Site icon IMLebanon

“الكتائب” يواجه الحملات… إتفاق المعارضة أولوية الأولويات

 

يقف حزب «الكتائب اللبنانية» ورئيسه النائب سامي الجميّل أمام مفترق طرق كبير، ليس لأن «الكتائب» في خطر بل لأن لبنان الكيان كله في خطر.

منذ أن تولّى سامي الجميّل رئاسة «الكتائب» في حزيران 2015، والبلاد تشهد خضّات متتالية حتى انفجر الوضع في 17 تشرين 2019 وتبعه إنفجار المرفأ في 4 آب 2020، وبالتالي فإن الهموم الوطنية تطغى على أجندة كل حزب وتيّار.

وفي السياق، ومع اقتراب موعد الإستحقاق الرئاسي، يتعرّض حزب «الكتائب» لحملات سياسية وإعلامية ممنهجة ممن هم قريبون من خطّ «حزب الله» والنظام السوري، ومنهم من يطلقون مواقف في العلن مؤيدة للمرشح سليمان فرنجية رئيس تيار «المرده» حليف «الحزب» والنظام السوري، ويراهنون على أن انتخاب فرنجية وانتصار محور «الممانعة» مجدداً قد يُعيدانهم إلى الوزارة أو إلى محور التأثير.

لكن يبدو أن حزب «الكتائب» يسير بخطى ثابتة وبمشروع مدروس في ما خصّ الإستحقاق الرئاسي، فهو يعمل وفق رؤية واضحة ولا يُضيع البوصلة خصوصاً أنه الحزب الذي وقف عام 1975 مقاتلاً ومدافعاً عن الوجود ولم يُساوم، في حين أن بعض من يشنّ الحملات عليه اليوم يحلم بإعادة الزمن السوري لأنه كان يستمدّ قوته من هذا الإحتلال.

ويراهن «الكتائب» على نجاح الحوار بين القوى المعارضة من أجل الوصول إلى اسم موحّد لرئاسة الجمهورية، وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى انطلاق حوار فعلي وجدّي بين المكونات المعارضة وصل إلى مراحل متقدّمة.

ويجري التفاوض الذي يُشكّل حزب «الكتائب» أحد أهم الساعين إليه وفق عدة مسارات، فالمسار الأول هو توحيد القوى التي كانت من نواة 14 آذار مثل «الكتائب» و»حركة «الإستقلال» والنواب أشرف ريفي وفؤاد مخزومي ونعمت إفرام وبعض المستقلين، في حين أن المسار الثاني هو اتفاق هذه القوى مع «القوات اللبنانية» التي تشكّل أكبر كتلة معارضة وهذا الأمر يبدو سهلاً، بينما تتمثّل الخطوة الأخيرة باتفاق القوى السيادية التي عدّدناها مع النواب التغييريين وبعض المستقلين من المعارضة وعندها يُطرح الاسم الرئاسي الموحّد.

وتؤكّد المعلومات حصول تطوّر نوعي بين قيادتي «القوات» و»الكتائب» قد يتوّج بلقاء بين رئيس حزب «القوات» سمير جعجع والنائب سامي الجميّل، بينما تدلّ بقية المؤشرات إلى أنه بات هناك خط دفاع أساسي بوجه محور «الممانعة» وهو الثلث المعطّل الذي ستستخدمه المعارضة لمنع وصول مرشح «حزب الله» سواء كان فرنجية أم النائب جبران باسيل أم أي اسم آخر.

ويأتي موقف «الكتائب» ليزيد من الحزم المعارض، إذ إن حزب «الله والوطن والعائلة» يُصرّ على طرح مرشّح من الخطّ السيادي ويرفض سلاح «حزب الله» وضدّ وضع «الدويلة» يدها على الدولة، وينطلق من برنامج إصلاحي واضح، لذلك فإن تصلّب حزب «الكتائب» وفتحه قنوات تواصل مع كل القوى المعارضة وتوحيد الموقف، تأتي كلها ضدّ مصلحة «حزب الله» وحلفائه.

لا شكّ أن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى الإستحقاق الرئاسي، لذلك فإن المعارضة على اختلاف تلاوينها أمام مسؤولية تاريخية، ومن انتخبهم ينتظرهم للمحاسبة.