Site icon IMLebanon

الكتائب: نحن مع سلّة محاسبة للنواب المعطلين

بكركي قالت كلمتها عبر صرخة اطلقتها للافراج عن الرئاسة، والاسراع بإنتخاب رئيس غير مقيّد بشروط، فدّقت جرس الانذار وناقوس الخطر للعودة الى روح الميثاقية والدستور، مع رفض مطلق لتكبيل الرئيس قبل وصوله والتلطيّ بالسلة المتكاملة كشرط مسبق لإنتخابه، وبالتالي فرض التزامات مسبقة عليه. مع تذكيرها الدائم بضرورة تطبيق الدستور بحذافيره بعيداً عن التأويلات كلما اقترب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية، بحيث يكثر الجدل حول القوانين التي تحكم كيفية انتخاب الرئيس خاصة في الحالات الاستثنائية. مشددة على حرية الرئيس من أي قيد خلال قيامه بمهامه الوطنيّة العليا.

هذه الصرخة التي عبّر عنها مجلس المطارنة الموارنة يوم الاربعاء الماضي، لاقت تأييداً سياسياً من القوى المسيحية والاوساط الشعبية، وفي طليعة هذه القوى السياسية حزب الكتائب الذي ينقل موقفه امينه العام المحامي رفيق غانم خلال حديث لـ «الديار» قائلاً: «بأن الحزب لطالما طالب بتطبيق الدستور وبإنتخاب رئيس للجمهورية بعيداً عن أية شروط او شروط مضادة من أي فريق»، مؤكداً بأن تطبيق الدستور يقتضي بشكل حتمي وقاطع عدم وجود أي جدل في مسألة انتخاب الرئيس، وابدى أسفه  لعدم قيام بعض النواب بواجباتهم من هذه الناحية، وتابع: «نحن مع سلّة محاسبة النواب المعطلين الذين يمتنعون عن حضور جلسات انتخاب الرئيس، وكل ما هو غير ذلك يُعتبر هروباً من الواقع والمنطق القانوني والسياسي وبعيداً كل البعد عن المبادئ السياسية والاعراف، لذا لا يجوز التنازل ابداً عن هذا الوطن الذي ينتمي الى العالم الحضاري، ونقول للذين يعملون عكس ذلك « إحملوا سلالكم على اكتافكم وغادروا هذا الوطن». فنحن نعمل من اجل بناء الدولة لا المزرعة، وهذا يتطلب من قبل كل المسؤولين إنهاء الملف الرئاسي على الفور، وإلا يكون بعضهم قد دخل في منطق الاجرام السياسي، وبالتالي فعقوبة الاجرام ليست فقط السجن، فهنالك عقوبة ضميرية واخلاقية تجاه الشعب والاجيال القادمة.

وحول موقف الكتائب من طروحات  رئيس المجلس النيابي بشكل عام، اشار غانم الى ان موقف الكتائب ليس سلبياً تجاه الرئيس بري، بل نحن مع الليونة التي يتولاها شرط ألا يغيّر بالثوابت وفي طليعتها تطبيق الدستور، وقال: «هو يحاول دائماً ان يجد الحلول والمعالجات، قد تكون غير صائبة احياناً، لكننا نثمّن المحاولات الصائبة التي يقوم بها».

وعن صرخة الصرح البطريركي، لفت امين عام حزب الكتائب الى ان بكركي تعتبر اكثر من مرجع وموقع مميّز على الصعيد الوطني وليس على الصعيد الطائفي او المذهبي، كما لا ننسى الشعار الذي إرتبط بهذا الصرح الكبير «مجد لبنان اعطي لبكركي»، ونحن بالتأكيد نؤيد صرختها ونلتقي معها في هذا الموقف.

وحول الحراك الذي قام به الرئيس سعد الحريري وخفايا لقاءاته في الصيفي وبكفيا مع الرئيس امين الجميّل ورئيس حزب  الكتائب النائب سامي الجميّل، قال غانم: «الزيارتان حملتا بحثاً  وإستعراضاً للواقع وللاسماء المرشحة المعروضة ليس اكثر، وبدوره الحزب شدّد عبر مسؤوليه على ثوابته التي لا يغيّرها ابداً، وعلى ضرورة انتخاب رئيس يمثل المشروع اللبناني الصحيح والسليم كائناً من كان، لكن شرط ان يلتزم بهذا المشروع السيادي أي الجيش والحدود الآمنة غير المخترقة والرفض المطلق لأي سلاح غير شرعي، لاننا نرفض أي قوة عسكرية على ارض لبنان غير القوى الشرعية اللبنانية، وبالتالي فالسيادة تعني لنا ايضاً القضاء المستقل والارض التي لا يتواجد عليها أي غريب، ومن يمثل هذه الامور فنحن معه بالتأكيد».

وحول إمكانية تصويتهم للعماد ميشال عون او النائب سليمان فرنجية في حال حصل أي منهما على إجماع، أكد ان الحزب لا يقاطع أي جلسة لإنتخاب الرئيس، وقال: «نحن احرار في تصويتنا لأي مرشح نراه مناسباً، وبالتالي فالامور تعالج في وقتها لكن بالتأكيد لن نتنازل عن حريتنا في إتخاذ القرار حينها».

وعن وجود نسبة تفاؤل بإمكانية وصول رئيس قريباً الى بعبدا، اشار غانم الى اننا نتفاءل بإمكانية المحافظة على لبنان، لان ايماننا بهذا الوطن كبير جداً وقناعتنا ثابتة بأننا سنصل يوماً الى شاطئ الامان، لاننا سنقاتل الى حد الانتحار وبالتالي سنقاوم من اجل هذا الوطن مهما كانت الاثمان.

وفي اطار الوصول يوماً الى لبننة هذا الاستحقاق وعدم انتظار الخارج لإعلان إسم الرئيس، ختم: «نأمل ذلك، لكن لبننة هذا الاستحقاق تحتاج الى الهدوء لان المنطقة تغلي، والازمة السورية بلغت حدّاً غير معقول على جميع الاصعدة، ومنها سقوط الضحايا والدمار والتهجير».