ان تجرى انتخابات في حزب الكتائب فهي نقطة إيجابية لأن هناك أحزاباً أخرى لا تكلف نفسها عناء التغيير الديموقراطي بإجراء الانتخابات.
على الاقل، حزب الكتائب احترم المنتسبين إليه والرأي العام وأجرى انتخاباته، ولو ان النتيجة كانت معروفة سلفاً ولم تكن المعركة محتدمة. وربما بمرور الايام تكون برهاناً اكبر على الديموقراطية وانفتاح الأحزاب على الخروج من الارث السياسي بمعارك اكثر احتداماً وبأعداد أكبر من المرشحين وبمعارك تنافسية من ضمن الحزب، يشعر معها الناس بالمنافسة الحقيقية! علماً أن الارث السياسي ليس دائماً بالأمر السلبي، لان من الطبيعي ان يتأثر كل شخص بمحيطه وبأهله، ولذا فإن أكثرية أبناء الفنانين تكون في المجال نفسه، وكذلك الصحافة او التجارة وحتى السياسة، لان الانسان يتأثر بجو المنزل والتربية ويختار النهج نفسه في أكثرية الاوقات. اما الإرث السياسي الذي لا يرتكز على شيء، بل يكون فقط لأنه من العائلة ويجب ان يكون وارثاً فهو منتقد ومرفوض. لكن هذه ليست حالة سامي الجميّل الذي أثبت نفسه من صفوف الجامعة حتى اليوم. فمن يحبه او لا يحبه لا يمكن ان ينكر انه يملك شيئاً أكثر بكثير من انه فقط من آل الجميّل، وقد عمل جاهداً ليثبت نفسه على صعد مختلفة. والأهم اليوم، والتحدي الأكبر له ولحزب الكتائب ان يطور الحزب وان يكون من ينتسب إليه منتسباً الى مشروع معين وليس فقط الى آل الجميّل، وان يكون الحزب مثالاً لأحزاب أخرى كي تتطور. فلمَ لا يصل يوماً رئيس للحزب ليس من آل الجميّل، بل شاب او شابة من حزب الكتائب؟ فتداول السلطة مهمّ. ولأن أفكار سامي شبابية، يجب أن يفرض التغيير هو وان يبدأ بحزبه. والتحدي الأكبر للكتائب هو ان يطوّر الحياة الحزبية اكثر وأن يثبت للبنانيين ان افكاره وثورته تبدأ في حزبه! فتداول السلطة مطلوب، وفي كل انتخابات يمكن ان يفوز أحد، وهذا عامل أساسي لكي يكبر الحزب أكثر فاكثر، لأن الشباب المنتسبين اليه يمكنهم ان يعلموا أنهم قد يصلون ذات يوم، مثل الجميّل، الى رئاسة حزب، ولا يختصر دورهم او مواقعهم على أن يكونوا أعضاء او مستشارين مقربين منه. يجب ان يكون هنالك معارضة في قلب الحزب وان يصل أيضاً مَن يعارض هذه الحياة الديموقراطية السليمة في الاحزاب كما في كل دول العالم المتحضرة. ولكون غالبية احزابنا تشبه التوتاليتارية والديكتاتوريات والقبائل العائلية او الشركات التي تملك عائلة او شخص اسهماً فيها، نتمسك بأمل أن يغيّر حزب الكتائب هذا الواقع بعدما قام بخطوة إيجابية ومختلفة وانتخب رئيساً، وخصوصاً انه من الشباب الذين يطمحون ويعملون للتغيير …