صمام أمان التيار الوطني الحرّ في كسروان تُمثله كفرذبيان. البلدة المتعاطفة مع الجيش، كما أغلبية المناطق الكسروانية، والتي «سلّمت أمرها» للعماد ميشال عون منذ حرب التحرير، لم تردّه خائباً يوماً. في الانتخابات النيابية عام 2009، صوّت أكثر من 1900 من أصل نحو 3200 مقترع لمصلحة لائحة «التيار». وفي التحركات الشعبية، مواكب السيارات الجبلية التي تتقدمها فرق الزفّة والأعلام الضخمة كانت تنطلق من كفرذبيان. اليوم، بعد أعوامٍ من توقف التظاهرات الشعبية، زيّتت كفرذبيان مُحركاتها وصدحت مكبرات الصوت فيها: «ما منترك عون».
وقف عون على منبر الرابية داعياً جمهوره الى الجاهزية، فعادت الحيوية الى الحساب المُشترك بين الناشطين على تطبيق «الواتساب». لبّى النداء قرابة 100 شخص من أبناء البلدة، وهو رقم يعتبره المنظمون مُرتفعاً. قسم منهم تكتل أمام مكتب الهيئة في ساحة البلدة، وآخرون انطلقوا من مناطق سكنهم أو عملهم ليكون اللقاء أمام مكتب هيئة القضاء في جونية. «النشاط هو السمة التي تجمع بيننا»، يقول مسؤول هيئة كفرذبيان السابق جاد مهنا.
يؤكد المسؤول الحالي شربل سلامة أن كفرذبيان «ما بتتغير. نازلين بكل ثقلنا». العدد لا يُمكن إحصاؤه «ولكن الأكيد أنه يفوق المئة». تعبئة المناصرين لم تكن أمراً صعباً «لأننا دائماً ما نتواصل مع الناس ونُتابع أمورهم. وهم مُستعدون لتلبية النداء فوراً. كفرذبيان هي الأولى في لبنان على صعيد النشاطات». يربط سلامة الحماسة للمشاركة «بالموضوع الذي يُطالب عون به وهو يتمحور حول إشكالية بقاء الوطن أو زواله». لن يرفع عونيّو كفرذبيان العشرة مُستسلمين للواقع السياسي: «لا نزال مؤمنين بالجنرال الذي لا يتكلم باسمه الشخصي بل باسم الجميع، وهو مُحقّ في كل ما يطلب». التجمع أمام مركز الهيئة بدأ منذ الثالثة بعد ظهر أمس، «أنا والهيئة قدنا التحرك باتجاه بيروت. أكيد ليس النواب»، يقول سلامة.
إحدى الناشطات في منطقة أعالي كفرذبيان لينا عقيقي تؤكد أنه في كفرذبيان «لم يكن هناك تجييش للناس بل حماسة جمعتهم… فهؤلاء مقتنعون بالتحرك الشعبي». لا يختلف السبب بين ناشط وآخر: «كامل الثقة بالجنرال. نحن أيضاً نلاحظ الإقصاء الحاصل بحق فئة كاملة في البلد».
بقيت كفرذبيان وفية على عهدها لعون بسبب «وجود اقتناع ورؤية واضحة»، استناداً الى عقيقي. توضح أن كسروان «بقيت محرومة لسنوات طويلة وعلى كافة الصعد. بعد 2005 تغيّر هذا الواقع وبدأ المواطنون يلاحظون الفارق بين النهجين». كذلك فإنه يكفي أبناء كفرذبيان أنّ «زعيماً مشرقياً يحفظ مكانة خاصة لهذه البلدة ويعرف أهميتها». هؤلاء أيضاً، استناداً الى عقيقي، يعتبرون عون، «هو الخلاص لهم، أو على الأقل الأمل بأن الأمور ستكون أفضل».