IMLebanon

كيري وانجاز الاخفاقات؟

كيف استطاع جون كيري ان يكتب للقراء في العالم مقالاً فيه كل هذه الأوهام الخادعة والمخدوعة، كيف تجاسر وتحدث عن انجازات عام ٢٠١٥ وعن التطلع الى انجازات أخرى في ٢٠١٦ وهي السنة الأخيرة في عهد الادارة الأميركية، بما يعني انها ستكون سنة تصريف أعمال تحاذر الزام الادارة الجديدة أيّاً من القضايا الكبيرة؟

عندما قال كيري ان ادارة أوباما تملك سِجلاً رائعاً يشبه سِجل فريق “نيو انغلاند باتريوت” لكرة القدم الأميركية أثار سخرية الكثيرين، لأن فريق البيت الأبيض أضاع الكرة دائماً وبقي في قعر الملعب ولم يتقدم بوصة واحدة، ولا يزال صياح الاستهجان يرتفع من مدرجات ملاعب السياسة الدولية، وخصوصاً في سياق ذلك “الدوري الدموي الملتهب” المشتعل في الشرق الأوسط وبعض دول المغرب العربي.

لقد عدّد كيري تسعة ملفات معتبراً انها انجازات قبل ان يصل الى الملف السوري حيث الفشل الأميركي المعيب، والى الملف الليبي المنسي كلياً تقريباً، والملف المصري الذي لا تزال تفوح منه روائح الرهان الفاشل على الاسلام السياسي، أما الملف الفلسطيني الذي قرع أوباما طبوله يوم دخوله الى البيت الأبيض قبل سبعة اعوام، ففي التجاهل ربما لأنه يشكّل ادانة كبيرة للسياسة الخارجية لواشنطن.

يتحدث كيري عن الاتفاق البيئي في باريس كانجاز لكأنه سيضمن التزام الصينيين معاييره، وعن الاتفاق النووي مع ايران كانجاز آخر، خسرت أميركا في مقابله صدقيتها لدى حلفائها التاريخيين في الخليج من غير ان تكسب حتى ازالة اسمها من مرتبة “الشيطان الأكبر” التي ترفعها طهران!

تحدث عن رفع العلم الأميركي في كوبا كانجاز وعن شعوره بالزهو وهو يسير في شوارع هافانا، ما يدفع المرء الى التساؤل عن مدى الشعور بالعار الذي يفترض ان يجتاحه لو سار في سديم الشوارع المُدمرة في المدن السورية، ولم ينسَ ان يجعل مواجهة وباء “ايبولا” – وهذا يُقيّد لحساب الطب – إنجازاً سياسياً للادارة الأميركية، التي تتعامى عن أكثر من وباء “ايبولا” سياسية تغرق الناس في البحار!

عندما تحدث عن قيادة أميركا “التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب” الذي يضم ٦٥ دولة، نسي الفشل الذريع نسبياً، الذي يؤخّر القضاء على “داعش”، والأهم انه تجاهل اقتحام روسيا الصاخب مسرح العمليات السورية على طريقة تنحّوا جميعاً الأمر لي، ثم مطالبة فلاديمير بوتين المعيبة أميركا بأن تُخلي الأجواء في غضون ساعة، ثم تركيز القصف الروسي على المعارضة السورية وتجاهل “داعش” نسبياً.

فعلاً كيف يستطيع كيري ان يتحدث عن فشل أميركا الذريع في سوريا على أنه من الانجازات لمجرد اشارته الى مبادرة الحل السلمي، التي يتولى غريمه سيرغي لافروف دفتها ورياحها بينما يتوارى هو وديبلوماسيته في قعر الملعب؟!