IMLebanon

مصادر كتائبية: عون يهرب الى الامام ليعيد زعامته المسيحية

بعد اجتماع إستثنائي يوم السبت الماضي لتكتل «التغيير والاصلاح»، خرج النائب ميشال عون ليطلق صرخة مدوية ضد القرارات الحكومية، طالباً من كل عنصر في «التيار الوطني الحر» النزول إلى الشارع عندما يدق النفير كما قال، محذراً قائد الجيش العماد جان قهوجي من مغبة إنزال عناصر الجيش لمواجهة شباب «لتيار» خلال تحركاتهم، ووجّه السهام الى من قاموا بالانقلاب فقضموا مجلس النواب ثم المجلس الدستوري وصلاحياته، واليوم يقضمون الجيش عبر تركيز قيادات سياسية وغير شرعية بحسب تعبيره.

الى ذلك ووسط كل هذا الخلاف السياسي المتفاقم على جبهات عدة، ابدت مصادر كتائبية خوفها الشديد من قيام عون بتحركات فجائية قد تؤدي الى ما لا يحمد عقباه، معتبرة بأنه خسر كل شيء ولذا يتصرّف هكذا، فهو يضع انصاره في المواجهات بهدف تحقيق مطالبه، تحت عنوان متكرّر لم يعد ينطلي على احد وهو «إعادة الحقوق الى المسيحيين»، في حين ان ما يقوم به بعيد كلياً عن هذا العنوان، لان الحقوق لا تعاد الى المسيحيين حين يكون صهراه في السلطة، واصفة ما يجري بلعبة جديدة من الاعيبه السياسية ، لانها لن تصل الى أي مكان سوى خراب البلد، وسألت: «اين كانت حقوق المسيحيين من خمسة وعشرين عاماً؟، ولماذا إستفاق الان بهدف إعادتها؟، ورأت ان عون يهرب الى الامام من خلال إستخدام الشارع علّه يعيد له زعامتة المسيحية، التي تضاءلت شيئاّ فشيئاً منذ ان إنقلب على مبادئه السياسية، مشيرة الى انه لم يستفد من الفرص التي أعطيت له كي يكون المرشح الوفاقي .

ورأت المصادر المذكورة أن التحذير الذي اطلقه عون لا يعني فقط التحرك في الشارع، بل في اتجاه المؤسسات الدستورية كالسراي الحكومي ومجلس النواب وربما وزارة الدفاع ، مما يستدعي إنزال الجيش بطريقة فرضت على قائده ، وإلا سيتحول الوضع الامني الى فلتان في الشارع، متوقعة ان تطال هذه التظاهرات مناطق عدة لكن بأعداد ضئيلة، لان العونيين انفسهم غير مقتنعين بما يقوم به عون من ازمات، تزيد الطين بلّة على الازمات المتفاقمة اصلاً.

وابدت أسفها للتحذير الذي اطلقه عون ضد قهوجي، ورأت ان الاخير يعني المؤسسة العسكرية لانه قائدها، وبالتالي فأي تحذير له يعني إهانة للمؤسسة العسكرية، وهذا امر مرفوض بالمطلق، لان المرحلة الدقيقة تتطلب وقوفنا جميعاً الى جانب المؤسسة العسكرية، الوحيدة الباقية ضمن المؤسسات والتي لم تنقسم، وما زالت تدافع عن كل لبنان وشعبه.

وفي اطار آخر، آسفت المصادر الكتائبية لوصف عون للجيش اللبناني بـ « المقصّر على الحدود»، وسألت كيف يمكن لقائد سابق للجيش ان يصف عسكر بلده بذلك؟، فيما هو يقاوم باللحم الحيّ وعلى كل الجبهات.

وعن رأي حلفاء عون بما يدعو اليه أي النزول الى الشارع، اشارت الى ان حزب الله غير راض عن كل هذا، وهو اوضح لحليفه عون بأننا تخطينا موضوع التمديد للقادة الامنيين الثلاثة، ولم يعُد طرحاً قابلاً لإيجاد الحلول له، خصوصاً ان الحزب ُينسّق مع الجيش في معاركه ضد الارهابيين .

في غضون ذلك تبرز مخاوف من دخول طابور خامس على خط التظاهرات في الشارع، لخرق العونيين وإقحامهم في معركة ضد الجيش، ما قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه، وعندها مَن سيتحّمل مسؤولية ما يجري في هذه الظروف الحساسة …؟