مستشاراً لدى الرئيسين بشير الجميل وشقيقه الرئيس امين الجميل وكان من صناع القرار في الصيفي يعزّ عليه وهو في «الستين» ان تملى عليه الاوامر ولو من رئيس الحزب نظراً لتاريخه النضالي في المراحل المصيرية التي مرت فيها «الكتائب» وخصوصاً في الحروب الاهلية، اضافة الى انه لا يقاس من هذه الزاوية بتاريخ سامي كون الاخير لا يزال في بداية المسيرة بعدما ورث الحزب الموشوم بالطابع الجميلي على طبق لبناننا».

وتضيف الاوساط ان قزي «عنيد» اكثرمن الجميل الاب الذي يتغنى بهذه الصفة التي كانت لقبا له في الحروب العبثية، وان توزيره من قبل «الكتائب» مكسب للحزب وليس له كشخص والمعروف عنه انه يعتبر نفسه فوق المناصب وىؤمن بالندية في لعبة الخصام والود، ومشاكس اذا اقتضت الضرورة ذلك، ومثال على ذلك انه تلقى دعوة لاحتفال في كازينو لبنان بمناسبة تأسيس اذاعة «صوت لبنان الحر» من قبل ادارتها منذ اعوام وكان النائب غازي العريضي وزيراً للاعلام وقد القى كلمة بالمناسبة فأصر قزي على اصحاب المناسبة بالسماح له بالقاء كلمة بعد انتهاء العريضي، وعندما سئل يأية صفة تطلب ذلك وانت لست وزيراً فأجاب: انا كنت مدير اذاعتكم منذ تأسيسها وكان العريضي مديراً لاذاعة «صوت الجبل»، وانسحب من الاحتفال عندما رفض طلبه.

وتشير الاوساط الى ان قزي لم يهضم موضوع توريث الحزب للنائب الجميّل وبلع الامر على مضض لقربه اللصيق من الرئيس الجميل وافساحا في الطريق لخلافة سامي لما احيط بها من غبار وسط تململ «الحرس القديم» الذين تم اقصاؤهم ليمسك بمفاصل الحزب مجموعة «لبناننا» على الرغم من حداثة سنهم الحزبي وعلى حساب الذين دفعوا دماً ودموعاً في المسيرة الكتائبية، ويشار في هذه الزاوية الى مسارعة عضو المكتب السياسي السابق ميشال جبور الى تقديم دعوى ضد الجميل الابن على خلفية ان عمره في الحزب لا يخوله الترشح للرئاسة، بل حدث الامر بتزوير تاريخ الانتساب.

وتقول الاوساط ان موقف قزي سيترك تداعيات تزيد من التشرذم داخل الحزب، خصوصاً اذا خيّر بين الالتزام او المغادرة فقزي يرى ان «الكتائب ليست قميصاً نخلعه» ما يشير ان اي قرار سلبي قد يصدر بحقه سيحدث انشقاقاً حزبياً لا سيما وان التململ داخل بيت الصيفي ليس خفياً على احد، والصراع بين النائبين سامي ونديم الجميل يتردد في الاروقة الكتائبية على خلفية ان الاخير مؤمن بأنه صاحب احقية في رئاسة الحزب انتزعت منه فآثر الصمت على مرارة بانتظار الفرصة «ليبق البحصة» وقد يكون قزي الفرصة المناسبة، لا سيما وان المعارضة الكتائبية التي خرجت أو أخرجت من البيت المركزي تسعى الى تنظيم صفوفها لاستعادة الحزب تحت شعار سبق واطلقه رئيس الحزب السابق كريم بقرادوني «من المؤسس الى المؤسسة» في اشارة منه الى ان اقصى الديكتاتورية تمارس بقناع الديموقراطية، وان الاقطاع السياسي القديم كان ارحم بكثير من الاقطاع الفتي الذي لم يناضل ولم يقاتل بل ورث الحزب بحكم شهرته وربما هذا الامر شكل مقتلاً للاحزاب المسيحية التاريخية وفي طليعتها حزب «الكتلة الوطنية» وحزب «الوطنيين الاحرار»، فهل يسير حزب الكتائب على نفس الطريق؟