IMLebanon

كسروان – جبيل.. التصويت الأعلى وتراجع «عوني»

 

أنتجَت دائرة كسروان ـ جبيل (جبل لبنان الأولى) عاملين أساسيين ومؤثرين على صعيد الانتخابات النيابية التي جرت أمس: الأوّل أنّها شهدت نسبة الاقتراع الأعلى بين كلّ الدوائر الانتخابية، والثاني أنّها أفرزت تراجعاً لـ»التيار الوطني الحر» في كسروان تحديداً. وبحسب ما أعلن رئيس لائحة «صرخة وطن» نعمة افرام، بعد فرز أكثر من 80 في المئة من صناديق الاقتراع، من المُفترض أن يكون نواب كسروان – جبيل الثمانية في المجلس الجديد: نعمة افرام وشوقي الدكاش وندى البستاني وفريد هيكل الخازن (على رغم أنّه لم يكن قد وصل الى الحاصل الانتخابي بعد) وسليم الصايغ عن المقاعد المارونية الخمسة في كسروان، وزياد الحواط وسيمون أبي رميا عن المقعدين المارونيين في جبيل فيما لم تُحسم هويّة النائب عن المقعد الشيعي.

في دورتي 2005 و2009 حقّق «التيار الوطني الحر» «تسونامي» انتخابي في جبيل، وبدأ بالتراجع في انتخابات 2018 حيث كُسرت «الأحادية العونية» في جبيل تحديداً، وشهدت تلك الدورة دخولاً «قواتياً» نيابياً الى الدائرة من خلال الحواط في جبيل والدكاش في كسروان. والى التراجع «العوني» في هذه الدورة، تبقى الأنظار شاخصة الى النائب الشيعي، وإذا ما كانت جبيل ستوصِل نائباً حزبياً لـ»حزب الله» للمرة الأولى، من خلال التحالف مع «التيار» على لائحة واحدة، (وهو الاحتمال المرجح)، أم ستتكرّر تجربة عام 2018، بعد عدم تمكُّن «الحزب» من الوصول الى الحاصل الانتخابي على رغم نيل مرشحه نسبة الأصوات التفضيلية الأعلى شيعياً، إلّا أنّ «قواعد» هذا القانون الانتخابي أوصَلت حينها النائب الراحل مصطفى الحسيني الى الندوة البرلمانية على رغم حصوله على 259 صوتاً تفضيلياً فقط.

 

أمس، أظهَر الكسروانيون والجبيليون إرادتهم بعدم الاستسلام وميلهم الى المحاسبة، من خلال نسبة التصويت الأعلى بين كلّ الدوائر الانتخابية، والتي بلغت 55.93 في المئة، بحسب نسب الاقتراع التقريبية للمقيمين التي نشرتها وزارة الداخلية والبلديات، بعد إقفال الصناديق باستثناء 60 مركزاً من أصل 1752، (جبيل: 55.40 في المئة وكسروان: 56.40 في المئة)، فيما بلغ مجموع الاقتراع على مستوى كلّ لبنان 41.04 في المئة. وبحسب بعض الماكينات الانتخابية للأحزاب فقد بلغت نسبة الإقتراع النهائية في جبيل 60 في المئة وفي كسروان 69 في المئة. في حين بلغت نسبة الاقتراع في عام 2018 في هذه الدائرة 66.5 في المئة.

 

إلّا أنّ «التغيير» الحاصل في كسروان – جبيل وقف عند حدود تراجع «العونيين»، تحديداً في كسروان، إذ انه في حين تمكّن «التيار» من إيصال 3 نواب في كسروان عام 2018، هم: شامل روكز وروجيه عازار وافرام الذي كان متحالفاً مع «التيار» حينها، تراجع عدد نواب «التيار» في كسروان في دورة 2022 الى نائب واحد وهو وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني. أمّا «التغيير الجديد» فهو بتقدُّم حزب «الكتائب اللبنانية» الذي من المُرجّح، بحسب الأرقام غير النهائية، أن يتمكّن من إيصال نائب الى البرلمان للمرة الأولى، وذلك بالتحالف مع افرام. وعلى رغم أنّ مجموعات «17 تشرين» خاضت الانتخابات في كسروان – جبيل، عبر لائحتين (لائحة «قادرين» التي ضَمّت مرشحين مدعومين من «مواطنون ومواطنات في دولة»، ولائحة «نحنا التغيير») إلّا أنّ هاتين اللائحتين لم تتمكنا من الوصول الى الحاصل الانتخابي. وبالتالي، لم تشهد كسروان وجبيل، بعد غَرق لبنان في أزمة وانهيار غير مسبوقين، إرادةً لـ»التغيير الجذري». كذلك لم تتمكن لائحة «الحريّة قرار» المدعومة من النائبين السابقين منصور البون وفارس سعيد من الوصول الى الحاصل الانتخابي.

 

وبالتالي، من المرجّح أن تكون خرجت ثلاث لوائح من اللوائح السبع التي خاضت الانتخابات في كسروان – جبيل، من هذا السباق، بحسب الأرقام الأولية وغير النهائية، ونجحت لوائح ثلاث أخرى في تجاوز عتبة الحاصل، وهي لوائح: «القوات»، «صرخة وطن» التي ضمّت افرام والصايغ، و»كنّا ورح نبقى مع كسروان – الفتوح جبيل»، التي جمعت «التيار» و«الحزب».

 

وإذا لم تتمكن لائحة «قلب لبنان المستقل» من الوصول الى الحاصل، فإنه من المرجّح أن يكون النائب البديل من الخازن مرشّحاً على لائحة «القوات» أو على لائحة افرام. كذلك ووفق هذه الارقام باتَ صهر رئيس الجمهورية شامل روكز، المُتحالف مع الخازن، نائباً سابقاً. هذا مع الاشارة الى أنّ هذه الارقام غير نهائية فيما لم تكن قد ظهرت بعد نتيجة اصوات المغتربين في هذه الدائرة.

 

كذلك كانت جبيل قد شهدت تنافساً انتخابياً «عونياً» داخلياً بين ابي رميا الذي أعلن فوزه أمس، والمرشح النائب السابق وليد خوري، بعد أن حصل «أخذ ورد» غير مباشر بينهما خلال جولاتهما الانتخابية، وادّعاء كلّ منهما أنّه يحظى بـ«بَركة» رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودعم رئيس «التيار» جبران باسيل.

 

ميدانياً، مرّ اليوم الانتخابي في كسروان وجبيل من دون إشكالات أو مخالفات كبيرة، وكان لافتاً تجديد عدد من المواطنين لجوازات سفرهم المنتهية في مركز الامن العام ليتسنى لهم المشاركة في العملية الانتخابية، التي حصلت في جوّ من الهدوء نسبياً، باستثناء محاولات «حزب الله» «الاستقواء» في بعض البلدات الشيعية في جبيل، كما تصف جهات سياسية ما حصل أمس. إذ إنّ الدكتور محمود عواد المرشح عن المقعد الشيعي في جبيل – كسروان على لائحة «معكم فينا للآخر»، والمتحالف مع «القوات»، تعرّض لاعتداء جسدي في بلدة الصوانة، وجرى تكسير سيارته والاعتداء على المندوبين أمام القلم. كذلك اعتَدت مجموعة تابعة لـ»حزب الله» على مندوبي لائحة «معكم فينا للآخر» في قلم مزرعة السياد في جبيل، حيث قاموا بإخراج مندوبي اللائحة ومَنعهم من الدخول إلى القلم. وجرى الإعتداء على مندوب عواد في قلم لاسا، حسن المقداد، ونجله علي الذي تعرّض لخدوش واضحة في وجهه.

 

أمّا ليلاً، وبعد تبيان النتائج الأولية، فعمّت الاحتفالات في بعض مناطق الدائرة، بفوز عدد من المرشحين، فاحتفل ابي رميا بفوزه مع مؤيدي «التيار» عبر «قطع» قالب حلوى، فيما احتفل الحواط في مدينة جبيل بفوزه مع مؤيديه ومناصري «القوات» الذين جابوا المدينة في مسيرات سيّارة وأطلقوا المفرقعات النارية احتفالاً بـ»النصر».