Site icon IMLebanon

مُخطط خلدة مُدبّر ومرسوم بعناية ودقة… بعد الحرب الاقتصادية سيناريو إشغال حزب الله بمشاكل أمنية وداخلية 

 

لم يكن ما جرى يوم الأحد الماضي من  توترات أمنية خارج دائرة الحسبان، فكل المؤشرات دلت على امكانية وقوع  حادث أمني يسرق الضوء عن ذكرى الرابع من آب، عدا المؤشرات بان البلاد على وشك الدخول بعد الانهيار الاقتصادي في مرحلة أمنية خطيرة، وليس أفضل من افتعال مشكل طائفي لأخذ الأمور في إتجاهات أكثر تعقيدا.

 

في هذا السياق، حصل حادث خلدة بأبعاد بعيدة جدا من عملية» أخذ الثأر» فقط من قبل العشائر العربية على حادثة قتل أحد أبنائها شهر آب العام الماضي، مع ان بيان العشائر أقرّ بما جرى ووضعه في هذه الخانة، وعلى الرغم ايضا من الأجواء المتشنجة منذ ذلك التاريخ على خلفية قتل الفتى غصن، الا ان المعطيات التي استجدت على الأرض  من تصفية المشيعيين وعناصر حزب الله دلت على أمر مدبر ومخطط له بعناية في اختيار التوقيت والظروف من اجل تفجير الوضع الداخلي وجر حزب الله الى حيث لا يريد.

 

بحسب مصادر سياسية، فان منطقة خلدة  تشكّل نقطة مهمة  في سياق وهدف تخريب الأمن وهزّ علاقة حزب الله بخصومه السياسيين وافتعال خلاف سني شيعي، فالطريق الساحلي كان شاهدا على  عدد من الاشتباكات والحوادث منذ ثورة ١٧ تشرين بقطع طريق الجنوب التي تعتبر الشريان الحيوي للحزب، وفي اطار استفزاز حزب الله وجمهوره وتوجيه الرسائل السياسية له، مما دفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى اطلاق التحذيرات من العودة الى اقفال الطريق.

 

وتصف مصادر سياسية حادث خلدة بأنها أخطر من غيرها من الحوادث لأنها صممت وأعدت على قياس توريط حزب الله وجره الى مأزق داخلي باستغلال التوتر القائم بينه وبين العشائر الذي يعود الى سنوات طويلة  لأسباب سياسية وطائفية، فعرب خلدة يدورون في فلك سياسي معادي للمقاومة، فهم حصلوا على جنسيات في عهد الرئيس رفيق الحريري ومقربون من «تيار المستقبل» وبهاء الحريري والمملكة العربية  السعودية ودول الخليج، كما انهم على مسافة قريبة جدا من خلدة والمختارة، وهذا ما دفع القيادات الدرزية الى طلب التهدئة  وتسليم الفاعلين.

 

وتؤكد مصادر ٨ آذار ان هناك ترابطا بين المجموعات المسلحة في خلدة  والمعارضة السورية، وسبق  لقيادات سياسية ان حذرت من الحالة المزعجة  والمتمادية في ارتكاباته للعصابات المسلحة، حيث كان واضحا انها تعد مخططا لاستفزاز الحزب  واستدراجه، الا ان حزب الله كان يسكت عن الممارسات حتى لا تتطور الأمور في اتجاه فتنة سنية – شيعية حيث حاذر حزب الله في محطات مهمة من ملامسة الخطوط الحمراء الموضوعة مع «المستقبل» حتى لا يقع المحظور، فلدى الأجهزة الأمنية كما حزب الله حذر من النقطة الساحلية، ولدى الحزب تحديدا معلومات عن جهات مسلحة لدى العشائر تضطلع بمهمات مكلفة بها، وان هناك مجموعات في خلدة وسائر المناطق اللبنانية جاهزة للعمل والتحرك وفق أجندات اقليمية في اطار استنزاف حزب الله وجره الى اشتباكات داخلية وارباكه في أي جبهة داخلية، فهناك من يسعى كما تقول مصادر ٨ آذار لإشغال حزب الله داخليا بعد الانتهاء من وضع سيناريو الانهيار الإقتصادي والقاء اللوم على ما يحصل في اتجاه الحزب لإشغاله ومنعه من الإستقرار.

 

وتؤكد المصادر ان حزب الله عرف  كيف يتعامل مع الأزمة وأحداث مماثلة، فقام بتعطيل العبوة السياسية والطائفية التي جهزت له في خلدة، فهو لا يخوض أي مواجهة الا وفق توقيته الخاص، ومحاذرا ان يجره العدو الى أرض المعركة.

 

خلدة  تجاوزت قطوع الأحد ووضعت تحت المجهر الأمني، وحزب الله تفادى الفخ و «كتمجرحه»رغم سقوط ثلاثة شهداء له خوفا من  الفتنة، الا ان ذلك لا يعني ان لا وجود لمشاريع فتنة وأفخاخ أخرى بطبيعة الحال.