IMLebanon

كسروان تستنفر الناخبين… وبارود “يحرق” أعصاب اللوائح والمرشحين

 

 

بدأ العمل الجدي في دائرة كسروان- جبيل على صوغ التحالفات واستنفار الناخبين، في حين أن العنوان السياسي الأبرز سيكون بين من يؤيد «حزب الله» والعهد ومن يقف لهما بالمرصاد.

 

يبدو الجوّ ملبّداً نسبياً في كسروان، عاصمة الموارنة سابقاً، بعد انتقال العاصمة هذه الدورة إلى الشمال المسيحي وتحديداً إلى أقضية البترون وبشرّي وزغرتا والكورة على رغم أنها قضاء أرثوذكسي، لكن عند المسيحيين لا توجد مذهبية، فالسياسيّ المسيحيّ يجب أن يكون لديه حضور في المذاهب كلّها، ومن أهمّ أركان «المارونية السياسية» كان المفكّر شارل مالك إبن بطرام الكورة.

 

هذا في العنوان العريض لمعركة القوى المارونية، لكن في الحقيقة فإن كلّ دائرة مهمّة، والعمل يتمّ على الصوت، فكيف الحال بالنسبة إلى كسروان التي تشكّل أكبر قضاء ماروني في لبنان؟

 

تعدّ العدّة من الأطراف والقوى كلّها للمنازلة الكبرى، وهنا لا تنحصر المعركة بكسروان وحدها، بل إن الإمتداد الجبيلي للدائرة يعطيها نكهة خاصة، علماً أنّه في جبيل هناك ثلاث قوى رئيسية هي النائب زياد الحواط و»القوات اللبنانية»، «التيار الوطني الحرّ»، والنائب السابق فارس سعيد.

 

وتبدو المعركة أكثر شراسة في كسروان، وحتى الآن هناك كما يبدو خمس لوائح بلا المجتمع المدني، في حين ينتظر أن تتبلور التحالفات.

 

وما يربك الحسابات الكسروانية أن مقاعد جبيل شبه محسومة باستثناء المقعد الشيعي، ما ينقل المعركة إلى عمق كسروان، وتظهر التحالفات واللوائح التي تتغيّر كالبورصة على الشكل الآتي:

 

– لائحة «القوات اللبنانية» التي تضمّ مرشحين رئيسيين هما النائب شوقي الدكاش في كسروان والنائب زياد الحواط في جبيل، والتي تُجمع الإحصاءات كلّها على فوز كل من الحواط والدكاش.

 

– لائحة «التيار الوطني الحرّ» بمرشحين حزبيين هما الوزيرة السابقة ندى البستاني في كسروان والنائب سيمون أبي رميا في جبيل ومن المرجح فوزهما بانتظار اكتمال مشهد التحالفات العونية.

 

– لائحة النائب فريد هيكل الخازن والذي قد ينجح في كسب تأييد قسم لا يستهان به من شيعة جبيل ما يجعله قريباً من الحاصل ويضمن فوزه، وهناك بحث جدّي مع الكتائبي شاكر سلامة باعتبار أن يمنى الجميل تدعمه.

 

– لائحة تحالف النائب المستقيل نعمت افرام و»الكتائب» والتي تضمن فوز افرام في المقعد الكسرواني، علماً أن «الكتائب» تواجه صعوبات في صفوفها وقد تتبلور بترشّح سلامة وحصده دعم عدد لا يستهان به من الحزبيين.

 

– لائحة تحالف النائبين السابقين منصور غانم البون وفارس سعيد، والتي تنتظر إتمام التحالفات للوصول إلى الحاصل، مع العلم أن «القوات» التي تملك قاعدة مشتركة مع البون إسترجعت عدداً كبيراً من هذه القاعدة ما يضعف أرقام البون كسروانياً.

 

وفي السياق، تبقى الأنظار شاخصة إلى القرار النهائي الذي سيتّخذه «حزب الله» وما إذا كان سيجير أصواته لـ»التيار» أو سيكون له مرشح حزبي على اللائحة البرتقالية، في حين يجري الحديث عن إمكان انضمام العميد شامل روكز إلى لائحة افرام بعد مفاوضات مع الخازن سابقاً، لكن لا شيء محسوماً حتى الساعة.

 

ومن جهة أخرى، فإن حركة «سوا» تنشط في كسروان ولديها مرشح هو الدكتور سليم هاني وتعتبر هذه الدائرة مهمة لرجل الأعمال بهاء الحريري لأنه يريد أن يثبت أنه يعمل على مشروع وطني لا مشروع سنّي أو يتقوقع في منطقة واحدة، وبالتالي فإنّه يراهن على تجربة «سوا» في كسروان وكل لبنان لتشكّل منطلقاً لمواجهة شاملة مع المنظومة الحاكمة و»حزب الله» وعابرة للطوائف والمناطق.

 

ويتعرّض النائب الخازن لمحاصرة من القوى الفاعلة بهدف عدم السماح له بتركيب لائحة خصوصاً بعد تريّث النائب السابق وليد الخوري في الإنضمام إلى لائحته لانتظاره موقف «التيار الوطني الحرّ»، وتؤكد مصادر الخازن أنه لن يتخلى عن سياسته المبدئية بالنسبة إلى تبنّيه مواقف بكركي والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السيادية والتي تحمي استقرار لبنان وصيغة العيش المشترك فيه، لذلك فإنه بصدد تشكيل لائحة مفاجئة لكلّ من يعتقد أنه لن يتمكّن من تشكيلها. وإذا كانت الأرقام والإحصاءات الأوّليّة تدلّ على فوز كلّ من الدكاش والبستاني وافرام والخازن في كسروان، إلا أن المفاجآت تبقى سيّدة الموقف، في حين أن الوزير السابق زياد بارود قد أخذ دور «بيضة القبّان» الكسروانية بالنسبة إلى المقعد الخامس، خارقاً الجدران العائلية والكسروانية كلّها بعدما قدّم نموذجاً عن المجتمع المدني الصحيح.

 

وحتى الساعة، لم يحسم بارود خياره النهائي سواء بالترشّح أو عدمه، لكنّ الثابت أن أرقامه متقدمة عن الدورة الماضية ويستطيع حسم معركة المقعد الخامس، خصوصاً أن ترشحه يأتي في سياق تنكيه المجلس النيابي الجديد بنواب أصحاب خلفية تشريعية.

 

وتدفع ضبابية موقف بارود بين عدم الترشّح أو التحالف مع «القوات» إلى حرق أعصاب المرشحين واللوائح الأخرى، خصوصاً أنّ ترشّحه مع «القوات» يعني ارتفاع حظوظه بالوصول إلى الندوة البرلمانية ويسهل المهمة للوصول إلى الحاصل الثالث، ما يعني أن هناك قوة جديدة وصلت إلى المجلس من خارج الإطار التقليدي.

 

ومن جهة أخرى، فإن الأعصاب مشدودة في كسروان وهناك هستيريا عند بعض المرشحين البارزين، في حين أن بارود لا يعطي جواباً حاسماً ويعمل بأعصاب هادئة ولا يجعل النيابة هدفاً يجب الوصول إليه بـ»طريقة الغاية تبرر الوسيلة».