مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في أيار من العام المقبل، مع إمكانية لتعديل الموعد وتقريبه الى آذار كما هو متوقع، بدأت التحركات الانتخابية تنشط في المناطق على أكثر من صعيد، وبدأت تظهر ملامح تحالفات وتفاهمات، وصعوبات ستعاني منها قوى سياسية عديدة تحديداً على الساحة المسيحية التي يُتوقع أن تشهد معارك طاحنة.
يجد «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» صعوبة في إيجاد حلفاء أقوياء لخوض الانتخابات، وتعاني «القوات» أكثر من «الوطني الحر» في هذا المجال، خاصة بعد الضربات الشديدة التي تعرّضت لها مؤخراً في زحلة بعد أزمة آل الصقر ممولي «القوات»، وما حصل مع سيزار المعلوف وأسعد نكد، حيث تشبّه مصادر نيابية مسيحية وسطية ما جرى مع «القوات» «كمن حلب بقرة طيلة أشهر، ثم رمى برميل الحليب»، معتبرة أن التجربة الإنتخابية السابقة، كما التطورات الكبيرة على الساحة السياسية طيلة 4 سنوات، تجعل الامور صعبة على الطرفين.
في الإنتخابات الماضية، وجد التيار مفاتيح انتخابية في أكثر من دائرة وتحالف معها، مثل ميشال معوض بالشمال، نعمت افرام في كسروان، ميشال ضاهر في زحلة، وغيرهم، ولكن هؤلاء خرجوا من التكتل ويخططون لخوض المعركة المقبلة ضد التيار، لذلك تعتبر المصادر أن الإنتخابات المقبلة ستحدد حجم التيار بشكل مباشر، مشيرة الى أي طرف قوي اليوم لا يملك حظوظا كبيرة بالوصول على متن اللائحة التي يترشح فيها، لن يشارك التيار أو القوات اللبنانية في لوائح مشتركة، يكون الهدف منها الركوب على أصواته ومناصريه للوصول الى الحاصل الإنتخابي.
من هذه النقطة على سبيل المثال ينطلق فارس سعيد في بحث مدى إمكانية ترشحه للانتخابات المقبلة، فمن يسعى لجذب سعيد نحوه يعلم أن الرجل يشكل حليفاً قوياً يمكّن اللائحة التي يتحالف معها من ان تسجل حاصلاً انتخابياً على الأقل، ومثل فارس سعيد هناك كثر، في كل المناطق المسيحية، كما في زحلة تحديداً، حيث يمكن لأكثر من مرشح لعب هذا الدور، ابرزهم على الإطلاق سيزار المعلوف الذي يملك تقريباً 3 آلاف صوت، وأسعد نكد.
وترى المصادر أن التيار والقوات سيجدان صعوبة في جذب هذه المفاتيح، وبالتالي سيخوضان المعركة لوحدهما، مع ترجيح كفة التيار على القوات، مع الإشارة الى أن التيار الوطني الحر سبق القوات في بدء نسج التحالفات، إذ يعدّ الإتفاق الإنتخابي في دائرة كسروان – جبيل بين التيار ورئيس بلدية جونية جوان حبيش خطوة بارزة، خاصةً ان لهذه الدائرة أهميتها الخاصة كونها عاصمة الموارنة، وفيها 7 نواب موارنة وواحد شيعي، وتتوقع المصادر أن تكون المعركة قاسية في هذه الدائرة بين 4 لوائح على 3 مقاعد من أصل 7 على الأقل، إذ تشير المعطيات الى وجود أفضلية لنعمت افرام، فريد الخازن الذي لم يحسم بعد تحالفاته ، ويسعى لجذب فارس سعيد باتجاهه، شقيق جوان حبيش الذي سيكون ثمرة اتفاق التيار ورئيس بلدية جونية أو ندى البستاني مرشحة جبران باسيل في كسروان، ونائب القوات الحالي عن جبيل زياد حواط.
أما الفريق الشيعي، فلم يحسم بعد أموره في دائرة كسروان جبيل، علماً أن وضعه سيكون شبيهاً بوضعه بالإنتخابات السابقة، فهناك من يعتبر أن التيار لا يناسبه التحالف معه في جبيل.