IMLebanon

كيري: لبّيك نتنياهو!

قبل تسعة اشهر انهارت محادثات التسوية بين الفلسطينيين واسرائيل، التي حملت جون كيري الى فلسطين المحتلة ١١ مرة، ولم يتمكن من إيقاف جرافة تدمّر بيتاً فلسطينياً ولا أوقف قاتلاً اسرائيلياً يطلق النار على فلسطيني، او يخنقه كما حصل مع الوزير زياد أبو عين.

كيري لم يجرؤ يوماً على تهديد نتنياهو الذي أفشل المفاوضات ودمّر الوعود التي اطلقها باراك اوباما حول ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية، لكنه لم يتوان اول من أمس عن تهديد الفلسطينيين باتخاذ عقوبات ضدهم اذا حملوا الى مجلس الأمن مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس في خلال عامين.

منتهى الفظاظة ان يسارع كيري الى روما ليقابل نتنياهو، الذي كان قد اعلن سلفاً انه يطلب من اميركا ان تستعمل الفيتو لقطع الطريق على المشروع الفلسطيني، ومنتهى الخنوع ان يلبي كيري طلب نتنياهو الذي مرّغ صدقية اميركا وصورتها في وحول الفشل، ومنتهى الغباوة ان ينحاز الى جانب القتلة في حين يتزايد عدد الدول الغربية التي تعترف بالدولة الفلسطينية حتى قبل تقديم مشروع القرار الى مجلس الامن.

لكنها السياسة الاميركية الحمقاء التي أكّدت مرة جديدة أنها تدار من الكنيست وليس من البيت الأبيض وان ما يفصّله القتلة في تل ابيب تلبسه واشنطن، وتواصل طرح السؤال لماذا يكرهوننا؟ في حين أن من حق الفلسطينيين والعرب طرح اسئلة من هذا النوع!

كيري أبلغ صائب عريقات في روما ان اميركا ستستخدم “الفيتو” لإفشال المشروع الفلسطيني في وقت بدا ان فرنسا وايطاليا وبريطانيا ودولا اخرى تؤيّده بما يحرج الموقف الأميركي على ما يفترض، ولكنها إرادة تل ابيب التي لا تردّ على رغم شريط الاهانات التي ألحقها نتنياهو بأوباما.

كان من الطبيعي ان يقول عريقات لكيري سنرد على “الفيتو” بطلب العضوية في المنظمات الدولية وفي مقدمها المحكمة الجنائية، وكان من الفظاظة ان يتوعّده كيري بالتهديد، وليس لدى الفلسطينيين ما يخسرونه كما رد عريقات.

لا حاجة الى التوقف امام ترّهات كيري في روما لأنها تثير التقيؤ، وخصوصاً عندما تحدث عن “محاولة اميركا إجراء نقاش بنّاء لإيجاد افضل طريق الى الأمام، تمكننا من العودة الى المفاوضات” وهو يعرف جيداً ان اسرائيل هي التي تفشل المفاوضات منذ ثلاثة عقود.

وكان من العباطة ان يقول كيري: “نحن نعتقد انه يجب ألا يتدخل أحد او ان يفعل شيئاً يمكن ان يفهم انه تدخّل في مسار الانتخابات الإسرائيلية”، ولكأن استعمال “الفيتو” لوقف عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، ليس تدخلاً سافراً وفظاً في الانتخابات، او لكأن تهديد كيري الفلسطينيين بالعقوبات ليس بياناً انتخابياً لمصلحة نتنياهو… غريب!