IMLebanon

مشعل رفع راية العقل ولم يرفع الراية البيضاء  

 

 

لم نستغرب الحملة الظالمة التي استهدفت القيادي الكبير في حركة حماس خالد مشعل، وهي ليست جديدة في حق الرجل، إذ سبق أن وُجِّهت إليه اتهامات من قِبَل بعض مغرِضين أو مضلَّلِين بلغت حدود الخيانة.

 

ما هي الجناية التي ارتكبها خالد مشعل في حق القضية الأم؟ قرأنا كلامه بتمعن فوجدنا فيه واقعية وعقلانية اقتضاهما التطور السلبي المؤلم الذي تكشّف جراء تدحرج الميدان، وبالتالي لم يعد معقولاً الاستمرار في قتالٍ (مشروع في الأساس والمنطلق والهدف الشريف) لم يعد فيه أي قدرٍ من توازن القوى، بعد المجزرة الوحشية المتمثلة بهذا العدوان الذي هو من دون حدود وضوابط وأخلاق الحروب، الذي يشنه السفّاح نتنياهو وأركان حربه الهمجية.

 

هل يخطئ خالد مشعل عندما يقول بوقف القتال؟ وهذا مطلب ورد في أدبيات حركة حماس منذ الأيّام الأولى للعدوان، كما هو مطلب لم يخلُ منه أي موقف للمقاومة اللبنانية، وكان نقطة مركزية في إطلالات الشهيد الكبير الراحل أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه، وأيضاً في إطلالات سماحة الشيخ نعيم قاسم بعد السيّد.

 

يبدو أن المأخذ الأوّل على خالد مشعل أنه طالب بانسحاب العدو الإسرائيلي من حماس من غزة وأن تتولّى السلطة الفلسطينية شؤون القطاع في النواحي كلِّها. ونحن لنا ملاحظات كثيرة على هذه السلطة التي لا تملك من السلطان إلّا الاسم، كونها مرتَهَنة كلّياً الى الاحتلال الإسرائيلي، ولكننا نذهب الى الاقتناع بما دعا إليه خالد مشعل، لأن مَن يرفضه عليه أن يقدّم البدائل. فهل لا يزال ثمة أمل في انتصار حماس على العدو ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية والسلاح هائل الأذية والتدمير؟

 

وأصلاً، ماذا بقي من غزة؟ ومن الواضح أن إعادة إعمارها لن تكون ميسّرة إلا إذا كانت تابعة للسلطة الفلسطينية، فالدول (العربية وغيرها) المانحة والقادرة على النهوض بمشاريع الإعمار لن تقبل بأن تبقى غزة تحت سيطرة حماس، أيّاً كان منسوب التأييد للحركة مرتفعاً في القطاع.

 

وفي هذا السياق ليست المفاضلة (في مَن يتولّى شؤون القطاع)، بين حماس والسلطة، إنما هي بين السلطة والعدو الإسرائيلي. خالد مشعل اختار السلطة، فهل أخطأ؟!.