Site icon IMLebanon

“حزب الله” يفوّض الأمر الى الجيش “الرسالة وصلت”

 

في خطاب القاه في آذار الماضي بمناسبة يوم الشهيد، خرج أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطاب توجه فيه الى قطّاع طريق الجنوب والمسؤولين الامنيين بجملته الشهيرة «انا واحد من الناس اللي وصلت معي لهون، والموضوع يجب ان تجدوا له حلاً»، أشهر مرت وطريق الجنوب من خلدة الى الناعمة عرضة لأعمال امنية تعرّض الاهالي للخطر. قبل سنة وعلى بعد اسبوع من اليوم كانت منطقة خلدة شاهدة على حادث امني لم تعالج تردداته كما يجب، الى أن أقدم أحد اقارب حسن غصن، الذي قتل آنذاك وهو من ابناء عشائر عرب خلدة، الى الثأر له باستهداف علي شبلي. والد غصن أبلغ الجميع نيته الاخذ بثأر ابنه ورغم ذلك لم يتم تلافي الامر الى ان وقعت الواقعة. وعادت طريق الجنوب مجدداً لتكون ساحة صراع سنية شيعية، ويقف «حزب الله» محرجاً بين حدّي تهدئة رد فعل جمهوره ومناصريه وقطع الطرق على استدراجه الى فتنة. يوم امس بدا كل ما حصل مخططاً له عن سابق تصميم. مجدداً طريق الجنوب صندوقة بريد، أحداث أمنية لخلفيات سياسية بعيدة المدى.

 

في تلك البقعة الجغرافية الحساسة باتت العشائر تتحكم بمصير المارة وهؤلاء تتشعب انتماءاتهم السياسية وتتوزع باعتراف الاهالي من بينهم، وتحركهم جهات سياسية وأمنية مختلفة ولا يعيرون اعتباراً لأي جهات حزبية اخرى متواجدة او لها نفوذ هناك. خلدة الناعمة الاوزاعي منطقة لتبادل الرسائل الامنية السياسية. هي بصريح العبارة منطقة النفوذ التي تبعث من خلالها السنية السياسية برسائلها الى الشيعية السياسية.

 

بالامس المصادف عيد الجيش اللبناني حامي الوطن والمدافع عنه، كان التأخير في وجوده وبسط سيادته في خلدة مثار تساؤل واستغراب. كأن الامر صار عادة، يقع الاشكال فيسقط ضحايا ويتفاقم الوضع فيتدخل الجيش وتتناقل وكالات الانباء صور التجهيزات المؤللة تبسط نفوذها. بعيد عملية قتل شبلي كان اضعف الايمان ان يصار الى تأمين التشييع واحكام الانتشار الامني على امتداد المنطقة ومداخلها للحؤول دون تفاقم المشكل، لكن الذي حصل ان المجرمين استغلوا غياب الجهات الامنية ونصبوا كميناً محكماً للمشيّعين مما اوقع عدداً من الضحايا في صفوفهم.

 

طريق بسوابق كثيرة وشواهد كيف استخدمت عبر محطات عدة في التاريخ لتكون فخاً للعابرين من اهل الجنوب لتصفية حسابات سياسية كما صارت اليوم. مثلث الخطر لايصال الرسائل كلما دعت الحاجة. علت المطالبات بالامس لوضع حد للتفلت والاستهتار بحياة الناس وتحويلهم الى صندوقة بريد، على مرأى ومسمع القوى الامنية التي لم يكن منها الا العدد القليل في مكان الحادث، ليتم لاحقاً.