عادت المياه إلى مجاريها بين عين التينة وبكركي. «أين كعك العباس»؟ بهذا السؤال، استقبل الزملاء الصحافيون المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل في بكركي، فكان رده بالمثل: «ننتظر المعمول». الترحيب بموفد بري في بكركي كان سلسا وكذلك المحادثات.
اللافت للانتباه ما قالته أوساط أسقفية عن اللقاء بين البطريرك بشارة الراعي وخليل: «لقد أعاد وصل ما كان شبه مقطوع بين الجانبين». وهل كانت العلاقة مقطوعة فعلا؟ تجيب: «ليست مقطوعة بالمعنى الحرفي ولكن يمكن القول إنها كانت باردة ولم يتخللها أي نوع من المبادرات من عين التينة حتى في المناسبات الرسمية، وهذا أمر يدعو الى الاستغراب». تتابع: «المهم أن لقاء أمس كان ممتازا وبادرة جيدة من دولة الرئيس بري أن يحرص على إيفاد الوزير خليل للتوضيح».
الكنيسة «ليس فريقا سياسيا وما يهمنا في النهاية هو أن يرفع الجميع لواء الدستور فعلا وقولا ويقوموا بكل ما في وسعهم لإنهاء الشغور الرئاسي الذي طال كثيرا» حسب الاوساط الاسقفية التي نفت ما أشيع أن تكون بكركي قد أوفدت مؤخرا من يمثلها الى مقر الرئاسة الثانية، لافتة النظر إلى انه «قد يتعلق الأمر بمبادرة فردية ولكن الأكيد أن البطريركية لم توفد أحدا».
أما في موقف موفد بري فقد كان لافتا رده على أسئلة حاولت انتزاع رفض ترشيح العماد ميشال عون انتزاعا من فمه فرد خليل: «ليس لدينا موقف شخصي من أحد، وموقفنا نابع من تقديرنا للمصلحة الوطنية وما زلت مصرا على أن ما يتفق عليه اللبنانيون، نسير به. ليس لدينا أي فيتو على أحد، من حق كل طرف في السياسة أن يعبّر عن حقه باختيار الأشخاص، لكن الأهم أن ننزل جميعنا إلى المجلس النيابي ونمارس هذا الحق، ونوصل من يريد».
وبعد لقاء استمر نحو ساعة، قال خليل: «نتشاطر وغبطته الأهمية القصوى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا أمر يشكل أبرز هاجس لدى غبطته وعندنا أيضا. بحثنا في التفاصيل المتعلقة بهذا الاستحقاق وأهمية تسهيل إجرائه في أقرب فرصة ممكنة. نحن وغبطة البطريرك متفقان على معظم الأمور المرتبطة بهذا الملف وغيره من الملفات، ولم أشعر على الإطلاق أن هناك تباينا في المواقف».
وأضاف: «يحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على إبقاء هذا التواصل قائما مع بكركي والتوافق أيضا معها. هذا الأمر الذي عكسه بيان المطارنة الموارنة الأخير، وموقف الرئيس بري منه إيجابي عبر عنه بتأييد هذا البيان الذي يلتقي مع توجهاتنا. نحن حرصاء على تسهيل إجراء الانتخابات النيابية والإسراع بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، وأن يكون هناك تفاهم وإجماع بين اللبنانيين على هذه المسائل».
وردا على سؤال بأن الرئيس سعد الحريري أبلغ كتلته النيابية عدم موافقة الرئيس بري على اسم ميشال عون، أجاب خليل ان بري «لم يعبر عن الموقف النهائي في هذه المسألة». وقال: «الأمر يتعلق بمجموعة التفاهمات التي طرحها الرئيس بري والتي لا تعني على الإطلاق أي تقييد لرئيس الجمهورية وصلاحياته، وأي مس بالدستور وبالصلاحيات المنصوص عنها في هذا الدستور. ليس لدينا مواقف ضد أي شخص، والرئيس بري حريص على ما يتم الاتفاق عليه بين اللبنانيين، والدليل هو أن الرئيس بري ونواب كتلتنا يشاركون في كل الجلسات التي تتم الدعوة اليها لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. نحن لم نعطل نصابا، ولم نقاطع جلسة وسنبقى نحضر الجلسات. أما من ننتخب، فهذا أمر نعبّر عنه في أوانه في الجلسة الانتخابية».
وعما إذا تناول مع الراعي مضمون السلة، قال خليل: «كل ما يقيّد الرئيس نحن ضده، وبالتالي نحن نلتقي مع بكركي حول هذا الموضوع. تعبير «السلة» أصبح مستخدما إعلاميا، ولكن ما طرحه هو التفاهم حول أمور تسهل عمل رئيس الجمهورية المقبل، ولا تقيده على الإطلاق».
ومن أبرز زوار بكركي أمس الرئيس السابق ميشال سليمان الذي أعلن تأييده لنداء المطارنة الأخير، واتهم «حزب الله» بأنه المسؤول عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية. واعتبر أن أي طرف مسلم يقاطع الجلسات الرئاسية «يحرم المسيحيين في لبنان من الحضور في الدولة». ودعا «حزب الله» الى أن يحزم أمره وينتخب المرشح «الذي يريد أو ينوب عليه».