IMLebanon

خامنئي والشيطان الأكبر

التصريحات المتتالية لآية الله خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تتضمّن مواقف تصعيدية ضد المملكة العربية السعودية… هي كلام كبير مؤسف إذ لم يكن منتظراً من مرجعية دينية كبيرة أن تقول: «إنّ مَن يتولّى الحكم في المملكة يفتقر الى الحكمة والإتزان».

ثم أضحى محللاً عسكرياً فأصدر حكماً بأنّ السعودية ستخسر المعركة و«سيمرغ أنفها في أرض اليمن».

ولم يكتفِ الخامنئي بالتهجم على المملكة وحكامها، بل هاجم أيضاً «الشيطان الأكبر» وقال إنّه لا يرفض ولكنه لا يقبل بالاتفاق إذا لم يكن مرفقاً بـ«إلغاء فوري» لجميع العقوبات المفروضة على إيران.

مهلاً يا سماحة آية الله خامنئي… فالكلام الكبير الذي تدلي به سوف تضطر لأن تتراجع عنه، وهنا المشكلة، فماذا ستقول لجمهورك؟ أو أنّك تعتمد على ذاكرته الضعيفة، وأنّ ما تقوله كل يوم بيومه ينطلق من قاعدة «كلام الليل يمحوه النهار»…

وكما يُقال لعلك كنت نائماً على حرير على أساس أنّ السعودية لا ترغب في الحروب ولا تريدها… وعندما تسلّم الحكم الملك سلمان، نمت على مزيد من الحرير لأنّ جلالته مشهور عنه الإتزان وتغليب العقل… لكنك نسيت المثل القائل: «إحذر الحكيم عندما يغضب» فتتغيّر المعادلات كلها… ولكن لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن يسمح خادم الحرمين بتجاوز الخط الأحمر الذي هو هنا اليمن.

يعرف آية الله خامنئي جيداً أنّ اللعب في الملعب اليمني لا تسمح به المملكة لأحد، لأنّ هذا الملعب هو ملعبها ويؤثر على أمنها، فالقرار التاريخي الذي اتخذه الملك سلمان بإطلاق «عاصفة الحزم» ما كاد يصدر وتنطلق معه «العاصفة» حتى تهافتت مختلف دول العالم لأن تعلن تأييدها وتضامنها مع الملك سلمان وتقف معه الى جانب الحق.

إذا كان آية الله يريد أن يستوعب غضب الحرس الثوري أو أنّه خائف منه فقد ورّط نفسه في مواقف أصعب في مواجهة المجتمع الدولي.

مشكلة إيران وهذا النظام الذي يحكمها أنّه استغل غياب خمسة زعماء في العالم العربي: الملك فهد، صدّام حسين، حافظ الأسد، ياسر عرفات وبشكلٍ ما معمّر القذافي.

والتصريحات التي تصدر عنه أو عن روحاني أو ظريف، أو رفسنجاني، أو سليماني الخ… عن الحدود التي تصل الى شاطئ البحر المتوسط… هذه التصريحات سوف تقضي على هذا النظام الذي افترض نفسه أقوى بلد في العالم، فعصفت في رأسه سكرة عظمة الامبراطورية الفارسية متغلّبة على العقل… وبدأ انهياره من اليمن، وهو سيواصل الإنهيار في العراق وسوريا ولبنان…

وإنّ غداً لناظره قريب.