Site icon IMLebanon

خالد مشعل والزيارة التي لم تسترد ثمنها سياسياً

 

 

بفشل زيارة رئيس حركة “حماس” في الخارج، خالد مشعل، الى لبنان يمكن الخروج باستنتاج مفاده ان اجماعاً لبنانياً تظهّر على رفض هذه الزيارة وان الرجل غير مرحب بزيارته اصلاً بدليل رفض رئيس الجمهورية استقباله كما غيره من المسؤولين في حين فضّل من استقبله عن طريق الخطأ ان يبقى اللقاء سراً. ويعني ذلك ان لبنان رفض ان يكون طرفاً في الموضوع الفلسطيني وان يمنح شرعية لفصيل من فصائله مكتفياً بالتعاطي مع الجهات الرسمية دون سواها. وبهذا المعنى تؤكد مصادر مواكبة ان نتيجة الزيارة لم تسترد ثمن تذكرة السفر سياسياً.

 

من دون اي صدى ايجابي مرت زيارة رئيس حركة “حماس” في الخارج، خالد مشعل، الى لبنان والتي كانت الاولى له منذ العام 2010 اي منذ كان رئيساً للمكتب السياسي. بالنتائج يمكن القول ان الزيارة كانت سلبية بامتياز ولم تحقق غايتها المرجوة بالمعنى السياسي وان كان مشعل والمقربون منه اكدوا ان الهدف من الزيارة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي لكنها هدفت حسب مصادر موثوقة الى جس النبض حول امكانية ترتيب العلاقة مع سوريا بواسطة “حزب الله” في لبنان.

 

كان في نية مشعل ان يعيد ترتيب اموره في سوريا مستعيناً بـ”حزب الله”. لكنه غادر خالي الوفاض. فالمسؤول الفلسطيني الذي لم يحسم امر لقاءاته قبل وصوله ولم يرتب جدول لقاءاته، طلب فور وصوله الى لبنان موعداً للقاء امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله لكن لم يوفق لاكثر من سبب. فعدا العامل الامني الذي يفترض تنسيقه مسبقاً هناك العامل السياسي ورغبة مشعل باعادة مد الجسور مع سوريا مجدداً. مطلب لن يكون سهلاً الحصول عليه من قبل قيادة “حزب الله” لان عامل الثقة مجدداً لم يُعَد ترتيبه خصوصاً وان الزائر كان احد اللاعبين الاساسيين في الحرب على سوريا واعلان عدائه للنظام السوري، فضلاً عن ان زيارته لم تلق دعماً من حماس بالمطلق ما يعني ان “حزب الله” تجنب الخوض في حسابات فلسطينية داخلية ولم يجد له مصلحة في ذلك.

 

ولم يقف فشل لقاءاته على الامين العام لـ”حزب الله” فحسب بل ان رئيس حركة حماس في الخارج فشل في زيارة عدد من المسؤولين اللبنانيين كان طلب زيارتهم وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وفق المعلومات المتداولة والتي ذكرت ان لقاءه الوحيد الرسمي جرى مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لكنه لقاء خلف الكواليس بحيث لم يرغب رئيس الحكومة باخراجه الى الاعلام جرياً على عادة لقاءاته الرسمية. خلال اللقاء سأله رئيس الحكومة عن سبب زيارته فكان جوابه واضحاً بأنه حضر باحثاً عن حل لمشكلته مع الشام فسأله مجدداً ومن هي الشخصيات التي تود زيارتها؟

 

وقد حاولت مصادر تابعة لمشعل اللعب على وتر عدم استقباله من قبل السيد نصر الله والايحاء ان ذلك تسبب بامتعاض وغضب داخل حماس خلافاً للواقع. وبرفض استقبال الامين العام لـ”حزب الله” لمسؤول حماس في الخارج تكون الرسالة قد وصلت بأن عودة مشعل الى سوريا، وهو الذي اتخذ من قطر منصة للتصويب عليها، لن تكون سهلة لا سيما في ظل الانقسام الداخلي حيال سياسته وعلاقته مع الفصائل الفلسطينية. زد على ذلك ان الزيارة اعقبت الانفجار في مخيم برج الشمالي في صور والذي لم تتضح ملابساته بعد ولغاية اليوم لم يصدر التحقيق الرسمي بشأنه بما يضع حداً للتساؤلات والتشكيك حول الشخصيات الفلسطينية التي حضرت الى المخيمات في الآونة الاخيرة واهدافها عدا عن حقيقة الانفجار وأسبابه.