Site icon IMLebanon

خلل تنظيمي في كسروان و”بلطجيّة” في جبيل…والديمقراطية تنتصر!

 

“حزب الله” يعكّر سلامة الإنتخابات… والمشاركة مرتفعة

 

 

وسط أجواء ديمقراطية لم تخلُ من بعض الثغرات التنظيمية والإداريّة، شارك اللبنانيون في الجولة الرابعة والأخيرة من الإنتخابات النيابية أمس على جميع الأراضي اللبنانية. لتشهد دائرة جبل لبنان الأولى التي تضم 179 قلم اقتراع موزعة على 87 بلدة في جبيل، و198 قلماً موزعة على 69 بلدة في كسروان نسبة مشاركة مرتفعة قاربت الـ60 في المئة.

 

وتنافس 47 مرشحاً موزعون على 4 لوائح مكتملة و3 غير مكتملة من أجل ملء المقاعد الثمانية المخصصة لهذه الدائرة، 5 موارنة في كسروان و2 في جبيل إلى جانب مقعد شيعي.

 

وخلال النهار الإنتخابي الطويل، سجّل تأخّر في افتتاح قلم الإقتراع الوحيد في منطقة الغابات قضاء جبيل، لما يقارب 45 دقيقة، جرّاء امتناع رئيس القلم عن الحضور، ما دفع بوزارة الداخلية إلى انتداب رئيسٍ آخر للحلول مكانه. كما توقفت العمليّة الإنتخابية لبعض الوقت في العديد من أقلام الإقتراع في كسروان، منها بطحا وحراجل وسهيلة والصفرا وبزمّار وبقعاتة وعشقوت جرّاء نفاد الأوراق المخصصة للاقتراع. وتبيّن وصول أوراق الاقتراع الخاصّة بجبيل بدل تلك الخاصة بكسروان إلى بعض أقلام في حراجل، ما أدّى إلى التأخير في بدء عملية الاقتراع صباحاً قبل أن تتوقف العملية مجدداً في القلمين 1 و 2 للإناث بعد نفاد الأوراق الـ150 التي تم تأمينها صباحاً، لما يقارب 500 ناخب في هذين القلمين.

 

في الموازاة، أبى «حزب الله» أن يمّر هذا العرس الديمقراطي بسلام في جبيل. فإلى جانب الترهيب الذي يمارسه على المندوبين والمرشحين والناخبين في ما يقارب الـ28 بلدة شيعيّة في جبيل، بدا لافتاً إعلان الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية»، «تعرّض الدكتور محمود عواد المرشّح في دائرة جبيل – كسروان على لائحة «معكم فينا للآخر» والمتحالف مع «القوات اللبنانية» لاعتداء جسدي في بلدة الصوانة في جبيل، كما تمّ تكسير سيارته والاعتداء على المندوبين أمام القلم».

 

إلى ذلك، تسبّب توافد المواطنين بأعداد كبيرة خلال فترة ما بعد الظهر إلى مراكز الإقتراع بعدد من الإشكالات في ما بينهم رغم الجهد التنظيمي الكبير الذي قامت به القوى الأمنية في جميع المراكز. وهذا ما حصل على سبيل المثال في بلدة مزرعة السياد – عبوّد في جرد جبيل الجنوبي أثناء توافد أعداد كبيرة من الناخبين الشيعة غير المقيمين في البلدة للإدلاء بأصواتهم في توقيت محدد، ما استدعى تدخل الجيش اللبناني من أجل تنظيم دخولهم ومشاركتهم، خلافاً لمراكز أخرى حيث إنعكس الخلل الإداري والتنظيمي جرّاء توقف الأقلام والتأخير الناتج عن عدم جهوزية الموظفين المولجين إدارة أقلام الإقتراع، إمتعاضاً لدى الناخبين حال دون مشاركتهم، ليختتم المشهد التنظيمي المأسوي في حراجل بوفاة أحد المواطنين جرّاء عارض صحّي أثناء انتظار دوره للإقتراع.

 

وخلال جولة لـ»نداء الوطن» في كسروان – جبيل، سُجّل العديد من المشاهدات التي تُعرّض مسار العمليّة الإنتخابية ونزاهتها للكثير من الشكوك. وأبرزها من داخل أقلام الإقتراع التي شهدت إزدحاماً لمندوبي اللوائح داخل غرف صغيرة، وغير مجهزة بإنارة كافية لتسهيل اقتراع المواطنين، ترافقت مع الحجم الصغير لأسماء المرشحين والخانة المخصصة للإقتراع لهم، ما قد يؤدي حسب المندوبين المتواجدين داخل الأقلام إلى تسجيل أعداد كبيرة من الأوراق الملغاة. كما سجّل وضع العازل في عدد من أقلام الإقتراع بطريقة غير صحيحة ما يعرض سريّة العمليّة الإنتخابية للخطر. ليبرز النقص الحاد للأدوات اللوجستيّة القاسم المشترك عند غالبية الموظفين في أقلام الإقتراع.

 

أما في محيط المراكز الإنتخابية، بدا واضحاً التنظيم الذي قامت به الماكينات الإنتخابية للوائحها الأساسيّة. الدائرة التي تشهد تنافساً ما بين الأحزاب والعائلات وقوى التغيير، برز تواجد المناصرين المؤيدين للقوات اللبنانية بشكل كبير في غالبيّة مراكز الإقتراع إلى جانب المؤيدين للائحة «صرخة وطن» و»الحريّة قرار»، في حين بدا لافتاً غياب الحماسة عند المؤيدين للائحة «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، ما يعكس ظاهرياً ما ستؤول إليه النتائج مع إقفال الصناديق.