IMLebanon

لقاء دار خلدة: ذهنية جديدة لترتيب البيت الدرزي، أم تحالفات انتخابية؟

 

يلتقي اليوم السبت قي دار خلدة كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الأستاذ وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان ورئيس حزب التوحيد العربي الأستاذ وئام وهاب، وذلك وحسب ما صدرت من تصريحات من مسؤولين في دوائر «التقدمي» و«الديمقراطي» بأن جوهر هذا اللقاء الثلاثي الدرزي في خلدة هو انه يأتي استكمالا  للقاءات سابقة بدأت في بعبدا الصيف الماضي على اثر حادثة قبرشمون وتبعه لقاءان آخران بين الحزبين في كل من عين التينة وكليمنصو (منذ شهر ونصف تقريبا لقاء ثنائي بين أرسلان وجنبلاط).

ad

 

لقاء اليوم السبت ٢٥ حزيران ٢٠٢١ ومع مشاركة وهاب في هذا اللقاء هذه المرة يأتي بعد مرور اسبوع على تصريحات لافتة لزعيم المختارة حيث اجمع معظم المراقبون أن هناك إشارات جديدة التقطها رادار ابو تيمور جعلته يطلق هذه التصريحات اللافتة وإحداها انه أثنى على دور الجيش السوري في عهد حافظ الأسد تجاه حفظ واستقرار الجبل، ناهيك عن إصرار جنبلاط على ضرورة اعتماد مبدأ التسوية في هذه الظروف العصيبة على المستوى الداخلي، لذا وانطلاقا وعملا بأسلوب جنبلاط السياسي لمواجهة المراحل الصعبة وإضافة إلى تميزه بالبرغماتية واستشرافه لما تحمله تحولات المنطقة، كل ذلك دعا جنبلاط الى الإسراع في عقد هذا اللقاء  للتباحث بروح المسؤولية والواقعية السياسية وعدم الأحادية من أجل حفظ الجبل وهذا ما يسهم في تخفيف الاحتقان على مستوى الوطن وتنظيم الخلاف بين كل الأطراف، وذلك تمهيدا لمواجهة المرحلة القادمة المليئة بالاستحقاقات ومحطات وملفات متعددة على مستوى البلد، وكل هذه المسائل تتطلب تحصين البيت الداخلي في الجبل.

 

وانطلاقا من هذه المقاربة للقاء اليوم  في خلدة يطرح سؤال وهو: هل سيجسل التاريخ أنه سيكون اليوم بمثابة محطة مفصلية في تاريخ طائفة الموحدين الدروز في هذا البلد وهي الطائفة التي لها دور محوري وتأسيسي في بناء لبنان الكيان والدولة والهوية وذلك منذ منذ قرون؟

 

لا شك أن كل المكونات والأحزاب هذه الأيام في هذا البلد يتعاملون مع اللحظة الإقليمية الحالية التي تمر بها المنطقة العربية بأعلى منسوب من التوجس والترقب والحرص ناهيك عن انسداد الأفق والتعقيد والتشابك السياسي القائم في لبنان وخصوصا بعد أن وصلت مسألة تشكيل الحكومة في ارتطام بالحائط المسدود، وإضافة على اقتراب موعد الانتخابات النيابية، كل هذه الأمور تزيد من منسوب القلق والتوجس عند الكل.

 

في هذا السياق تطرح الأسئلة العديدة حول الابعاد الحقيقية والخلفيات الدقيقة والكاملة غير المعلنة للقاء خلدة، ومنها مثلا، ما هي القراءة الجنبلاطية الصحيحة والكاملة  لتطورات وتحولات الجيوسياسية  في المنطقة العربية وهي التي جعلته يستشرف آثارها على لبنان في المرحلة القادمة، وهل هناك «تكويعة» مدروسة بدقة لجنبلاط، ويرافقها واقعية سياسية مرنة تجاه المسائل الخلافية في الساحة الدرزية ؟

 

واستتباعا للسؤال أعلاه هل كل ذلك اعلاه بالتالي سينتج ويثمر إلى تحصين البيت الدرزي بكل واقعية، وهو بالتالي يتطلب إنهاء كل الملفات العالقة على أرض الجبل ومنها التي لها أبعاد أمنية (الشويفات وقبر شمون والجاهلية)؟

 

هذا هو المناخ وأطر النقاشات التي يتلمَّسها المراقب عند التحدث مع المسؤولين في الحزبين، انما هناك سؤال يتقدم بخجل وحياء في هذه المرحلة في ما يتعلق بمنطقة الجبل،  وهو هل إحدى دواعي هذا الاجتماع الدرزي انه اجتماع قد يضع أسساً لتعاون وتفهم ومعايير واعتبارات مشتركة  وتفاهمات حول الانتخابات النيابية القادمة وخصوصا بعد التغير الحاصل عند ذهنية واولويات معظم شريحة الشباب لدى كل المكونات في لبنان بعد ١٧ تشرين في كل لبنان وليس فقط في منطقة الجبل… وهذا ما يولد تخوفات عند الطبقة السياسية من هذه المسألة؟

ad

 

من جهته يقول الأستاذ جاد حيدر  مسؤول الاعلام في الحزب «الديمقراطي» «إن المشكلة في لبنان انه لا حل الا بتغيير النظام، حيث النظام الحالي سقط وعلينا التفكير كيف يمكن أن نحكم انفسنا، ويضيف حيدر «إن اللقاء في خلدة رغم انه بأنه له طابع درزي انما سيحاول المساهمة بإراحة الوطن والتخفيف من الاحتقان وأحد أهدافه أيضا» تحصين الطائفة والجبل وذلك من خلال تكثيف الحوار والتنسيق والتعاون والتضامن».

 

من جهته يوضح الأستاذ صالح حديفة «إن هذا اللقاء هو استكمالا للقاءات سابقة حول مواضيع عديدة تتعلق بقضايا الجبل، انما على المستوى الوطني فنحن نمارس قناعتنا، ونرى أن مسؤولية هذا الوطن تقع على الكل، الكل مسؤول والكل معني، وبالنسبة لمسألة الانتخابات فمن المبكر التحدث عن تحالفات انتخابية أو ما شابه، اليوم الأولوية الوقوف إلى جانب قضايا الناس المعيشية والحياتية وهي الضاغطة والملحة ولها الأهمية في سياستنا وأعمالنا في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن والناس».