من نصح شامل روكز بأن يضيء الشموع فهو لا يحبه، لست ضد هذه المبادرة، ولكن أرى أنها ليست في مصلحته، هذا أشرف ريفي احيل على التقاعد ولم يعقد مؤتمرات ولا مهرجانات، بل اقتنع بمصيره وها هو اليوم وزير بارز في الحكومة.
وعلى سيرة الدور الذي يقولون إنّ روكز مهيّأ له فيبدو اليوم واضحاً لماذا استعجل جبران باسيل التسوية على رئاسة حزب «التيار الوطني الحر»، لأنه كان يخاف أن يخطف شامل روكز الرئاسة منه… وطبعاً سيكون في الغد القريب منافساً له على المقعد الوزاري… إذ لا بدّ، في أي حكومة آتية (طبعاً عندما يحين أوانها بعد انتخاب رئيس للجمهورية) من أن يكون شامل روكز مرشحاً «طبيعياً»، خصوصاً وأنّ شعبيته داخل الفريق العوني تتنامى على حساب شعبية جبران باسيل الذي ليس محبباً من القاعدة العونية والتيارية، وليس معقولاً أن يدخل الصهران معاً في حكومة واحدة… علماً أنه ليس مستبعداً عند ميشال عون مثل هذا التصرّف أو سواه ممّا يبدو غريباً عجيباً.
في أي حال من حق شامل روكز أن يدخل في المعترك السياسي المدني، ولا يضيره أنه كان ضابطاً سابقاً، ولكن المهم أن يتجنّب العثرات والنكايات والأحقاد… وكان لافتاً وإيجابياً في هذا السياق أنّ خطابه في اليوم الأول من حياته المدنية، أمام المناصرين في ساحة الشهداء، تضمن عبارات ايجابية كثيرة نحو الجيش عموماً، وعلى أمل أن يبقى الجيش ملهماً له على طريقته وليس على طريقة عمّه العماد ميشال عون.