Site icon IMLebanon

الكتائب» يختلف مع حلفائه.. في القلمون

لا يزال حزب «الكتائب» جزءاً لا يتجزأ من قوى «14 آذار».. لكن كوة الاختلافات مع تلك القوى، تكبر مع الوقت، وخاصة «تيار المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية»، وذلك حول قضايا كبرى مختلفة تجعل من «الكتائبيين» أحياناً أصحاب موقف وسطي بين تلك القوى وقوى «8 آذار»، ناهيك عن مواضيع تنفيذية ذات علاقة بتنظيم «14 آذار».

يعتبر الموضوع السوري أحد الأسباب العديدة للخلاف بين «الكتائب» و «المستقبل» و «القوات». إذ، برأي «الكتائب»، باتت «14 آذار متلهية بالثورة السورية بدلاً من شعاراتها التي رفعتها فور نشوئها قبل نيّف وعشرة أعوام»، فـ «المستقبل» و «القوات» يعتبران نفسيهما جزءاً من مساعي إسقاط النظام في دمشق، بينما لا يجد «الكتائب» مبرراً للدخول طرفاً في شأن يقرّره السوريون أنفسهم.

من هنا، يرتبط موضوع المعركة في القلمون، بالنسبة إلى «المستقبل» و «القوات»، ونظرة كل منهما إلى التنظيمات التكفيرية، برؤية التنظيمين لكيفية إسقاط النظام السوري و «دحر» حليفه «حزب الله».

المواقف المعلنة لقيادات التنظيمين أثبتت هذا الأمر. اذ، بالنسبة الى زعيم «المستقبل» سعد الحريري، فإن لا خطر تمثله «جبهة النصرة» او تنظيم «داعش» على لبنان. وهو اعتبر ان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله قد كلف نفسه «بمهمة لا أخلاقية ولا وطنية ولا دينية» في القلمون.

أما وزير العدل أشرف ريفي، فقد كان أوضح في ربطه بين ما يجري في القلمون والأحداث السورية عندما أعلن قبل أيام أن «لا الحزب ولا النظام (السوري) لديهما القدرة على أن يوازيا في مواجهاتهما، الانتصارات التي حققتها المعارضة السورية في الآونة الأخيرة».

أما بالنسبة الى المسلحين، فإن ريفي يعتبر أن لا خطر يشكلونه على لبنان طالما أنهم «لا يعتزمون الدخول الى لبنان». وهو قال إن «المعارضة السورية تحترم السيادة اللبنانية».

وتقاطع موقف زعيم «القوات» سمير جعجع مع ذلك الذي اعلن عنه «المستقبل»، عبر قوله جهاراً أن لا سبب للقلق من أكثر تلك التنظيمات تطرفاً، أي «داعش»!

أما بالنسبة الى «الكتائب»، فإنه يحتفظ بموقف قلق من التنظيمات التكفيرية ويعتبرها تهديداً للبنان. ويدعو وزير العمل سجعان قزي على هذا الصعيد، في حديث مع «السفير»، إلى «مواجهة أي محاولة اجتياح أو خرق للحدود اللبنانية من قبل تلك الجماعات، بمؤازرة الجيش اللبناني». ويضيف أنه «ليس مطلوباً أن يكون لكل حزب او لكل طائفة موقف مختلف عن الموقف الآخر تجاه أي خطر يمكن ان يهدد البلاد».

و«الكتائب»، يقف بذلك، حسب قزي، وراء «الدولة اللبنانية التي يقع عليها موقف الدفاع عن لبنان وسيادته وحدوده»، كما يدعو وزير العمل إلى ترسيم تلك الحدود مع سوريا.

ومن ناحية أخرى، يعارض «الكتائب» توجّه «حزب الله» للدخول بمواجهات مع المسلحين على الأراضي السورية، ويقول قزي «إننا ننطلق من ثابتة أساسية وهي ان معركة القلمون ليست على الأراضي اللبنانية، ولا يجب علينا ان نستدرجها الى داخل حدودنا من خلال ارسال عناصر للقتال في سوريا».

وبينما تتوتر العلاقة بين «حزب الله»، من ناحية، و «المستقبل» و «القوات»، من ناحية ثانية، يحتفظ «الكتائب» بعلاقة جيدة مع «حزب الله»، خصوصاً أن «الكتائب» كان سبق «المستقبل» في الحوار مع «حزب الله».

على ان هذا الانفتاح لم يشمل «حزب الله» فقط، بل ان «الكتائب» أجرى انفتاحاً على السفير الإيراني محمد فتحعلي ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون وزعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية.

هذا مع العلم أن الانفتاح على عون وفرنجية كان سباقاً أيضاً على حوار زعيم «القوات» مع عون، كما على صعيد الانفتاح «القواتي» على «المردة». ويسأل قزي على هذا الصعيد، «أين أصبحت الانتقادات التي وجّهت إلينا في الماضي مع سلسلة الحوارات القائمة اليوم في البلاد؟ علماً أننا نؤيد هذه الحوارات ولم نوجّه إلى المنفتحين على حزب الله انتقادات، كما فعلوا هم معنا في السابق!».