IMLebanon

كسروان وجبيل… هل يتعلّم الناخبون تجربة آبائهم؟

 

في ظل الاجواء المشتعلة إنتخابيا في كسروان – جبيل، والتفتيش عن حاصل من هنا وصوت تفضيلي من هناك، ثمة مساحة واسعة لسؤال المرشحين عن حال هذه الدائرة الانمائي والحياتي في السادس عشر من أيار المقبل بعد يوم واحد من الاستحقاق الانتخابي، وهذه الاسئلة معطوفة في طبيعة الحال على الوقائع والحقائق دون أن يحرد أحد من هؤلاء، يمكن أن تٌستقى من الشارع البعيد عن آذان المرشحين . وتلخص مصادر عليمة بالمنطقة الوضع الحالي وفق التالي:

 

1- يعي المجتمع الكسرواني والجبيلي تماما واقعه المترنح في شتى المجالات المعيشية على وجه الخصوص، وهم من الشرائح اللبنانية الذين أغدقت عليهم الوعود منذ عشرات السنين، فيما النتائج المتوخاة تمثل «صفر مكعب» دون زيادة أو نقصان. ففي دائرة يذيع صيتها بين الشركاء في الوطن أنها مكتفية الحال وميسورة الاحوال إذا تم النظر اليها من فوق… فيما الواقع من تحت ينبىء بكوارث إجتماعية وإنمائية وخدماتية تتماثل مع واقع عكار والهرمل!! وليس من باب المكابرة ولا من «شوفة الحال»، هناك في جبيل وكسروان، تقول المصادر، بشر بحاجة الى لقمة العيش، وليس الى مساعدة كل أربع سنوات!! أي لمشروع واحد مستدام تستفيد منه المنطقتين، وهذا الامر غير متوفر ولن يكون في متناول اليد لسنوات قادمة، إن لم يختار الناس المشروع الواضح والقابل للتنفيذ، فالبشر هناك ضاقوا ذرعا بالمشهد التمثيلي الموسمي عليهم وعلى عائلاتهم، وفي حقيقة وعيهم أن الكذب والتدجيل لهما تاريخ للإنتاج وإنتهاء الصلاحية… ويبدو أن الحالة الثانية لم تشارف فقط على الانتهاء، إنما ضربها العفن مع الرياء!!

 

2- وإذا تمت عملية إستعراض للوائح في كسروان وجبيل بعد إعلانها، يمكن ملامسة المشهد عن قرب، خدمات شخصية وفردية، مساعدات مالية ملغومة بغرض شراء الاصوات، و «شوية» زفت للترقيع، وما على الناس في هاتين المنطقتين سوى إعتماد زيارة البيوتات بعد يومين من تاريخ الاقتراع ليتبين أن الابواب مغلقة مع حارس مستميت ومتمسك بوظيفة مؤقتة مع جواب: «الاستاذ أو البيك رحل منذ قليل ربما تجرّب غدا»!! ولطالما جواب الحارس يتمحور حول ما يلقنه إياه سائقي هؤلاء الكبار ليزيد عليه التالي: «تعبان وسافر الى الخارج للراحة»، فيما هذا النائب أو المرشح له نافذة خاصة للمشاهدة عن بُعد على الذل وتحطيم كرامات الناس… هؤلاء هم المراؤون على أبواب الفصح!!!

 

3- في محتوى هذه اللوائح، إذا تم تشريحها سطرا سطرا، لا قيمة لمشروع إنمائي مستدام لديهم، بل كل الاحترام لصوته فقط كل أربع سنوات، وتحاول المصادر التفتيش بعناية مفرطة عن مجرد مشروع متكامل لدى اللوائح الخمس لتأتي نتيجة التفتيش والتمحيص، أن هناك إمكانية إذا صفت النوايا لخلق طرح شامل، إنما مع وقف النكايات والعداوات التي تقف سدا» يحول دون رؤية أية دراسة موضوعية للإنطلاق منها نحو خدمة كسروان وجبيل، وتسأل المصادر عن الذي يحول دون تشكيله مع مجموعة أكاديميين أولويتهم خدمة الناس في مجتمعهم ومحيطهم بشكل موسع بعيدا عن الخدمة الشخصية ليصبح مشروعا جامعا ، وكل ما تحتاجه هذه الدائرة من رؤية مستقبلية يكون متواجدا» فيه مع الإصرار على التنفيذ بعيدا عن عيب الإستزلام من أجل رخصة سلاح أو التمترس في الدوائر العقارية. .

 

حقيقة الامر وفق المصادر أن لا شيئ ملموس يتمحور حول خدمة الناس، إلا في حال ظن الكثير من المرشحين أن المنطقة مكتفية الحاجات على كافة الصعد، وإذا كانت مشهدية التفتيش عن الطعام في براميل القمامة غير متوفرة بكثرة، إلا أنها بدأت تلامس هذه الوضعية مع مرور الايام، فيما الاّتي يُنبىء بالأسوأ بعد إتمام الاستحقاق الانتخابي، حسب توقعات الخبراء الاقتصاديين الذين يؤكدون أن سعر الدولار سوف يعود الى الارتفاع بشكل كبير وتتضاءل نسبة الدخل لفئات كبيرة وواسعة ليتلاقى معها ما يتردد منذ فترة طويلة عن إنفلات السرقات والتعدي على المصارف، وتضيف المصادر أن الناس تتلهى أو يلهيها الآن صخب الانتخابات وضجيجها، إنما الجمر واقعيا هو تحت رماد هذا الاستحقاق مهما كانت التطمينات من قبل المسؤولين للوضع الحالي.

 

4- يبقى على الناس أن تقرر مصيرها بيدها مع الفرصة المتاحة لها في التعبير عن تطلعاتها من خلال الاقتراع، وتقع المسؤولية على الهيئات الناخبة التي يجب أن تقترع بشكل صحيح، ولو لمشروع صغير يشكل البداية لمشاريع أكبر، وأن لا يرث الاولاد خطايا آبائهم في الاستزلام والتبعية.