Site icon IMLebanon

كيري والخطة «ب»

كان لافتاً تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري عندما قال إنّه إذا لم يلتزم الرئيس السوري بشار الأسد بوقف إطلاق النار لغاية 1 آب المقبل فهناك خطة «ب» سوف ننفذها.

والسؤال: ماذا يعني الوزير بالخطة «ب»؟ والجواب المباشر هو أنه عندما تقرر أميركا أنها تريد أن توقف أي حرب فإنّ لديها وسائلها التي تستطيع أن تضغط بها على أي دولة وتجبرها على تنفيذ ما تقرره، ولإعطاء الدليل على ذلك على سبيل المثال العراق وايران.

فقد بقيت الحرب الإيرانية العراقية 8 سنوات وكانت إذا اقتربت في كل فترة من الفترات من التوقف بسبب تفوّق فريق على آخر تتدخل أميركا وتساعد الفريق الضعيف وتقوّيه حيث تعود الحرب لتستعر من جديد… وأكبر مثال على ذلك صفقة سلاح «إيران غيت» المشهورة التي أنقذت إيران من خسارة الحرب.

كذلك عندما سمحت أميركا لفرنسا أن تبيع العراق صواريخ ايكسوسيت» التي من خلالها استطاع العراق منع الاسطول الحربي الايراني من أن يتحرك.

هذا مثال بسيط طبعاً… ولو أخذنا أيضاً ما حصل في الكويت يوم الغزو العراقي وكيف تدخلت أميركا وأكرهت صدام على الإنسحاب ووصلت الى البصرة وتوقفت وبقيت منذ ذلك الوقت أي منذ 1990 لغاية 2003 يوم الغزو تمنع الطيران من التحليق فوق العراق وتمنع بيع النفط إلاّ في معادلة محددة وهي الغذاء والدواء مقابل النفط وبالرغم من كل العقوبات قامت عام 2003 بغزو العراق وأسقطت النظام والأهم حلت الجيش العراقي وهذا كان الهدف الاساسي من دخول العراق إكراماً لليهود وتنفيذاً لمخطط كيسنجر بإنهاء الجيوش العربية أولاً، وإحداث فتنة سنية – شيعية ثانياً، كما خطط لمجيء نظام ولاية الفقيه والذي يريد تشييع العالم العربي خصوصاً أهل السُنّة.

هذا جزء بسيط من إمكانية ما تستطيع أميركا أن تفعله لو أرادت.

إنطلاقاً من ذلك وبما أنّ بشار الأسد إنسان غير قابل للفهم والإدراك ولا يزال يظن أنه يستطيع أن يكذب و«يسوّف» على العالم يبدو أنّ نهايته مع نظامه أصبحت قريبة لأنه لن يقتنع بأنّ الكرسي قد انتهت مدته وأنه لا يوجد له مكان في سوريا بعد اليوم.

فلا إيران ولا «حزب الله» ولا ميليشيات «أبو الفضل العباس» ولا الدولة التي تسمي نفسها عظمى ألا وهي روسيا يستطيعون انقاذه.