IMLebanon

كيري يمشي بخطة موسكو

تابع الموظف الأميركي المهم السابق نفسه، الذي تعاطى مع قضايا سورية ولبنانية واسرائيلية وفلسطينية في “الإدارة” المهمة نفسها داخل الإدارة الأميركية، تقويمه لاداء الرئيس باراك أوباما وإدارته وخصوصاً بعد بزوغ شمس “الربيع العربي” أواخر عام 2010 وقبل تحوّله عواصف وأعاصر، قال: “كان في وقت ما في البيت الأبيض لجنة تضم مستشارين للرئيس ومنتدبين من وزارة الخارجية والدفاع والـ”سي. آي. إي”، وتجتمع دورياً ثم تخرج بنصائح وتوصيات ترسل إلى الرئيس. لكن الأخير أوقفها عن العمل أو بالأحرى أنهاها لعدم اقتناعه ربما بنتائج عملها. في أحد الاجتماعات ناقش الحاضرون الوضع السوري المتأزّم وكذلك وضع الرئيس بشار الأسد. لم يُعجب جو الاجتماع أوباما فغادره مع مستشار له. وكان الاستناج أنه لا يريد سياسة ونصائح من إدارته. أراد تحقيق إنجاز في إيران أو معها. وهو اعتبر في حديث له أخيراً مع الصحافي غولدبرغ أنه ربما أخطأ في ليبيا لأنه لم تكن لديه خطة لمرحلة ما بعد القضاء على نظام القذافي. لكنه استدرك بتحميل الأوروبيين مسؤولية هذا الخطأ وليس أميركا. إذ كان على رؤسائهم وحكوماتهم أن يضعوا خطة الما بعد الليبية. وأميركا لم تضع خطة في العراق بعد إسقاط صدام حسين أو بالأحرى لم تنفّذ خطة وضعتها. يقول البعض أن الجيش العراقي ذهب إلى البيت بسلاحه عند الغزو وبعد الهزيمة وأن غالبيته لم تقاتل. ولذلك فإن حل بريمر له ليس السبب في كل ما حصل بعد ذلك. السبب هو عدم دفع رواتب ضباطه ورتبائه وجنوده. كان البحث عن أسلحة دمار شامل في العراق جارياً في أثناء ولاية الرئيس جورج بوش الابن. وكانت تقوم بذلك مجموعة من الأمم المتحدة برئاسة هانز بليكس. لم تجد شيئاً. فقيل لبوش إذا كانت عندكم معلومات عن أماكن وجودها أُعطوها لبليكس كي يبحث عنها مع مجموعته. فكان جوابه كلاماً قليلاً وحركات لعينيه توحي أن لا معلومات عنده وفريقه عن هذا الأمر. فهل كانت الأجهزة التي تعمل لضرب صدّام حسين تمتلك المعلومات الضرورية وتخفيها عن مجموعة الأمم المتحدة لكي تنجز مسرحية ضرب صدام وتغزو العراق؟”.

ما قصدك من كل هذا الكلام؟ سألت. أجاب الموظف الأميركي المهم السابق نفسه: “القصد هو القول أن الجمهوريّين حتى المهمّين منهم مثل الرئيس جورج بوش الأب والابن والرئيس رونالد ريغان لم تكن عندهم خطط جدّية”. ماذا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أشهر؟ سألتُ. أجاب: “غير مستحيل فوز ترامب بالرئاسة. لكن ذلك أمراً بالغ الصعوبة. هناك 20 في المئة من الأميركيين مقتنعون بأن أوباما مُسلم. وهؤلاء مع ترامب. وهناك من خلال الاحصاءات والانتخابات التمهيدية التي جرت حتى الآن معلومات تفيد أن 35 في المئة من الناخبين معه أيضاً، وأنه إذا واجه هيلاري كلينتون الديموقراطية في الانتخابات فإن النتيجة ستكون 45 في المئة له و55 في المئة لها. ترامب حكى الأمور كما هي مثل “أنهم أخذوا من الفقراء” ولم يعطوهم شيئاً، وقال أنه سيعيد إليهم أموالهم في حال انتخابه وسيعوَّض عليهم بطريقة ما. ومن شأن ذلك دفعهم أو بالأحرى دفع قسم منهم إلى التصويت له”. ماذا عن وزير الخارجية جون كيري ونشاطه الكثيف وسفراته التي لا تتوقف من أجل حل المشكلات والأزمات المندلعة في العالم؟ سألتُ. أجاب: “كيري ليس وزير خارجية بل سيناتوراً أي عضواً في مجلس الشيوخ. ويظهر ذلك من خلال استمرار تعامله مع الآخرين كسيناتور وليس كوزير خارجية. أعضاء مجلس الشيوخ يتباحثون في ما بينهم، وإن كانوا مختلفين بعضهم مع بعض، حول قضايا عدة ويتفقون عليها. لكن ذلك ليس سياسة. كيري وزير خارجية ذكي ونشيط لكن ما هو هدفه أو هي أهدافه؟ أين هي خطّته؟ أنه يمشي بخطة موسكو. الرئيس أوباما اعتبر في حديث للصحافي غولدبرغ أنه لم يخطئ بتخلّيه عن “الخط الأحمر عام 2013″، أي عندما لم ينفّذ تهديده بتوجيه ضربات جوية أو صاروخية بعيدة المدى إلى الأسد ونظامه، بعدما أقنعه الروسي بإبدال ذلك بتخلي الأخيريَن عن سلاحهما الكيماوي، وحتى عندما قيل أنه تخلّى عن المطالبة برحيل الأسد.

يجب الاستمرار في جعل رحيل الأسد شرطاً. وليد المعلم وزير خارجية الأسد والنظام لا يريدان حلاً. هدّدا بترك المفاوضات إذا بُحث مصير الأسد في المرحلة الانتقالية. كيف ذلك؟”.

ماذا عن إيران؟ سألتُ. بماذا أجاب؟