ثمة معسكران انتخابيان واضحان في دائرة كسروان – الفتوح يتمثلان بالتموضعات الحاصلة لدى المرشحين من مختلف الانتماءات الحزبية والمستقلين، ولا شك ان حماوة المعركة المقبلة سوف تفرض ايقاعها على الجميع، الذين يعيشون حالة من الانتظار المقيت والمربك على حد سواء، وتوجز مصادر نيابية في هذه الدائرة اتجاهات الناخبين والمرشحين على حد سواء وفق الواقع القائم حالياً والذي يعمل الجميع على اساسه وهو قانون الستين لتقول التالي:
1- يبدو ان مختلف المرشحين يعملون وفق قاعدة التسليم بالقانون الاكثري الحالي لاقتناعهم ان ولادة قانون جديد امر مستبعد وفقاً لمرجعياتهم أكانوا حزبيين او مستقلين وعلى هذا الاساس يتصرفون في خط مسار معركتهم.
2- لهذا الامر فان اكثرية المرشحين يتعاملون مع ابناء جلدتهم في القضاء بشكل حصري ويخدمون اهل هذه الدائرة بالذات وفق اليقين الذي يمتلكونه عن القانون الانتخابي.
3- ان كافة الاحصاءات الانتخابية تجري وفق خلفية اجراء الانتخابات وفق الستين وعلى اساس كسروان – الفتوح دائرة واحدة مستقلة دون الالتفات الى امكانية ولو ضئيلة يمكن ان تبرز خلال الربع الاخير من المشاورات حول القانون الجديد وضم جبيل او المتن الشمالي الى كسروان بحيث تغيب كلياً الزيارات للمرشحين الكسروانيين الى دائرة جبيل على سبيل المثال وهذا ما يحدث في التطلع نحو دائرة المتن الشمالي ايضاً.
4- وتقول هذه المصادر ان هذا التوجه من قبل المرشحين يجري وفق القاعدة المعمول بها حالياً وهي التطلع الى اصوات الناخبين في كسروان دون غيرها ولم يتم تسجيل اي حراك لهؤلاء المرشحين خارج سور هذه الدائرة، وهذا الامر باعتقاد هذه المصادر يفسر اليقين الذي يضمره الجميع في الاعتماد الراسخ لديهم ان لا قانون انتخابات جديد في البلد يضاف اليه التمديد التلقائي والتقني لزمن الانتخابات.
5- لا شك تؤكد هذه المصادر من ناحية ثانية ان المعركة المقبلة سوف تكون قوية وشرسة بين معسكرين: الاول حزبي يتمثل بتحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر من جهة والقوى السياسية المستقلة التي تخاصم سياسياً الثنائي المسيحي بالاضافة الى مكون آخر سوف تظهر اصواته في صناديق الاقتراع ويتمثل بانصار المجتمع المدني الذين من المفترض ان يقترعوا لصالح احد المرشحين المقربين منه منذ امد طويل، وبالتالي ومع صعوبة ادراج اصوات هؤلاء ضمن القائمة الكبرى في التنافس بين المستقلين والثنائي المسيحي الا ان حماوة المعركة يمكن ان تدفع بهؤلاء كي يتحولوا الى بيضة قبان في النتائج النهائية للمعركة اذا ما تمت عملية التحالف بين المرشحين وفق آلية مدروسة ونوايا صالحة خصوصاً ان تجارب قريبة بانت نتائجها خلال الانتخابات البلدية في ايار من العام الماضي.
6ـ ولا شك ايضاً ان المعركة الانتخابية في كسروان سياسية بامتياز الى حد كبير ذلك ان لا عناوين انمائية واضحة او قيد الانجاز يمكن الولوج من خلالها نحو عنونة المعركة في هذا الاطار، وتوضح هذه المصادر ان المسرح جاهز في الدائرة والرواد حاضرون وما ينقص هم اصحاب العلاقة الذين سيجلسون على المسرح والتقدير والعلامات تبقى من اختصاص الجمهور الذي اما عليه ان يحاسب ويعمد الى انتقاء مرشحيه الجدد او الذهاب نحو اعطاء فرصة جديدة للطبقة الحالية مع ان كافة الاجواء والمعطيات الجديدة من حيث الاسماء اللامعة توحي ان الامور متجهة نحو طي صفحة التمثيل النيابي الحالي الى غير رجعة ومحاولة ايصال وجوه جدية لها تاريخها في خدمة كسروان والفتوح او لها أياد بيضاء في العمل الانمائي والانساني، وفي حقيقة المشهد الكسرواني الانتخابي تجزم هذه المصادر الى ان اصحاب البيوتات لم يكن باستطاعة احد اقفالها في الزمن الماضي والمنظور، وكذلك فان الخدمات على قوتها وحاجتها في هذه الايام الصعبة ان لم تكن تقترن بالمراقبة والمحاسبة في المجلس النيابي لا تعتبر كافية للوصول الى السدة البرلمانية وعملية الدمج مطلوبة بفعل وعي الناس لواقعهم الحالي.